الانتقالي الجنوبي

صحيفة أمريكية شهيرة: الطموحات الجيوسياسية للإمارات في جنوب اليمن تعرقل تنفيذ اتفاق الرياض

ترجمة: أبو بكر الفقيه

قال موقع "المونيتور" الأمريكي، إن "الطموحات الجيوسياسية للإمارات في جنوب اليمن، والتي تشمل تأسيس هيمنة اقتصادية على عدن، وتوسيع تواجدها في البحر الأحمر في اليمن عبر مناطق نفوذها في القرن الأفريقي، تعوق تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين حكومة هادي والمجلس الانتقالي برعاية سعودية".

وأوضح في تقرير له - ترجمه "يمن شباب نت"-: أن البصمة الإماراتية تبرز بشكل خاص في المواجهات التي جرت في سقطرى، حيث صادرت قوات الأمن اليمنية مؤخرًا كميات أسلحة من سفينة "إنسانية" إماراتية، إضافة للتقارير التي تفيد بأن شركة طيران الإمارات واصلت رحلاتها إلى سقطرى على الرغم من جائحة كورونا (كوفيد-19).

وأشار إلى أن المملكة العربية السعودية منشغلة باحتواء الحرب الحوثية على حدودها، فإن قدرة الرياض على كبح جماح طموحات الإمارات في جنوب اليمن باتت مقيدة.

وأضاف التقرير أن تصاعد التوترات داخل التحالف في جنوب اليمن جاء على إثر مزاعم حول دور سعودي في منع أربعة من مسؤولي المجلس الانتقالي الجنوبي من العودة إلى عدن لإجراء مفاوضات سياسية، في 13 مارس / آذار.

وقد تسبب هذا الحادث في تحذير المجلس من عواقب سلبية على عملية السلام في اليمن، وكشف  استياء السعودية خلال مراسلاتها مع الإمارات في اللحظة الأخيرة، حول العودة المزمعة لمسؤولي المجلس الانتقـالي من الأردن.
 


ولفت إلى أن اشتباكات اندلعت بين المجلس الانتقالي وقوات الحكومة اليمنية في 20 مارس/ آذار، وفي 1 أبريل/ نيسان، حيث سعت المملكة العربية السعودية لنشر قوات النخبة في عدن لمنع الأعمال العدائية المستقبلية التي ربما يحرض عليها المجلس الانتقالي.

وقال: "إن تصاعد الخلافات بين القوات الحكومية اليمنية والمجلس الانتقالي أثار مخاوف من أن اتفاق الرياض قد ينهار".

ونقل الموقع عن ندوى الدوسري، - الخبيرة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط - قولها "إن اتفاق الرياض سيفشل على الأرجح، لأن الطرفين اللذين وقعا عليها يخرجا بتفسيرات مختلفة جدًا للاتفاق لم يتم تناولها أبدًا".

ووفقاً للتقرير، فإن تفسير المجلس الانتقالي لاتفاق الرياض يضمن الاعتقاد بأنه يمكنه أن يسعى لتقرير المصير أو الاستقلال التام إذا كان الدعم الشعبي يتماشى مع هذه الآراء. لكن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يختلف مع هذا المنظور، حيث شدد على وحدة اليمن في بيان صدر في ديسمبر/ كانون الأول، وقال إنه يفضل الهيكل الاتحادي في اليمن.

وذكر أن الغموض في اتفاق الرياض وانعدام الثقة العميق بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة هادي شكل عقبة رئيسية أمام السلام في جنوب اليمن. إذ يواصل المسؤولون المتحالفون مع المجلس الانتقالي الجنوبي تصوير حكومة هادي على أنها وكيل لجماعة الإخوان، فيما لا يزال مسؤولو الحكومة اليمنية منقسمون بعمق حول كيفية التعامل مع المجلس.

وأشارت الباحثة الدوسري، إلى أن "المملكة العربية السعودية لم تستخدم ما يكفي من نفوذها على الجانبين لإجبارهم على الامتثال لاتفاق الرياض".

وبحسب الموقع الأمريكي: "فإنه وعلى الرغم من هذه الضغوط المضاعَفة، قد يستمر اتفاق الرياض على المدى القصير بسبب عدم رغبة السعودية والإمارات في المخاطرة بحدوث شرخ كبير في تحالفهما، إضافة للمعارضة المشتركة للحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي للحوثيين".

وأضاف: "أن تعزيز الإمارات علاقتها مع الرئيس السوري بشار الأسد، وحوارها الأحادي مع إيران ومعارضة هادي والإصلاح، قد أذكى احتكاكات حقيقية في تحالفها مع المملكة العربية السعودية".
 


وتابع "عندما نشبت الخلافات حول اليمن، حالت العلاقة الشخصية الوثيقة بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان دون انهيار اتفاق الرياض، والانحدار إلى حرب بالوكالة بين السعودية والإمارات في اليمن".
 
ورجح المونيتور "أن يُمكن العداء المتزايد للحوثيين في جنوب اليمن أن يساعد في التغلب على الخلافات بين تحالف هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي".

وبينما يحقق الحوثيون نجاحات عسكرية ملحوظة في شمال اليمن، من المرجح أن يستمر هذا الاتجاه. ووفقاً لفاطمة الأسرار، - الخبيرة غير المقيمة في معهد الشرق الأوسط -  فإن "الحوثيين سيكثفون طموحاتهم التوسعية في جنوب اليمن" في محاولة لتسهيل وصول إيران إلى مضيق باب المندب.

وأشارت إلى أنه "من المفترض أن يؤدي هذا الاحتمال إلى تضامن سعودي ـ إماراتي ضد الحوثيين، والذي يمكن أن يمتد بطريقة محدودة ليشمل حكومة هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي".

واختم المونيتور بالإشارة إلى أنه بالرغم من أن الأمم المتحدة قد حثت الفصائل اليمنية على إلقاء أسلحتها والتركيز على المواجهة مع فيروس كورونا، إلا أن جنوب اليمن لا يزال حلقة وصل رئيسية لعدم الاستقرار.

وقد برزت هشاشة اتفاق الرياض من خلال الأحداث الأخيرة، لكن انهياره الوشيك يمكن أن يُمنع من خلال رغبة كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على تحالفهما، ومن خلال الزخم المتزايد لقوات الحوثيين في ساحة المعركة.