تشهد محافظة الضالع حالة ترقب وخوف من فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح دول العالم، في ظل وضع صحي منهار لبلد مزقته الحرب على مدى خمسة أعوام.
رغم أحاديث وتصريحات الحكومة اليمنية في محافظة الضالع والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا -المسيطر على المحافظة فعليا- فإن كل ذلك لم يدفع السلطات المحلية بالمحافظة لاتخاذ الإجراءات الوقائية كما هو الحال بعدد من محافظات الجمهورية.
ورغم انقطاع الخط العام الواصل بين الضالع والمحافظات الشمالية والعاصمة صنعاء إلا أن ما بات يطلق عليه بمعبر مريس وهو طريق جبلية يسمح للمواطنين التنقل من خلالها مشيا على الأقدام بين مناطق سيطرة القوات الحكومية وجماعة الحوثي في مريس يخشى من انتقال الوباء عبرها.
كما أن قرب المحافظة من العاصمة المؤقتة عدن الواقعة تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي يجعل المحافظة عرضة لانتقال فيروس كورونا في حال وصوله إلى عدن.
اجتماعات دون نتائج
وعلى مستوى تحركات السلطة المحلية عقد اجتماع برئاسة وكيل محافظة الضالع نبيل العفيف، وفي الاجتماع دعا العفيف قيادات السلطة المحلية للتعاون مع مكتب الصحة والسكان لوضع التدابير اللازمة لمواجهة ومنع وصول وانتشار فيروس كورونا، ونشر الوعي بين أوساط المجتمع والإرشادات الصحية للوقاية من هذا الوباء.
وطالب العفيف دول التحالف العربي والمجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية بسرعة تقديم المساعدات الطبية وتوفير الأجهزة الحديثة للكشف عن فيروس كورونا وبناء مستشفيات ميدانية للحجر الصحي على مستوى المديريات.
من جانبه العميد عدلان صالح قايد الحتس مدير عام إدارة الأمن بمحافظة الضالع بادر في عقد اجتماع بعدد من منتسبي مكتب الصحة العامة بالمحافظة لمناقشة كيفية التجهيز لإقامة محجر صحي في مدينة الضالع، وفقا لإعلام شرطة الضالع.
وعدا ذلك فلم يوضح إعلام شرطة الضالع هل تمخض الاجتماع عن الاتفاق على إجراءات ميدانية من عدمه؟
وفي سياق انتشار وباء كورونا، أكد نائب مدير مكتب الصحة الدكتور محسن محمد رضوان خلو محافظة الضالع من فيروس كورونا حيث لم تسجل أي حالة حتى اللحظة.
وأوضح أن مكتب الصحة والسكان بالمحافظة قد بادر بتشكيل غرفة عمليات لتتبع ورصد كل الوافدين إلى المحافظة من خارج الوطن ورصد أي حالات اشتباه، بالإضافة إلى تدريب فرق على مستوى المديريات.
لا إجراءات وقائية
وفي اجتماع السلطة المحلية طالب نائب مدير مكتب الصحة العامة بالمحافظة السلطة المحلية بتوفير مكان مناسب يتم تجهيزه كمحجر صحي.
وأوضح أن المحافظة لم تتلق حتى اللحظة أي مساعدات ودعم لمواجهة الوباء.
وعلى عكس المحافظات الأخرى فإن الأسواق والتجمعات لا تزال مفتوحة حتى اليوم الأحد، إذ لم تبادر السلطات المحلية إلى إغلاق الأسواق أو منع التجمعات، كما لم يبادر المواطنون إلى إجراء الحجر الصحي والتزام المنازل، وفقا لتعليمات منظمة الصحة العالمية لمنع انتشار الوباء.
محافظ معتكف وسلطة غائبة
الكاتب والصحفي إبراهيم علي ناجي أوضح أنه لا توجد أي خطوات أو استعدادات في الضالع لمواجهة كورونا حتى اللحظة، مشيرا إلى أن السلطة المحلية بما فيها مكتب الصحة غائبين بشكل كلي عن الوضع العام، وبالذات الصحي في ظل مخاطر فيروس كورونا، بينما محافظ المحافظة معتكف منذ أربعة أشهر لا يعلم أين هو.
وأضاف إبراهيم ناجي في حديث خاص لـ"الموقع بوست" أن أسواق القات والتجمعات في الأسواق والأماكن العامة ما زالت كما هي العادة.
وأكد ناجي عدم وجود محجر صحي معلن عنه، بينما مستشفى النصر الحكومي الوحيد أشبه بخرابة لا يوجد فيه جهاز تنفسي، ولم يجر فحص لأي حالات تدخل الضالع، كما لم يتم منع أي قادمين للمحافظة من الخارج.
إجراءات حوثية
من جانبه قال الناشط السياسي بلال القادري إن الإجراءات والاستعدادات لمواجهة وباء كورونا تختلف بين المديريات المحررة والمحتلة من الحوثيين، ففي مناطق سيطرة الحوثيين في مديريات دمت وجبن والحشاء قامت الجماعة بإجراءات وقائية حيث شكلت فرق صحية متنقلة يخضع من خلالها المتنقلون بين المناطق المحررة والمحتلة للفحص الطبي.
وأوضح القادري في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الحوثيين قاموا بإنشاء مراكز حجر صحي في عواصم المديريات الخاضعة لسيطرتهم، خصصوها لوباء كورونا، ومنعوا استقبال الحالات الأخرى وجهزوا بها غرفا للحجر الصحي استعدادا للحالات الموبوءة إذا وجدت.
أما في المديريات المحررة وعلى رأسها الضالع عاصمة المحافظة، فقال القادري إن السلطات لم تقم بأي إجراء وقائي من مرض كورونا غير إعلان مستشفى النصر مركز حجر صحي لمرضى كورونا.
وهو الإجراء الذي وصفه بالخاطئ، معللا ذلك بكونه المستشفى الحكومي الوحيد ويلجأ إليه الناس من كل مديريات المحافظة إضافة إلى افتقاره لأبسط المقومات.
وتساءل القادري في ختام حديثه: هل يعرف الحوثيون أهمية وقدر الضالع ورجالها أكثر من حكومة الشرعية والتي قدم أبناء الضالع آلاف الشهداء لمواجهة الانقلاب الحوثي؟.