كشف مسؤول يمني، الخميس، عن قيام قوات حكومية بفرض حصار على 3 كتائب عسكرية تمردت على الحكومة اليمنية في محافظة سقطرى، الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي قبالة سواحل البلاد الجنوبية.
وقال المسؤول في سقطرى، في تصريح خاص لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن التوتر سيّد الموقف في محيط قطاع "نوجد" و"الدبابات" و"الدفاع الجوي" التابع للواء الأول مشاه بحري، بعد فرض قوات من الجيش والأمن طوقا وحصارا على القطاع، تمهيدا لاقتحامه، وإنهاء التمرد بالقوة.
وأضاف أن قوات من الجيش والأمن أطبقت، منذ الأربعاء، الحصار على مقرات الكتائب الثلاث، التي أعلنت تمردها على الحكومة اليمنية، وتأييدها لما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا، قبل يومين، مشيرا إلى أن القوات الحكومية تمنع الدخول والخروج من وإلى المقرات العسكرية المتمردة بسقطرى.
وسقطرى؛ كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من 6 جزر، ويحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي، قبالة سواحل القرن الأفريقي، قرب خليج عدن.
وأكد المصدر المسؤول أن الوضع متوتر جدا، وهناك وساطة قبلية من قبل شيخ مشائخ سقطرى تجري إنهاء تمرد الكتائب على القيادة المحلية الشرعية سلميا.
ولوح المسؤول المحلي بخيار آخر لإنهاء التمرد إذا لم تنجح الوساطة القبلية.
فيما أعلنت قيادة الجيش في سقطرى أن كتائب متمردة تسيطر على مخازن التسليح المركزية لقواته ومطار سقطرى.
وقال بيان صادر عن اللواء الأول مشاه بحري وصل "عربي21" نسخة منه: نحذر القاطنين في منطقة موري والقرى المجاورة لها بأن المخازن المركزية لتسليح اللواء ومطار سقطرى خارج السيطرة نتيجة التمرد للكتائب المكلفة بحراسة وتأمين المطار من الجهة الغربية.
وتابع البيان: "وعليه نخلي مسؤوليتنا عن أي انفجار للمخازن، مؤكدا عدم سلامة الطيران من وإلى سقطرى".
وجاء تمرد كتيبة "نوجد" و"الدبابات" و"الدفاع الجوي" التابعة للواء الأول مشاه بحري في سقطرى، بعد أيام، من بسط قوات حكومية سيطرتها على معسكر القوات الخاصة، الذي كان يتمركز فيه عسكريون متمردون أعلنوا ولاءهم للمجلس الانتقالي، وإنهاء تمردهم على السلطة المحلية، منذ شباط/ فبراير الماضي.
والأسبوع الماضي، نجا حاكم سقطرى" محروس" من محاولة اغتيال قام بها عسكريون موالون لأبوظبي، حيث تم مهاجمته بالقرب من منزله، أثناء توجهه نحو مقر عمله.
وتمرد الكتائب الثلاث هو الرابع منذ مطلع العام الجاري، حيث كان الأول في كتيبة "حراس السواحل"، والثاني في معسكر القوات الخاصة، الذي تم إنهاؤه يوم السبت، باقتحام المعسكر من قبل قوات حكومية، فيما الثالث في الكتيبة الثالثة التابعة للواء الأول مشاه بحري، أواخر شباط/ فبراير الماضي.
وتشهد سقطرى بين الحين والآخر محاولات سيطرة على مرافق حيوية ينفذها مسلحون مدعومون من الإمارات، إضافة إلى عمليات تمرد لكتائب في القوات الحكومية، والانضمام إلى "الانتقالي الجنوبي"، الذي يطالب بانفصال جنوب اليمن عن شماله.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2019، أعلن المكتب التنفيذي بمحافظة أرخبيل سقطرى رفضه ما سماه "استغلال بعض الجهات العاملة في سقطرى للعمل الإنساني، لخرق النظام والقانون المعمول به والمتعارف عليه دوليا"، (في إشارة إلى مؤسسة خليفة بن زايد الإنسانية والهلال الأحمر الإماراتي).