كثر من عشر نساء، من نزيلات السجن المركزي بتعز، يتراوح أعمارهن ما بين (18- 46 سنة)، كُنّ سعيدات عصر ذلك اليوم، حين التقينّ في باحة السجن لتوديع بعضهنّ قبيل مغادرتهنّ السجن، بموجب التوجيهات الصادرة من المحكمة للإفراج عنهنّ في اليوم التالي، في إطار الاجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس "كورونا"..
"كنّا قد خرجنا من الزنانة الداخلية، واجتمعنا في الساحة لنقضي الساعات الأخيرة من بقائنا في السجن، لكن قذائف الحوثي فرقتنا ومزقتنا"- هكذا بدأت الشابة غدير سلطان (18 عامًا) بسرد قصة مجزرة "السجن المركزي" بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن).
المجزرة، التي تصفها "غدير" بـ"البشعة"، وقعت مطلع الأسبوع الماضي، حين قصفت ميليشيا الحوثي الانقلابية قسم النساء في السجن المركزي بتعز، عصر يوم الأحد، الموافق 5 ابريل/ نيسان. وحينها أعلن أن المجزرة أودت بحياة ست نساء، بينهن طفلة كانت تزور أمها السجينة، فيما جرحت ثمان أخريات.
لكن "يمن شباب نت" أطلع على آخر إحصائية بالضحايا، لدى إدارة السجن المركزي، والتي تضمنت أرقاما محّدَثة تختلف قليلا عن تلك التي نشرت عقب الجريمة..
وتشير الإحصائية المحدثة، التي أطلع عليها "يمن شباب نت" ضمن كشف خاص بأسماء وأعمار الضحايا، إلى أن عدد من قُتلنّ في المجزرة ارتفع إلى ثمان قتيلات، بينهن خمس سجينات وجندية بالأمن وطفلتين، فيما أصيبت أربع نزيلات أخريات بجروح مختلفة، وصفت حالات أثنتين منهنّ أنها "خطيرة".
وحسب المصادر، في اليوم الأول مباشرة أودى القصف بحياة ست نساء، بينهن طفلة. وفي اليوم التالي، لحقت بهن مجندة تعمل في السجن اسمها خلود مرشد (35 عاما)، إلى جانب طفلة أخرى "وضحة مهران" عمرها 4 سنوات.
تفاصيل مروعة
لاتزال "غدير"، إحدى الناجيات من المجزرة، تتعافى من جروحها، ليس فقط تلك الجروح التي توزعت على جسدها الغض، بل والنفسية أيضا، جراء تعرضها للصدمة، كما تقول: "شعرت بالصدمة عندما رأيت أشلاء زميلاتي السجينات المتناثرة أمامي..".
تواصل "غدير" حديثها لـ"يمن شباب نت"، متذكرة بعض تفاصيل عصر ذلك اليوم الدامي: "كنا جالسات مع بعضنا جلسة وداع ودية، البعض كنّ يمضغن القات، قبل أن تفاجئنا قذيفتين سقطتا في باحة السجن، إحداها سقطت بيننا".
"..كان الموقف غاية في الرعب، أولًا بفعل قوة صوت انفجار القذائف، ثم تاليا عندما رأيت أشلاء رفيقاتي المتناثرة في كل مكان"، تصمت قليلا، ثم تستدرك بحزن: "حينها..من هول الفجيعة، حاولت القيام والهرب إلى الداخل، لكني لم أستطيع التحرك من مكاني، حيث كان صدى صوت الإنفجار ما يزال يدوي بقوة في أذني، في الوقت الذي أحسست فيه بألم شديد بسبب الشظايا، مع تساقط الدماء على يدي وجسدي..!!".
أصيبت "غدير" بشظايا في يدها اليسرى. وحاليا ترقد في غرفة النساء بمستشفى البريهي بمدينة تعز. لذلك، ربما شعرت بأنها كانت محظوظة، بخلاف زميلاتها اللائي فارقن الحياة مباشرة أمامها..
وبحسرة كبيرة، تتذكر "غدير" مشهد مقتل زميلتها "نجود" (33 عاما)، مع طفلتها "فخرة" ذات العشرة أعوام، التي حضرت ذلك اليوم لزيارتها.. تقول: "في ذلك اليوم، وبعد أن أبلغنا رئيس النيابة بأنه سيتم الإفراج عنا في الغد، قررت نجود إبقاء طفلتها إلى جانبها لتعودا سويا إلى البيت في اليوم التالي".
الصدمة الكبيرة الأخرى، التي أصيبت بها "غدير"، كانت عندما رأت أعز صديقاتها في الزنزانة، "أُلفت" و "نجيبة"، مرميات على الأرض، وقد تهشم رأس أحدهن، وأنقسم جسد الأخرى نصفين..!!
تقول، وهي تكابد دموعها: "حينها.. قفزت بسرعة إلى بوابة السجن وأنا أرتعش بشدة.. كنت أبكي وأصرخ طالبة المساعدة، ولم أتوقف عن النحيب حتى بعد أن جاءوا لإنقاذنا..".
نجت "بأعجوبة"
أما "ماريا خالد" (21 عاما)، وهي ايضا إحدى نزيلات السجن الناجيات، فتحدثت لـ"يمن شباب نت" عن نجاتها من المجزرة بأعجوبة..!!
قالت ماريا: "قبل حدوث المجزرة، كنت في الساحة مع زميلاتي، ومعنا إحدى المجندات المناوبات (...)، فجأة، وفي اللحظة التي دخلت فيها إلى الغرفة لغرض ما، سقطت القذيفة على الساحة..".
حالة من الصراخ والذهول، لبشاعة مشهد تساقط السجينات وتناثر أشلائهن ودمائهن في كل مكان.. كل ذلك- بالنسبة لها "كان منظرا صادمًا، ويُصعب نسيانه" تقول ماريا التي توقفت عن الحديث للحظات، قبل أن تستدرك بندم مشوب بالحيرة: "كيف ذهبن كلهن بهذه الطريقة؟!"..
ثلاث قذائف
كان عنبر النساء، الذي تعرض للقصف، يضم 28 سجينة، يتوزعن على ثمان غرف، بحسب العريف عبدالله عبدالغني، الذي أوضح لـ"يمن شباب نت" بعض تفاصيل المجزرة، واصفا ما شاهده بـ"المنظر المرعب"، ذلك عندما دخل سجن النساء ورأى "أشلاء النزيلات على الجدران..". كما قال.
ويؤكد عبد الغني، الذي يعمل في نوبة عنبر النساء، أن عدد القذائف التي أطلقتها ميليشيات الحوثي على السجن ثلاث قذائف، سقطت الأولى في الشارع الرئيسي المقابل للسجن، على طريق الضباب المؤدي إلى مدينة تعز..
وأضاف: أما القذيفة الثانية، وهي الأخطر، فقد سقطت في باحة سجن النساء، بينما سقطت القذيفة الثالثة أمام بوابة عنبر النساء أثناء نقل الضحايا من السجن إلى المستشفى.
ووفقا للعريف عبد الغني، فقد كان الفارق الزمني بين سقوط كل قذيفة وآخرى يتراوح بين أربع إلى خمس دقائق، تقريبا.
"جريمة حرب"
ولاقت جريمة قصف السجن المركزي بتعز، إدانات واسعة، من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية وأممية.
[أقرأ: العفو الدولية تعبر عن صدمتها من استهدف سجن تعز وتطالب بإطلاق سراح السجناء قبل تفشي كورونا]
وأكدت المحامية والناشطة الحقوقية رغد المقطري، على أن الحادثة تعد "انتهاكًا صارخا للقانون الدولي الإنساني، والدستور اليمني، والاتفاقيات التي تعمل على حماية النساء والأطفال".
وعليه، فقد أعتبرت المقطري، ضمن حديثها لـ"يمن شباب نت"، حادثة قصف سجن النساء بتعز بأنها "ترقى إلى جريمة حرب بكل المقاييس". وشددت على ضرورة القيام بتنفيذ الإجراءات القانونية والتحقيق في الحادثة..
بالنسبة لمدير الإصلاحية المركزية بتعز، عصام الكامل، فلا يخالجه شك بخصوص ضلوع مليشيات الحوثي في قصف سجن النساء وأرتكاب هذه المجزرة، مشيرا إلى أن المليشيات تقوم بإطلاق القذائف، بين حين وآخر، على جميع الأحياء السكنية بالمدينة.
وأكد الكامل لـ"يمن شباب نت" أن "فريقا فنيا، يتبع الأدلة الجنائية بإدارة البحث، قام بتحديد مكان انطلاق القذيفة من شارع الخمسين الواقع شمال غرب الإصلاحية المركزية". حيث تفرض ميليشيات الحوثي سيطرتها على الشارع المذكور.
