أدرجت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية الشاب اليمني محمد عبد الحميد مقبل (20 سنة)، ضمن قائمتها في فن التوازن balance art، كأفضل رقم من خلال الموازنة بين ثلاث بيضات على سطح مستوٍ، ليكون بذلك أول يمنيّ وعربي يدخل القائمة لهذا الفن.
يقول محمد إنه استطاع تحقيق حلمه في إنجاز رقم قياسي يوصله للعالمية، على الرغم من كونه لم يصدّق الخبر، الذي مثّل صدمةً بالنسبة إليه، إلا حين تسلّم الشهادة.
ويضيف في حديث إلى "العربي الجديد"، إن ممارسته لهذا الفن بدأت منذ كان في السادسة من العمر كنوع من الترفيه وقضاء وقت الفراغ، بيد أنه تحوّل منذ خمس سنوات إلى شغف دفعه إلى تطوير مهارته والتفكير في كسر الأرقام العالمية.
واستطاع محمد تحديد مركز الكتلة لكل بيضة ومن ثم وضعها فوق بعضها بشكل رأسي، بحيث تقع مراكز كتل البيضات الثلاث مجتمعة فوق القاعدة الصغيرة جدًا، وهو ما اعتبره المختصّون في غينيس إنجازاً يتطلب تركيزًا عاليًا وصبرًا كبيرًا وممارسة منتظمة.
وقدّم الشاب، الذي يقيم حالياً في ماليزيا، عروضاً مختلفة في حفلات ترفيهية ومهرجانات، في اليمن وكوالالمبور، لقي على أثرها انتقادات المحيطين به وجرى التقليل من شأن الفن الذي يمارسه، لكنّ تلك الصعاب التي حاولت إحباطه، كما يراها، "أعطتني دافعاً كبيراً جعلني أصمد حتى اليوم، على الرغم من شح الإمكانيات"، على حد قوله.
ويلفت إلى أنه حقق خلال السنوات الخمس الماضية أرقاماً قياسية عالمية، غير أن وضع اليمن المنهك بالحرب لم يمكّنه من الحصول على أي رقم.
عامان ونيف هي الفترة التي قضاها محمّد في محاولة الوصول إلى قائمة "غينيس"، لكنّه كان يقابل بالرفض في كل مرة يتقدّم فيها عبر الموقع الإلكتروني، وفي كل محاولة كان يبذل جهداً أكبر ويحاول الإتيان بشيء مميّز يمكّنه من الوصول، حسبما يحكي لـ"العربي الجديد"، ويردف أن فن التوازن من أصعب الفنون الممارسة حول العالم ويسمى بالتوازن القلق، ويحترفه فقط عشرة أشخاص في العالم، يحلم أن يكون أحدهم في المستقبل.
وبحسب الشاب، فإن الفنّ علّمه التوازن على المستوى الشخصي في تعاملاته وعلاقاته وكل تصرفاته مع الآخرين، ومنحه قدرة كبيرة على التحمّل والهدوء والصبر، إلى جانب تعزيز قدرته على التركيز والتعامل مع الأشياء بدقة عالية، علاوة على السرعة والإحساس وكيف تستطيع أن تجد نقطة الجاذبية.
محمد واحد من بين آلاف المبدعين اليمنيين الشباب الذين تخلّت عنهم الحكومات وخذلهم بؤس الواقع، لكنّه لم يرضخ للصعوبات التي فرضتها الحرب والعادات والتقاليد التي تجرّم الفن وتمتهن مبدعيه، فتمرّد عليها متخذًا من الشبكة العنكبوتية وسيلة في الوصول إلى أهدافه، فيما يرزح الكثير من الموهوبين تحت ظلام أعمدة الدخان المتصاعدة من نيران القصف والقتال.