حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مخاطر فيروس كورونا المستجد (كوفيد - 19) فيما لو وصل إلى المعتقلين اليمنيين.
وشددت منسقة برنامج الرعاية الصحية في السجون، في اللجنة الدولية السيدة "إلينا لوكلير"، على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية النزلاء من الأمراض المعدية، وعلى رأسها، "كورونا".
وأشارت لوكلير في مقابلة نشرها موقع اللجنة على شبكة الأنترنت، إلى أنه "في حالة تفشي مرض كوفيد-19 (كورونا) في أحد السجون، يمكنه أن يصبح مهلكًا لنزلائه، لا سيما لو كان سجنًا مكتظًا تنخفض فيه مستويات الصحة العامة".
وقالت لوكلير، إن السجناء والمحتجزين معرضين بشدة للأمراض المعدية مثل كوفيد-19، مرجعة السبب في ذلك، إلى كون "المحتجزين عادة ما يأتون من خلفيات اجتماعية واقتصادية هشة. وربما كانت فرصهم في الحصول على الرعاية الصحية محدودة حتى وهم خارج السجن. وقد تكون حالتهم الصحية أفقر من عامة السكان".
وأضافت: "عندما يدخلون السجن، ربما تعمل الظروف على مفاقمة ذلك، فالرعاية الصحية محدودة، والطعام الذي يقدم لهم قد يكون أقل من التغذية المثالية، وهذا بالطبع إلى جانب حالات الاكتظاظ التي تزيد من فرص انتقال الأمراض بسبب الوجود على مقربة من الآخرين".
ولفتت "إلينا لوكلير"، إلى أن "نظم الرعاية الصحية داخل أماكن الاحتجاز في العديد من البلدان ضعيفة مقارنةً بخارجها، ما يعني أن الناس تحصل على رعاية أقل داخل السجون".
وأكدت في هذا الصدد، أنه ولما سبق "إذا وقعت الإصابة بكوفيد-19، سيرتفع الضغط على الخدمات الصحية كثيرًا بين هذه المجموعات الضعيفة، ومن المرجح ألا تكون لدى النظام الصحي في السجون القدرة، ولا المستلزمات الطبية أو الموارد البشرية على وجه الخصوص للاستجابة إلى الاحتياجات المطلوبة".
وعزت أسباب انتشار الأمراض المعدية في السجون أكثر من غيرها، إلى "أن الفيروس الذي يتسبب في عدوى كوفيد-19 (كورونا) سهل الانتشار، وسيكون معدل انتقاله داخل أماكن الاحتجاز أعلى منه خارجها بسبب ظروف الاحتجاز التي غالبًا ما يغلب عليها الاكتظاظ، والتهوية فيها غير كافية، والنظم الصحية بها أضعف".
وقالت منسقة برنامج الرعاية الصحية في السجون في ICRC: ولهذا السبب تركز اللجنة الدولية على منع الأمراض المعدية من الوصول إلى السجون، منطلقة في ذلك إلى شعورها "بأن الأمراض المعدية حالما دخلت السجن يصعب جدًا احتواؤها".
وأشارت إلى أنه "حين يتعلق الأمر بالأمراض المعدية داخل السجون، لا توجد أسوار تفصل السجون عن المجتمع، لأن هناك تدفقًا مستمرًا من العاملين والزائرين وحركة المحتجزين من وإلى مرافق الاحتجاز. أي هناك تبادل دائم مع المجتمع".
وأضافت: "إذا أصيب شخص واحد بكوفيد-19 في أحد السجون المكتظة، فمن المرجح أن يصاب به مئات الأشخاص. وقد تكون أجهزة المناعة لدى النزلاء ضعيفة بالفعل بسبب السل أو نقص المناعة البشرية المكتسب/الإيدز أو غيرهما من الحالات المزمنة مثل مرض السكري، ما يعني أننا سنرى معدل وفيات أعلى بين نزلاء السجن".
وأوضحت، أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تعمل مع السلطات في أماكن الاحتجاز في نحو 50 بلدًا لتعزيز الفحص الطبي للوافدين الجدد ووضع تدابير وقائية – مثل مواضع لغسيل اليدين – للمحتجزين والزائرين والحراس وموظفي التسليم".
واستطردت: "نعرف من الخبرة أن تدابير النظافة الصحية هذه تفيد، إذ رأيناها تمنع دخول الإيبولا – في غينيا، وليبيريا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية – والكوليرا في جمهورية الكونغو الديمقراطية".
وأشارت إلى أنه "في بعض المواقع توفر اللجنة قسمًا للرعاية الصحية الأولية في السجون. وكذا برامج لمعالجة سوء التغذية، لأن التغذية عامل مُحدِّد للصحة. كما ندعم الأقسام الخاصة بالصحة في السجون". حسب قولها.
وكانت الأمم المتحدة، قد دعت الأطراف اليمنية إلى سرعة استكمال الاجراءات لإطلاق الأسرى، والإفراج عن المعتقلين، كاجراءات احترازية للوقاية من وباء كورونا.
جدير بالذكر، أن السلطات المحلية في تعز وشبوة والمهرة ومأرب، كانت قد أفرجت عن قرابة 200 سجين خلال اليومين الماضيين؛ وذلك في إطار الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا.