يتسابق أهل الخير في زمن كورونا، إلى المبادرات التي تخفف من وطأة الجائحة العالمية، بعد أن راكمت آثارها السلبية على العديد من الأسر، في ظل حظر الحركة، وتعطل الكثير من الأعمال خوفاً من تفش ي الفيروس.
وفي هذا الصدد، أطلق نشطاء يمنيون، مبادرة "مسامح إيجار شهر" يدعون فيها مالكي العقارات إلى إعفاء المستأجرين من دفع إيجار المنازل والعقارات لهذا الشهر، تزامنا مع تفشي وباء كورونا.
ودشن الحملة عضو مجلس النواب اليمني، "شوقي القاضي"، واعتبرها مبادرة للتخفيف على المستأجرين اليمنيين في ظل الظروف التي يعيشها المواطنون حالياً لا سيما مع المخاوف من انتشار الفيروس.
وفي تدوينة له على تويتر، أطلق البرلماني وسم "مسامح إيجار شهر"، مرفقا إياه بمبادرته الموجهة إلى مالكي المنازل السكنية، والتي دعاهم فيها إلى مراعاة ظروف المرض والحرب في اليمن.
وقال "القاضي": "تكرموا بالعفو عن مستأجري بيوتكم من دفع إيجار أبريل 2020".
وأضاف: "أبدأ بنفسي، إلى المستأجرين مني في اليمن، مسامح إيجار أبريل".
يأتي ذلك في الوقت الذي جددت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، تأكيدها، خلو اليمن من فيروس كورونا، حتى صباح الجمعة.
وتفاعل مع مبادرة "القاضي" مغردون ونشطاء وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن، معبرين عن رأيهم تجاه هذه الحملة.
"مراد العيدروس" رد على تغريدة القاضي وكتب: "ثق أن الله سيعوضك بأضعاف ما سامحت به. ثق أن الله سيفرج عليك كربة من كرب الدنيا أو كربة من كرب يوم الآخره. من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه".
أما حساب باسم "ربي الله" كتب: "في الأصل المؤجر معتمد على الإيجار فكيف يسامحه.. لكن ممكن لو دفع النصف.. لا ضرر ولا ضرار..".
"أحلام السقاف" كتبت على الوسم: "هناك جنود يسهرون الليل في الجبهات لدفاع عن الوطن. وهناك من يستغل وضعهم المعيشي قطعوا عنهم الرواتب.. ولكن هذا لم يثنيهم عن مواقفهم فكونوا سندا وعنوا لهم وساعدوهم بعفوهم من الإيجارات".
حساب باسم "أعورك" كتب: "الخير لسه موجود أعرف ناس عندهم عمائر من يوم اندلاع الحرب في اليمن تقريبا من عام 2016 إلى يومنا هذا ولا يأخذوا ريال واحد من المستأجرين علماً أن بعض المستأجرين يدفع الايجار ويتم إرجاع المبلغ".
البداية من مأرب
وفي أول تجاوب مع الحملة في مأرب، أعلن "جمال صعنون" (مالك شركة خاصة)، عن إعفاء جميع المستأجرين في الأسواق التابعة لشركته والعقارات التي يمتلكها.
إعفاء لشهرين
من جانبه قال الناشط الإعلامي اليمني "علي محمد رسام"، أن مالك العقار الذي يسكن فيه، أعفى جميع المستأجرين من الإيجار، تفاعلاً مع حملة "مسامح إيجار شهر".
وأكد "رسام" للأناضول، أن "الشيخ ماجد السبئي أحد مالكي العقارات في مأرب أعفى جميع المستأجرين في المبنى المكون من 6 شقق سكنية -وهو واحد منهم- من دفع الإيجار لمدة شهرين".
وأوضح أن "السبئي أبلغ مستأجري عقاراته أن الإعفاء لغرض تمكينهم من شراء سلع غذائية والمكوث في المنازل، تنفيذاً للإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا".
ويعاني القطاع الصحي في اليمن، تدهورا حادا جراء الصراع المتفاقم، الذي أدى إلى تفشي الأوبئة والأمراض، وإغلاق عدد كبير من المرافق الصحية.
وذكر صندوق الأمم المتحدة للسكان، في تقرير صادر عنه نهاية فبراير/شباط الماضي، إنه مع دخول النزاع عامه السادس لا يزال اليمن يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم مع مستويات مذهلة من الاحتياجات الإنسانية.
وأضاف التقرير أن 80% من السكان، أي نحو أكثر من 24 مليون شخص يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية.
وللعام السادس يشهد اليمن نزاعا مستمرا، خلف واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ودفع بالملايين من السكان إلى حافة المجاعة، فيما يحتاج قرابة 17 مليون شخص، وفق تقديرات دولية، إلى الدعم بالمياه والنظافة والصرف الصحي.
ويزيد من تعقيدات النزاع أن له امتدادات إقليمية فمنذ مارس/آذار2015 تقود الجارة السعودية تحالفا من عشر دول عربية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا والمسيطرة على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014