يعد السجن المركزي بتعز، الواقع خارج المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، هو الأكبر في المحافظة، حيث المساحة الواسعة مع توفر العنابر الطويلة لنزلاء السجن من المحكوم عليهم قضائيا.
وبحسب مديره، الكامل، يعد هذا السجن "المكان الوحيد المهيئ لاستقبال السجناء، سواء من حيث مساحته الكبيرة، أم من الناحية الأمنية، حيث يقع في منطقة آمنة ومدنية، ولا توجد حوله معسكرات أو سلاح ثقيل يمكن أن يشكل خطورة عليه، ويجعله عرضة للقصف".
ومع بداية الحرب، تعرضت أجزاء من السجن للدمار نتيجة القصف من قبل ميليشيات الحوثي. ومؤخرا تم ترميمه وتأهيله ليعاود مهامه مجددا.
اجراءات.. ومطالب
الأحد الفائت، عقب مجزرة السجن المركزي مباشرة، وجه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بإطلاق سراح كافة السجناء والمحجوزين على قضايا وأحداث عارضة بمحافظة تعز وعلى ضمانة وكفالة أهاليهم، باستثناء سجناء القضايا الجنائية والجسيمة وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأكد مدير السجن، عصام الكامل، لـ"يمن شباب نت" أنه تم "الإفراج عن 12 سجينة، وحاليا هناك ترتيبات جارية للإفراج عن عدد من السجناء من أصحاب القضايا غير الجسيمة".
من جهتها، طالبت المحامية والناشطة رغد المقطري بسرعة الإفراج عن من تبقى من نزيلات السجن المركزي. وإذ نوهت إلى أن "هناك سجينات أمن دولة"، أعربت عن أملها بأن تقوم الاستخبارات العسكرية والأمن القومي بسرعة البت في هذه القضايا، وغيرها من القضايا الجنائية.
وأضافت: كما نأمل أيضا أن تقوم الجهات المختصة بعمل موائمة كـ" دفع الديات والقيام بالصلح" للقضايا التي أصبحت اجراءاتها قريبة من صدور الحكم القضائي.
وحثت المقطري المنظمات الحقوقية وبالأخص المعنية بالمرأة على الإسراع إلى حماية النساء من نزيلات السجن المركزي والقيام بتأهيلهن.
[للمزيد من صور المجزرة.. هنا]
"كنّا قد خرجنا من الزنانة الداخلية، واجتمعنا في الساحة لنقضي الساعات الأخيرة من بقائنا في السجن، لكن قذائف الحوثي فرقتنا ومزقتنا"- هكذا بدأت الشابة غدير سلطان (18 عامًا) بسرد قصة مجزرة "السجن المركزي" بمحافظة تعز (جنوبي غرب اليمن).
المجزرة، التي تصفها "غدير" بـ"البشعة"، وقعت مطلع الأسبوع الماضي، حين قصفت ميليشيا الحوثي الانقلابية قسم النساء في السجن المركزي بتعز، عصر يوم الأحد، الموافق 5 ابريل/ نيسان. وحينها أعلن أن المجزرة أودت بحياة ست نساء، بينهن طفلة كانت تزور أمها السجينة، فيما جرحت ثمان أخريات.
لكن "يمن شباب نت" أطلع على آخر إحصائية بالضحايا، لدى إدارة السجن المركزي، والتي تضمنت أرقاما محّدَثة تختلف قليلا عن تلك التي نشرت عقب الجريمة..
وتشير الإحصائية المحدثة، التي أطلع عليها "يمن شباب نت" ضمن كشف خاص بأسماء وأعمار الضحايا، إلى أن عدد من قُتلنّ في المجزرة ارتفع إلى ثمان قتيلات، بينهن خمس سجينات وجندية بالأمن وطفلتين، فيما أصيبت أربع نزيلات أخريات بجروح مختلفة، وصفت حالات أثنتين منهنّ أنها "خطيرة".
وحسب المصادر، في اليوم الأول مباشرة أودى القصف بحياة ست نساء، بينهن طفلة. وفي اليوم التالي، لحقت بهن مجندة تعمل في السجن اسمها خلود مرشد (35 عاما)، إلى جانب طفلة أخرى "وضحة مهران" عمرها 4 سنوات.
