مغتربون يمنيون

بسبب "كورونا".. يمنيون يواجهون شبح البطالة بالسعودية

تسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، بفقدان مئات اليمنيين المغتربين في المملكة العربية السعودية، أعمالهم، وصاروا حبيسي الغرف المغلقة، في ظل حظر التجوال الذي بداته السعودية، الأسبوع الماضي، مع تفشي الفيروس في مدن سعودية عدة.
ومن بين المغتربين الذين لزموا المنزل، عبدالرحمن المخلافي، الذي يعمل في أحد محلات بيع الملابس بالمدينة المنورة، منذ 4 سنوات، إذ يمتنع أصحاب المحلات عن منح راتب للعاملين خلال فترة الإغلاق.
ويقول المخلافي لـ”المشاهد”: “غالباً ما كنت أشعر أن المصائب تلاحق اليمني حيث ذهب، لكن ما يخفف علينا هذه المرة أن وباء كورونا حل بجميع بلدان العالم، وبالتالي فلا حل أمامنا سوى التسليم بالواقع”.
واضطر إلى الإنفاق على نفسه من مدخراته البسيطة، مع تقليل وجبات الطعام إلى أقصى حد ممكن، كما يقول، مضيفاً أنه يعجز حالياً عن إرسال مبالغ مالية لأسرته في اليمن، المكونة من 5 أبناء وزوجته وأمه، كما كان معتاداً شهرياً.
وتتصدر السعودية في عدد المصابين عربياً بـ1203 مصابين، و4 وفيات، منذ اجتياح الفيروس للمملكة، مطلع مارس الجاري.
وبحسب مصدر حكومي يمني، فإن 10 يمنيين أصيبوا بفيروس كورونا، في دول الاغتراب، ومنها السعودية.

مصدر دخل وحيد

وتبدو معاناة محمد ناجي الشرعبي، أصعب من سابقه. فمنذ قرابة عامين وهو يعيش مع زوجته وأبنائه الـ6، في منزل مستأجر بـ1250 ريالاً سعودياً، بالعاصمة الرياض.
ويعتمد الشرعبي على ما يحصل عليه يومياً من عمله كسائق أجرة، كما يقول، مضيفاً أنه تضرر كثيراً بسبب إيقاف سيارات الأجرة.
شعور الشرعبي بالخوف من المصير الغامض الذي ينتظره هو وأسرته، يراود مئات اليمنيين الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة مع البطالة في بلدان الاغتراب.
حالياً، يستطيع الشرعبي صرف 100 ريال سعودي يومياً، مما ادخره سابقاً، كما يقول لـ”المشاهد”، لكنه يخشى من إنفاق كل ما لديه في حال استمر هذا الوضع لأسابيع قادمة.
في هذه الحالة، لن يتمكن من الإنفاق على أسرته، الأمر الذي قد يجعله عاجزاً عن سداد إيجار المنزل وفواتير الكهرباء والمياه، وفوق ذلك عجزه عن تدبر مصاريفه اليومية.

هموم تفوق عمره

ويشعر حسام عز الدين، كما لو أنه يسير في طريق طويل لا يعلم له نهاية، ما يزيد من شعوره بالقلق جراء الوضع الحالي الذي تسبب به تفشي فيروس كورونا سريع الانتشار.
ويذكر لـ”المشاهد” أنه تقاسم مبلغ 700 ريال سعودي إيجار منزل صغير مع مجموعة من أصدقائه منذ فترة، ليتمكنوا من البقاء والعمل كمطوفين (مساعدة كبار السن وغيرهم على أداء شعائر الحج أو العمرة) للعديد من زوار الحرم المكي.
عز الدين، ترك المدرسة مبكراً، وذهب إلى السعودية للعمل كمطوف، كما كان يفعل جده قبل سنوات، وبذلك يتمكن من الحصول على بعض المال الذي يرسل جزءاً منه لأسرته المكونة من أمه و3 شقيقات، في اليمن.
اليوم، بعد أن توقفت الصلاة في الحرم المكي، أصبح عز الدين غير قادر على كسب المال، وهو يشعر بقلق بالغ على أخواته وأمه، فلا عائل لهن غيره، بعد أن توفي والده قبل سنوات.

الخوف من المجهول

الخوف من إصابته بفيروس كورونا، دفع مهند خليل، إلى ترك عمله مبكراً في أحد الفنادق بالسعودية، قبل إصدار أي توجيهات رسمية بشأن العمل في تلك الجهات.
لكن خليل (19 عاماً) سرعان ما شعر بالتردد وتأنيب الضمير على إقدامه على تلك الخطوة، بعد أن بدأ يصطدم بالواقع، وإحساسه بأنه لن يكون قادراً على جمع المال الذي سافر لأجل توفيره ليشتري له باصاً سيعمل عليه في محافظة إب (وسط اليمن) لاحقاً، وبذلك سيحتاج مزيداً من الوقت، لينجح في تحقيق حلمه إن نجا من كورونا.
وبحسب خليل، فإن أكثر ما يقلقه أنه سينفق كل ما ادخره، خصوصاً أن الوباء مستمر، ولا أحد يعلم متى سيتوقف؟
وأقصى أمنيات اليمنيين مع استمرار هذا الوضع الذي يعاني منه اليمنيون في السعودية، هو انتهاء الوباء، وعودتهم إلى أعمالهم.
ويقدر نائب وزير المغتربين الدكتور محمد محمد العديل، تحويلات المغتربين السنوية بالعملة الصعبة، بنحو 8 مليارات دولار، موضحاً أن هناك أكثر من 7 ملايين مغترب يمني في 50 دولة، تأتي على رأسها السعودية التي تستوعب ما يزيد عن مليوني مغترب يمني، وفق قوله.

المصدر: المشاهد نت