قال المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا إن اتفاق الرياض لا ينص على عودة الحكومة اليمنية برمتها إلى عدن، ووصفها بغير الشرعية، وذلك بعد ساعات من اتهام الحكومة المجلس بعرقلة عودة رئيسها وعدد من الوزراء إلى العاصمة المؤقتة.
وأضاف المجلس -في بيان له مساء الخميس- أن اتفاق الرياض الموقع أواخر العام الماضي ينص على عودة رئيس الحكومة فقط إلى عدن، ولأهداف ومهام حددها الاتفاق بوضوح، وهو ما لم تلتزم به الحكومة، حيث عاد العديد من الوزراء والوكلاء والمسؤولين، على حد تعبيره.
وتابع أن الحكومة اليمنية الحالية تعد فاقدة للشرعية وفق الاتفاق المبرم بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية برعاية سعودية.
واتهم المجلس الحكومة اليمنية بأنها لم تف بما نص عليه الاتفاق، خصوصا ما يتعلق بتوفير الخدمات وصرف المرتبات، كما اتهمها بممارسة سياسة العقاب الجماعي والتجويع والإقصاء، وبعدم الاكتراث فيما يخص مواجهة وباء كورونا.
كما قال المجلس الانتقالي إن التحالف السعودي الإماراتي لم يرد على استفساراته بشأن أسباب منع قادته من العودة إلى عدن، وقد نقلت وكالة الأناضول للأنباء عن مصدر حكومي يمني أن الانتقالي اشترط عودة رئيسه عيدروس الزبيدي وباقي قياداته الموجودين في الإمارات مقابل عودة الحكومة.
وفي اتصال للجزيرة، قال المتحدث باسم مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي في لندن صالح النود إن عودة الحكومة الشرعية ليست مقبولة لسبب رئيسي وهو أنها مخالفة لاتفاق الرياض، مضيفا أن ما يطالبون به هو تطبيق اتفاق الرياض بالشكل المتفق عليه.
في المقابل اعتبر القيادي في المؤتمر الشعبي العام ياسر اليماني أن السعودية ليس لديها نوايا حقيقية لإعادة الرئيس وإعادة الدولة وإعادة الحكومة في اليمن.
وأضاف للجزيرة أن المجلس الانتقالي ينفذ أجندات الإمارات وأن السعودية والامارات لديهما أجندات داخل اليمن.
الحكومة اليمنية
وكان مصدر حكومي يمني قال إن طائرة رئيس الوزراء معين عبد الملك وعدد من أعضاء الحكومة لم تقلع من مطار الرياض إلى عدن، بسبب انتشار مسلحين تابعين للمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا في مطار عدن ومحيطه.
وقد استنكرت الحكومة اليمنية هذا الأمر، ووصفته بأنه "عرقلة" لعودة الحكومة الشرعية إلى عدن، معتبرة أن ما جرى "يفتقر للمسؤولية" في التعامل مع جهود تطبيق اتفاق الرياض الموقع بينها وبين المجلس.
كما أكدت أن هذا التصرف يتجاهل الأوضاع الصعبة للمواطنين الذين يقاسون صنوف المعاناة وتدني مستوى الخدمات منذ أحداث أغسطس/آب الماضي، والتي فاقمتها كارثة السيول غير المسبوقة التي شهدتها عدن مؤخرا.
وأضافت أنها تحمل المجلس الانتقالي مسؤولية هذا التصرف "غير المسؤول" وتبعاته أمام أبناء عدن والشعب اليمني.
تهديد بالمنع
وذكر مصدر يمني في وقت سابق الخميس أن مسلحي المجلس الانتقالي هددوا بمنع هبوط طائرة رئيس الوزراء في مطار المدينة، مشيرا إلى أن هذا الأخير وأعضاء حكومته لا يزالون في مطار الرياض منذ الساعة الـ11 من ظهر الخميس.
كما توعدوا بمنع دخول الحكومة إلى عدن التي كانت قد غادرتها قسرا عقب سيطرة قوات المجلس عليها العام الماضي، بعد مواجهات مسلحة مع قوات تابعة لها.
وعاد لاحقا رئيس الوزراء مع عدد من الوزراء بعد توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، لكن الاتفاق ينتظر حتى اللحظة أن تنفذ بنوده.
وكانت السعودية قد رعت الاتفاق الذي نص على عودة الحكومة إلى العاصمة المؤقتة، وتفعيل سلطات الدولة اليمنية وإعادة تنظيم كافة القوات تحت قيادة وزارة الدفاع.
وحدد الاتفاق شهرين مهلة زمنية لتنفيذ بنوده، غير أن معظمها لم ينفذ، وسط اتهامات متبادلة بين الطرفين.
وينص الاتفاق على عودة الحكومة اليمنية إلى عدن، وتشكيل حكومة كفاءات سياسية، والشروع في دمج كافة التشكيلات العسكرية ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، فضلا عن ترتيبات عسكرية وأمنية أخرى، وتبادل لأسرى المعارك بين الطرفين.
المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة