على مدار ثلاثة أيام متوالية يحيي الكثير من أبناء مدينة إب القديمة "وسط البلاد" كل عام احتفالات دينية بمناسبة ما يطلق عليها "الشعبانية"، غير أنها هذا العام بمرت بأجواء مغايرة نتيجة مخاوف تفشي وباء "كورونا".
كل عام ينتظر أبناء المدينة القديمة هذا اليوم بفارغ الصبر، إذ يتم في لياليه عرض فقرات مسرحية في الهواء الطلق؛ أبطالها شباب الحي، والجمل، أسطورة الكوميديا، ليس حقيقي بل مجسم قماشي يدخل فيه اثنين أو ثلاثة من الشباب يسيرون ويؤدون حركات مثيرة للضحك، كما يقوم ذلك الجمل بالرقص على أنغام الطبول وأناشيد الاطفال، حيث يقوم شباب، بالتوازي، بالضرب على علب حديد بالعصي الصغيرة مرددين لحن خاص وجمل شعبية معروفة وأغاني خاصة بهذه المناسبة.
ويمر ذلك الجمل مصحوباً بالأهازيج والأناشيد إلى جانب البيوت وفي الأحياء ويحصل الشباب الذين يقومون بإدارته على مبالغ مالية مقابل إسعاد الحضور.
ويخالط تلك الأجواء "روحانية عظيمة" كما يقول الكثير من كبار السن إذ أنها مرتبطة في الأذهان بقدوم رمضان كما صورتها العادات والتقاليد قديماً ومازال أبناء المدينة مستمرون بتلك العادات التي يرونها "موروث ثقافي وديني".
على مدى أيام الشعبانية وفعاليتها التي تقام في أيام 14 و15 و16 يتم في تلك الليالي توزيع "الحلوى" و"الشبس" ، و"الفشار" وبعض النقود مع وجود مسرح مفتوح بطله "الجمل" الذي يعد هو أصل الحكاية ومبعث الفرح والكوميديا.
هذا العام احتفل أبناء المدينة القديمة في مدينة إب بالشعبانية، ولكنه كان احتفاءً باهتاً بلا "جَمَل" أو مهرجان أو أي ضجيج فرائحي وانحصر في خروج بعض الفتية إلى أزقة المدينة العتيقة وأنشدوا وابتهجوا وأحيوا هذا الطقس الشعبي المتوارث.
ويعتبر الكثير من كبار السن في المدينة القديمة هذه المناسبة نوعاً من الاستقبال البهي لرمضان يتخللها نكهة روحانية وسعادة غامرة.
واحتفت الكثير من قرى وعزل محافظة إب وفي مقدمتها المدينة القديمة وبعض الأحياء في مدينة إب بمناسبة يوم " الشعبانية " بأجواء دينية وحضور ضعيف بسبب تبعات مخاوف تفشي وباء كورونا.
وفي قرى محافظة إب وعزلها تحيى "الشعبانية" بصيام البعض نهاراً و"مضغ" شجرة القات كي " يذكروا الله" كما يقولون، فيما النساء تنهمك في صنع الكعك والفطائر الشهية.
المصدر: المصدر أونلاين