الجبواني

عقب إقالته من رئيس الحكومة.. لن تصدق ردة فعل "وزير النقل" اليمني (وثيقة)

أعلن وزير النقل اليمني، استقالته من منصبه، بعد يوم واحد من إيقافه عن العمل، من طرف رئيس الوزراء، معين عبدالملك.

وقال وزير النقل، صالح الجبواني، في بيان استقالته المرفوع للرئيس، عبدربه منصور هادي، الجمعة، إن "رئيس الوزراء، قام ليلة أمس، بتوجيه خطاب إليه يبلغه بإيقافه عن العمل".

وأضاف الجبواني في بيان حصلت "عربي21" على نسخة منه أن أمر إيقافه "سيادي من اختصاصات رئيس الجمهورية ولا يحق له، أي رئيس الحكومة، القيام بذلك".
وتابع وزير النقل المستقيل: "لا غرابة أن يأتي هذا الفعل بعد يومين من قيام الانقلابيين الحوثيين بإصدار حكم الإعدام في حق شخصي المتواضع، وقبل ذلك سقوط عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، بيد مليشيات ما يسمى المجلس الانتقالي، التي تم إخراجنا منها عنوة بعد أن دافعنا عن الدولة ومؤسساتها".

وقال: "تم منعنا من العودة إلى عدن بعد اتفاق الرياض، الذي لم تنفذه المليشيات حتى اليوم".

وأشار إلى أن موقفه من "مليشيات الإمامة في صنعاء ومليشيات التقسيم والتفتيت التي ترعاها الإمارات في عدن، هو موقفكم بـالوقوف بوجه المليشيات حتى آخر رمق في حياتنا انتصارا للجمهورية وسيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، وصولا إلى إقامة الدولة الاتحادية الجديدة".

وبحسب الوزير الجبواني، فإنه "ليس غريبا أن تأتينا الطعنة من رئيس الحكومة الذي قال على رؤوس الأشهاد إنه وما يسمى "الانتقالي" في مترس واحد، في موقف وضع نفسه في موقف المتمردين عليكم وعلى الوطن سلوكا وموقفا وممارسة".

وذكر الجبواني أن الوزارة (وزارة النقل)، "كانت بالنسبة لي مغرما، ومنذ أن تم تعييني من سيادتكم، عملت  من أجل اليمن في موقع العمل أو في خندق الدفاع عن الدولة ومؤسساتها ولم أقف في وجه المليشيات في صنعاء وعدن فحسب، بل ومن يقف بجانبهما"، مؤكدا أنه "لم يحفل بالأباتشي والمسيرات والتهديد بالقتل ومحاولات الاغتيال التي تعرض لها أكثر من مرة".

وأوضح وزير النقل في بيان استقالته الموجه لهادي أنه "لم يفرط في كرامة اليمن العظيم، وبالقدر ذاته لم يفرط في كرامته التي هي من كرامة هذا البلد"، وفق قوله.

وقال: "أن يصل الأمر بهذا الشخص، أي رئيس الحكومة، إلى إيقافي عن العمل، فهذا ما لا أقبل به".

وأردف قائلا: "أتقدم باستقالتي وأرجو أن تقبلوها مع التأكيد أنني سأظل جنديا مخلصا لبلدي تحت قيادتكم الحكيمة حتى الانتصار بإذن الله".
 

وكان رئيس الوزراء، معين عبدالملك، قد أصدر الخميس، مذكرة إلى نائبه، سالم الخنبشي تتضمن إيقاف الجبواني عن العمل، وتكليفه بديلا عن الجبواني في أعمال وزارة النقل.

ومنتصف الشهر الجاري، اتهم وزير النقل صالح الجبواني رئيس حكومته بتعطيل اللجنة الاقتصادية العليا ووزارته عن العمل، في أحدث الاتهامات الموجهة للأخير.

وقال وزير النقل في مذكرة رفعها للرئيس هادي، إن رئيس مجلس الوزراء قد صادر صلاحيات اللجنة الاقتصادية المشكلة بقرار جمهوري، وسحب تبعية المكتب الفني منها ليلحقه بالمجلس الاقتصادي الأعلى الذي بدوره يصادر صلاحيات كل الوزارات.

وبحسب الجبواني، فإن رئيس الوزراء يلغي دور وزارته في الرقابة والإشراف على الموانئ والشحنات النفطية، وهذا مخالف للدستور والقانون.

وأوضح أن "عبث رئيس الوزراء وصل لحدود تضرب الدستور والقانون في الصميم" على حد تعبيره، مؤكدا أن هذه العمليات التي يقوم بها "والشبكات التي يديرها، للعبث بالاقتصاد الوطني، خدمة للفساد والفاسدين، فضلا عن إخلاله بالقسم الذي أداه أمام فخامتكم".

وكان رئيس الوزراء اليمني، قد وجه نهاية شباط/ فبراير الماضي، طلبا لقائد القوات المشتركة في التحالف الذي تقوده السعودية، الأمير، فهد بن تركي، بـ"عدم التعامل أو اعتماد أية تصاريح دخول أي من سفن الوقود إلى أي من موانئ البلاد، ما لم تكن صادرة عن المكتب الفني للمجلس الاقتصادي الأعلى، الذي يرأسه عبدالملك".

وتعيش الحكومة اليمنية المعترف بها صراعا خفيا وغير مباشر بين رئيسها، معين عبدالملك، المقرب من السفير السعودي لدى بلاده، محمد آل جابر، وعدد من الوزراء الذين يناهضون ارتهان القرار اليمني للهيمنة السعودية والإماراتية.  

والجبواني يعد واحدا من المسؤولين اليمنيين الذين وجهوا انتقادات علنية لسياسات السعودية، وقبلها لدولة الإمارات.

 

 

المصدر: عربي21