بعد الإعلان عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا، الجمعة، في مدينة الشحر بحضرموت، تباينت ردود الفعل في وسائل التواصل الاجتماعي تجاه الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطة المحلية في حضرموت خلال الأيام الأخيرة ومدى جدواها.
ورجح ناشطون أن تكون الحالة المصابة بفيروس كورونا -والتي تبين أنها تعود لرجل يمني في الستين من عمره- قد خالطت مرتادي السفن التجارية في ميناء الشحر بساحل حضرموت، والذي ظل مفتوحاً أمام الحركة التجارية في ظل المخاطر المحتملة لتفشي كورونا.
ويعتبر الناشط أمجد صبيح وجود حالة إصابة بكورونا في حضرموت بمثابة كارثة، محملاً السلطة المحلية المسؤولية عن تسرب الوباء إلى المحافظة.
واستغرب صبيح في منشور بصفحته على فيسبوك" قائلاً: "معقولة كل شيء مغلق بما في ذلك المساجد، وحظر للتجوال وهات لك يا إجراءات، وتشديد على حركة المواطنين، بينما ميناء الشحر ظل مفتوحاً ولم يغلق أبدا".
وتساءل صبيح: لماذا سُمح لميناء الشحر بالعمل طوال هذه الفترة؟
من جانبه سخر الناشط الصحفي عمر العمقي من الإجراءات الاحترازية لمحافظ حضرموت، فرج البحسني، قائلاً: "البحسني حظر دخول "القات" وحاصر الموالعة، وترك ميناء الشحر مفتوحاً أمام الحركة التجارية".
أما الصحفي عبد الرقيب الهدياني فأعرب عن استغرابه من قرار إيقاف وزير النقل صالح الجبواني بعد إصراره على إغلاق كافة الموانئ، منها ميناء الشحر في حين تُرك مسؤولون وصفهم بالحمقى كمعين عبد الملك والبحسني في مناصبهم لتعم الكارثة في اليمن.
الناشط على وسائل التواصل الاجتماعي معاذ باعباد أبدى فزعه تجاه خبر تسجيل حالة إصابة بحضرموت قائلاً: "أمانة أن الخبر فجيعة، خبر يوجع العظام من أول يوم".
وتساءل باعباد: "كيف يُسمح للمنافذ البحرية أو البرية بأن تظل مفتوحة، وكيف أتيح للأجانب الدخول إلى عمق المياه اليمنية؟ ناهيك عن النزول إلى المواني في هذا الظرف الاستثنائي الصعب مع مستجدات خطر فيروس كورونا".
وحمّل باعباد مسؤولي السلطة المحلية في حضرموت المسؤولية الأخلاقية تجاه تسلل الوباء للمحافظة.
في السياق، توقع الأكاديمي في جامعة سيئون مكسيم السباعي، وجود حالات إصابة إضافية بكورونا لأن إجراءات السلطه المحلية كانت مجرد دعاية إعلامية من أجل تسجيل مواقف، وفق وصفه.
الصحفي عوض كشميم شن هجومًا على المحافظ البحسني عبر سلسلة منشورات على صفحته بموقع فيسبوك اتهمه فيها بالتواطؤ مع الإمارات وترك ميناء الشحر مفتوحا بهدف إغراق اليمن بوباء كورونا.
وخاطب كشميم البحسني بالقول: "عادك إلا اليوم تنبهت لإغلاق ميناء الشحر يا فاشل، الناس تنبهك لها شهرين بإغلاق الموانئ البرية والبحرية وأنت لست مكترثاً لحياة الناس".
من جانبه طالب الناشط أبو همام جمعان بن سعد بإغلاق مناطق الوادي والصحراء بشكل كامل، ومنع الدخول أو الخروج منها لمدة أسبوعين وإخضاع العائدين من العسكريين والموظفين للحجر الصحي في ميناء الشحر، الذين وصلوا من تاريخ 1 إبريل حتى اليوم.
ودعا بن سعد المواطنيين إلى الإبلاغ عن أي شخض يصل خلال فترة الإغلاق القادمة، خاصة القادمين من الساحل، معتبراً خطة إغلاق المدن خط الدفاع الأخير ضد الوباء.
بدوره يقول الناشط أمين بارفيد إن الوقت ليس مناسباً للمناكفات حول القصور في إجراءات الوقاية، داعياً إلى التكاتف لمواجهة الوباء.
أما الباحث مثنى باظريس فقد نحّى المسؤولية عن المنظومة الصحية بشأن تبعات تسلل الوباء إلى حضرموت، داعياً إلى إجراء تحقيقات قانونية مع المتساهلين في قضية إغلاق المنافذ البحرية بعد قرار الحكومة اليمنية بضرورة إغلاق المنافذ بشكل كامل.