تصريحات جديدة لسلطة الانقلاب الحوثي تشير إلى "ارتباك" وعدم وضوح في التعامل مع ملف "كورونا" الخطير، ما زاد من الشكوك في مصداقية هذه التصريحات لدى الرأي العام اليمني والخارجي.
بعد أسابيع من التأكيد على عدم تسجيل أي حالة إصابة وتحميل الحكومة الشرعية والتحالف وامريكا مسئولية ظهورأي إصابة بكورونا في اليمن، واتهامهم بأنهم يسعون لذلك، خرج مسئولون حوثيون أمس بتصريحات "مرتبكة" حول الأمر تؤكد أنهم يتلاعبون بهذه القضية الخطيرة.
ونقل صحفيون عن مسئول حوثي تصريحات هي الأولى من نوعها لم يؤكد فيها ولم ينف وجود إصابة، حيث قال المتحدث باسم اللجنة التي شكلوها لمواجهة الجائحة عبدالحكيم الكحلاني، ان الفحوصات المخبرية على حالات سابقة، كانت جميعها تأتي سالبة، لكن "حالة اليوم، هي حالة "عالية الاشتباه" بأعراض فيروس كورونا لدى سيدة بالغة من العمر 37 عاما، قادمة من السعودية.
وبحسب مراسل مونتكارلوا وفرانس 24، الزميل عدنان الصنوي، أضاف الكحلاني للصحفيين، "هي حالة (اشتباه عالية) بأعراض فيروس كورونا، لهذا وجه وزير الصحة بوضعها تحت الرعاية الطبية، وعزل كافة المخالطين لها".
وهذه النتيجة الغريبة هي الأولى من نوعها ولم يسبق لأي دولة أن أعلنت عن حالة من نوع "اشتباه عالي"؛ فالمعروف ان النتيجة اما ان تكون سلبية ويعني عدم إصابة المشتبه إصابته، أو أن تكون النتيجة إيجابية وتعني تأكد إصابة المريض الذي خضع للفحص.
وكانت وكالة سبأ الخاضعة للحوثيين، نقلت عن الكحلاني قوله إن اليمن ما يزال خالياً من فيروس كورونا، وأن " هناك حالة اشتباه بالفيروس ولم تتأكد إصابتها".
وفي السياق كان مسئول بوكالة "سبأ" الحوثية نشر تغريدة حول تسجيل أول حالة إصابة بـ"كورونا" في اليمن، لكنه أزال التغريدة لاحقاً وقال إن مندوب "الوكالة" في وزارة الصحة التابعة لهم "فهم غلط"، وإن الحالة هي "حالة اشتباه قادمة من السعودية كانت تعتمر".
ولاحقاً كتب محمد عبدالقدوس، نائب رئيس الوكالة التي يسيطر عليها الحوثيون، إن الوكالة لم تنشر الخبر وأنه "تم إيقاف الصحفي الذي نقل الخبر المغلوط"، مضيفاً ان وزارة الصحة (الخاضة لهم بصنعاء)، "كانت قد جهزت لعقد مؤتمر صحفي من قبل وزير الصحة وكان قد حضرت كل الوسائل الإعلامية ثم تم إلغائه بعد التأكد من أنها مجرد حالة اشتباه وليست حالة إصابة".
ونشر عدة صحفيين يمنيين أخباراً تؤكد تسجيل إصابة، وقال أحدهم لـ"المصدر أونلاين" إنه حصل على معلومات أن الحوثيون أبلغوا إحدى المنظمات بوجود إصابة وكانوا يستعدون للإعلان عن ذلك لكنهم تراجعوا.
وأضاف الصحفي الذي فضل عدم ذكر اسمه: على ما يبدو هناك خلافات داخل جماعة الحوثي بين من يرى الإعلان عن ذلك وبين من يرفض ويبدو ان الجناح الآخر فرض رأيه وتمت التضحية بنائب رئيس وكالة سبأ التابعة لهم، محمد عبدالقدوس، الذي نشر الخبر قبل أن يحذفه، حيث تم إيقافه من قبل وزير الإعلام في حكومة الحوثيين، وقبلها كان الرجل قد أعلن استقالته وقال انه مستعد للخضوع للتحقيق.
وفي ظل هذا الغموض الحوثي تجاه الأمر، تتجه الأنظار لمكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن المعنية أيضاً بهذا الملف، والذي عادة ما يقدم إحاطات مستمرة حول المرض.