رد المجلس الانتقالي اليمني الموالي للإمارات، صباح الاثنين، على منتقدي إعلانه الحكم الذاتي من طرف واحد في جنوب اليمن، مشددا على أنه "لا رجعة عنه".
ويأتي تصريح "الانتقالي" في وقت أعلنت فيه كل من السعودية والإمارات رفض الخطوة التي أقدم عليها، وطالبوه بالعدول عنها، وكذلك هاجمت الحكومة اليمنية الإعلان، ورفضته كذلك محافظات جنوبية عدة.
وقال قيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي إن المجلس "مستعد لمواجهة أسوأ الاحتمالات ولا رجعة عن الحكم الذاتي".
وقال عبد الله مهدي سعيد، رئيس القيادة المحلية للمجلس الانتقالي في محافظة الضالع: "أمامنا مسؤولية كبيرة لتنفيذ القرار على الوجه المطلوب، ونحن مستعدون للأسوأ".
وأضاف: "نحن اليوم أمام أعداء كثر من عدة اتجاهات وعلينا واجب تحمل المسؤولية أمام أبناء شعبنا".
وعزا سعيد قرار "الحكم الذاتي" إلى ما سماه بـ"الاستفزازات الهائلة" التي تقوم بها الحكومة اليمنية بحق الجنوبيين.
واتهم الحكومة اليمنية بـ"تعمد تجويع وتركيع الجنوبيين من خلال تردي الخدمات العامة وتعذيب المواطنين بها".
وقال إن هذه الخطوة جاءت بسبب "تلكؤ الحكومة وتهربها من تنفيذ اتفاق الرياض، وعدم التعاطي الإيجابي بشأن دعوات تحسين الأوضاع المعيشية".
ولم يصدر تعليق فوري من الحكومة اليمنية على اتهامات سعيد بعد.
غريفيث ينتقد
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الاثنين، إن إعلان "حكم ذاتي" في جنوب البلاد مخيب للآمال، داعيا أطراف النزاع إلى تنفيذ اتفاق الرياض والامتناع عن التصعيد.
جاء ذلك في بيان للمبعوث الأممي، عقب يومين من إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي (المدعوم إماراتيا) حالة الطوارئ وتدشين ما أسماها "الإدارة الذاتية للجنوب".
وأكد غريفيث أن "تحول الأحداث الأخير مخيّب للآمال، خاصة وأن عدن ومناطق أخرى في الجنوب لم تتعاف بعد من السيول الأخيرة وخطر جائحة كورونا".
وطالب غريفيث بالإسراع في تنفيذ اتفاق الرياض بدعم التحالف العربي، ما يحقق فوائد لأهل الجنوب، لا سيما فيما يتعلق بتحسين الخدمات العامة والأمن، وفق قوله.
ودعا "جميع الفاعلين السياسيين إلى التعاون بحسن نية، والامتناع عن اتخاذ إجراءات تصعيدية، ووضع مصالح اليمنيين في المقام الأول".
وتابع غريفيث: "اتفاق الرياض ينص على مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في المشاورات بشأن الحل السياسي النهائي لإنهاء الصراع في اليمن وخدمة مصالح اليمنيين في عموم البلاد"، حسب البيان ذاته.
والسبت، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي حالة الطوارئ العامة، وتدشين ما أسماها "الإدارة الذاتية للجنوب".
وعقب ساعات من إعلان المجلس الانتقالي حكما ذاتيا في الجنوب، أعلنت 6 محافظات يمنية جنوبية من أصل 8، رفضها لهذا الاعلان، وأكدت تمسكها بالولاء للشرعية والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي.
وتدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، كما أنها عضو رئيسي في التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل جماعة الحوثي باليمن ويدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ولكن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، قال الاثنين، إن الإمارات تعارض قرار المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن إعلان الحكم الذاتي، بالمناطق الخاضعة لسيطرته.
وسيطرت قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، الأحد، على مرافق حكومية حيوية بمحافظة عدن.
اقرأ أيضا: بعد إعلان حكم ذاتي.. "الانتقالي" يسيطر على مرافق حيوية بعدن
وسبق أن دعا التحالف العربي في اليمن، الذي تقوده السعودية، المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، إلى التراجع عن إعلانه حكما ذاتيا جنوب البلاد.
وأصدر التحالف بيانا فجر الاثنين، شدد فيه على ضرورة عودة الأوضاع إلى سابق وضعها في عدن، مطالبة بإلغاء ما قام به الانتقالي، وهو مخالف لاتفاق الرياض.