مدينة مأرب

مدينة يمنية غير مكترثة بـ"كورونا".. وقرارات السلطة لا تزال على الورق والزحام سيد الموقف!

تبدو مأرب غير مكترثة بفيروس كورونا وتداعياته التي غيرت مسار الحياة العامة في العالم؛ فبرغم التدابير الرسمية لمواجهة الوباء إلا أن المزاج الشعبي في المدينة التي تضم مئات الآلاف من النازحين لم يتقبل الحياد عن الحياة الطبيعية وتغيير نمطه المعيشي اليومي.

 

 

ازدحام في الأسواق خصوصا أسواق القات التي يرتادها آلاف المواطنين يوميا، وحركة دائبة في الشوارع والطرقات وأماكن تنزهات الناس كالحديقة ومحلات الإنترنت وفي المحلات التجارية وأماكن تجمعات العمال وغيرها من الأماكن التي تكتظ بالمواطنين من مختلف الأعمار.

 

 

لا تبدو تلك الحركة متوافقة مع التدابير الرسمية التي بدأت مبكرة برغم عدم اكتشاف أية حالة في المحافظة؛ فقد عُلِّقت الدراسة في المدارس والجامعة منذ قرابة الثلاثة أسابيع وعلقت المحاكم عملها إلى ما بعد عيد الفطر المبارك وشكلت السلطة المحلية لجنة طوارئ لمواجهة الفيروس، أطلقت حملات التوعية وعملت على رفع كفاءة القطاع الصحي وأعدت خطة طوارئ تضمنت الإجراءات الاحترازية لمنع انتقال العدوى وبدأت في تجهيز مركز حجر صحي وطبي لمن يشتبه في إصابته بالفيروس وأغلقت صالات الأفراح والمسابح وأكدت على منع الشيش في اللوكندات والاستراحات بالإضافة لخطوات أعلنت عنها لكنها لم تبدأ بتنفيذها بعد كإغلاق أسواق القات وتنظيم الدخول إلى المولات وأماكن ازدحام الناس.

 

 

يقول أيمن عبدالله وهو أحد الشباب المتطوعين هنا في مارب، إن حملات التوعية وما يقوم به الإعلام من استعراض لنتائج كورونا عالميا كان له أثر محدود في لبس بعض المواطنين للكمامات أو شراء المعقمات والتحفظ عن المصافحة، إلا أن العديد من الناس يؤكدون أنهم لا يستطيعون رفض مد أيديهم عند مبادرة الآخرين للمصافحة مع قناعتهم بأهمية تركها في الظروف الحالية والاكتفاء بالتحية، ومن النادر أن تجد شخصا يلتزم بيته كإجراء احترازي يبعده عن الاختلاط بالآخرين.

 

 

التجار بدورهم استبقوا التفاعل المجتمعي مع الوباء فأصبحت المعقمات والكمامات في عداد المواد النادرة حسب أكثر من شخص تحدثوا لـ"المصدر أونلاين"، برغم أن الإقبال على شرائها لا يصل إلى درجة استنفادها؛ ما يؤكد أن اختفائها من الأسواق ليس أكثر من عملية احتكار لم يحن أوان الاستفادة منها بعد.

 

 

بحسب أيمن، فإن ما يبديه الناس من تجاهل لوباء كورونا ليس ناتجا عن قلة وعي وضعف معرفة بمخاطره وسرعة انتشاره؛ فلا تكاد تنتهي صلاة إلا ويحذر أئمة المساجد من المرض وضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية منه، وأخبار انتشاره والتحولات الاجتماعية التي رافقت ذلك لا تكاد تخلو منها مجالس الناس وتجمعاتهم، وأهمية الوقاية لا يختلف عليها اثنان، بالإضافة لحملات التوعية المحلية والمبادرات الشبابية التي تسهم في رفع الوعي العام، إلا أن الواقع لا يعكس ذلك الوعي الذي يبديه الناس في أحاديثهم ومناقشاتهم.

 

 

يرى البعض أن ما تعيشه مأرب من وضع طبيعي لم يتأثر بتداعيات فيروس كورونا لن يستمر إذا ما أعلنت الجهات الصحية عن أول حالة مؤكدة في المحافظة؛ فالمواطنون يعولون على عدم دخول المرض إلا أن ما تعيشه المحافظة من كثافة سكانية لا تتناسب مع الإمكانات الطبية الضعيفة يستدعي تعاملا أكثر جدية من مجتمع لا يحصل على الخدمات الطبية الضرورية في الأوقات العادية، فكيف سيكون حاله إذا ما اجتاحه وباء عصف بعواصم الدواء والاستشفاء في العالم.

 

المصدر أونلاين