تفاصيل مروعة
لاتزال "غدير"، إحدى الناجيات من المجزرة، تتعافى من جروحها، ليس فقط تلك الجروح التي توزعت على جسدها الغض، بل والنفسية أيضا، جراء تعرضها للصدمة، كما تقول: "شعرت بالصدمة عندما رأيت أشلاء زميلاتي السجينات المتناثرة أمامي..".
تواصل "غدير" حديثها لـ"يمن شباب نت"، متذكرة بعض تفاصيل عصر ذلك اليوم الدامي: "كنا جالسات مع بعضنا جلسة وداع ودية، البعض كنّ يمضغن القات، قبل أن تفاجئنا قذيفتين سقطتا في باحة السجن، إحداها سقطت بيننا".
"..كان الموقف غاية في الرعب، أولًا بفعل قوة صوت انفجار القذائف، ثم تاليا عندما رأيت أشلاء رفيقاتي المتناثرة في كل مكان"، تصمت قليلا، ثم تستدرك بحزن: "حينها..من هول الفجيعة، حاولت القيام والهرب إلى الداخل، لكني لم أستطيع التحرك من مكاني، حيث كان صدى صوت الإنفجار ما يزال يدوي بقوة في أذني، في الوقت الذي أحسست فيه بألم شديد بسبب الشظايا، مع تساقط الدماء على يدي وجسدي..!!".
أصيبت "غدير" بشظايا في يدها اليسرى. وحاليا ترقد في غرفة النساء بمستشفى البريهي بمدينة تعز. لذلك، ربما شعرت بأنها كانت محظوظة، بخلاف زميلاتها اللائي فارقن الحياة مباشرة أمامها..
وبحسرة كبيرة، تتذكر "غدير" مشهد مقتل زميلتها "نجود" (33 عاما)، مع طفلتها "فخرة" ذات العشرة أعوام، التي حضرت ذلك اليوم لزيارتها.. تقول: "في ذلك اليوم، وبعد أن أبلغنا رئيس النيابة بأنه سيتم الإفراج عنا في الغد، قررت نجود إبقاء طفلتها إلى جانبها لتعودا سويا إلى البيت في اليوم التالي".
الصدمة الكبيرة الأخرى، التي أصيبت بها "غدير"، كانت عندما رأت أعز صديقاتها في الزنزانة، "أُلفت" و "نجيبة"، مرميات على الأرض، وقد تهشم رأس أحدهن، وأنقسم جسد الأخرى نصفين..!!
تقول، وهي تكابد دموعها: "حينها.. قفزت بسرعة إلى بوابة السجن وأنا أرتعش بشدة.. كنت أبكي وأصرخ طالبة المساعدة، ولم أتوقف عن النحيب حتى بعد أن جاءوا لإنقاذنا..".
نجت "بأعجوبة"
أما "ماريا خالد" (21 عاما)، وهي ايضا إحدى نزيلات السجن الناجيات، فتحدثت لـ"يمن شباب نت" عن نجاتها من المجزرة بأعجوبة..!!
قالت ماريا: "قبل حدوث المجزرة، كنت في الساحة مع زميلاتي، ومعنا إحدى المجندات المناوبات (...)، فجأة، وفي اللحظة التي دخلت فيها إلى الغرفة لغرض ما، سقطت القذيفة على الساحة..".
حالة من الصراخ والذهول، لبشاعة مشهد تساقط السجينات وتناثر أشلائهن ودمائهن في كل مكان.. كل ذلك- بالنسبة لها "كان منظرا صادمًا، ويُصعب نسيانه" تقول ماريا التي توقفت عن الحديث للحظات، قبل أن تستدرك بندم مشوب بالحيرة: "كيف ذهبن كلهن بهذه الطريقة؟!"..
ثلاث قذائف
كان عنبر النساء، الذي تعرض للقصف، يضم 28 سجينة، يتوزعن على ثمان غرف، بحسب العريف عبدالله عبدالغني، الذي أوضح لـ"يمن شباب نت" بعض تفاصيل المجزرة، واصفا ما شاهده بـ"المنظر المرعب"، ذلك عندما دخل سجن النساء ورأى "أشلاء النزيلات على الجدران..". كما قال.
ويؤكد عبد الغني، الذي يعمل في نوبة عنبر النساء، أن عدد القذائف التي أطلقتها ميليشيات الحوثي على السجن ثلاث قذائف، سقطت الأولى في الشارع الرئيسي المقابل للسجن، على طريق الضباب المؤدي إلى مدينة تعز..
وأضاف: أما القذيفة الثانية، وهي الأخطر، فقد سقطت في باحة سجن النساء، بينما سقطت القذيفة الثالثة أمام بوابة عنبر النساء أثناء نقل الضحايا من السجن إلى المستشفى.
ووفقا للعريف عبد الغني، فقد كان الفارق الزمني بين سقوط كل قذيفة وآخرى يتراوح بين أربع إلى خمس دقائق، تقريبا.
"جريمة حرب"
ولاقت جريمة قصف السجن المركزي بتعز، إدانات واسعة، من قبل منظمات حقوقية محلية ودولية وأممية.
[أقرأ: العفو الدولية تعبر عن صدمتها من استهدف سجن تعز وتطالب بإطلاق سراح السجناء قبل تفشي كورونا]
وأكدت المحامية والناشطة الحقوقية رغد المقطري، على أن الحادثة تعد "انتهاكًا صارخا للقانون الدولي الإنساني، والدستور اليمني، والاتفاقيات التي تعمل على حماية النساء والأطفال".
وعليه، فقد أعتبرت المقطري، ضمن حديثها لـ"يمن شباب نت"، حادثة قصف سجن النساء بتعز بأنها "ترقى إلى جريمة حرب بكل المقاييس". وشددت على ضرورة القيام بتنفيذ الإجراءات القانونية والتحقيق في الحادثة..
بالنسبة لمدير الإصلاحية المركزية بتعز، عصام الكامل، فلا يخالجه شك بخصوص ضلوع مليشيات الحوثي في قصف سجن النساء وأرتكاب هذه المجزرة، مشيرا إلى أن المليشيات تقوم بإطلاق القذائف، بين حين وآخر، على جميع الأحياء السكنية بالمدينة.
وأكد الكامل لـ"يمن شباب نت" أن "فريقا فنيا، يتبع الأدلة الجنائية بإدارة البحث، قام بتحديد مكان انطلاق القذيفة من شارع الخمسين الواقع شمال غرب الإصلاحية المركزية". حيث تفرض ميليشيات الحوثي سيطرتها على الشارع المذكور.
يعد السجن المركزي بتعز، الواقع خارج المدينة من الجهة الجنوبية الغربية، هو الأكبر في المحافظة، حيث المساحة الواسعة مع توفر العنابر الطويلة لنزلاء السجن من المحكوم عليهم قضائيا.
وبحسب مديره، الكامل، يعد هذا السجن "المكان الوحيد المهيئ لاستقبال السجناء، سواء من حيث مساحته الكبيرة، أم من الناحية الأمنية، حيث يقع في منطقة آمنة ومدنية، ولا توجد حوله معسكرات أو سلاح ثقيل يمكن أن يشكل خطورة عليه، ويجعله عرضة للقصف".
ومع بداية الحرب، تعرضت أجزاء من السجن للدمار نتيجة القصف من قبل ميليشيات الحوثي. ومؤخرا تم ترميمه وتأهيله ليعاود مهامه مجددا.
اجراءات.. ومطالب
الأحد الفائت، عقب مجزرة السجن المركزي مباشرة، وجه رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، بإطلاق سراح كافة السجناء والمحجوزين على قضايا وأحداث عارضة بمحافظة تعز وعلى ضمانة وكفالة أهاليهم، باستثناء سجناء القضايا الجنائية والجسيمة وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وأكد مدير السجن، عصام الكامل، لـ"يمن شباب نت" أنه تم "الإفراج عن 12 سجينة، وحاليا هناك ترتيبات جارية للإفراج عن عدد من السجناء من أصحاب القضايا غير الجسيمة".
من جهتها، طالبت المحامية والناشطة رغد المقطري بسرعة الإفراج عن من تبقى من نزيلات السجن المركزي. وإذ نوهت إلى أن "هناك سجينات أمن دولة"، أعربت عن أملها بأن تقوم الاستخبارات العسكرية والأمن القومي بسرعة البت في هذه القضايا، وغيرها من القضايا الجنائية.
وأضافت: كما نأمل أيضا أن تقوم الجهات المختصة بعمل موائمة كـ" دفع الديات والقيام بالصلح" للقضايا التي أصبحت اجراءاتها قريبة من صدور الحكم القضائي.
وحثت المقطري المنظمات الحقوقية وبالأخص المعنية بالمرأة على الإسراع إلى حماية النساء من نزيلات السجن المركزي والقيام بتأهيلهن.
[للمزيد من صور المجزرة.. هنا]