تحت العنوان أعلاه، كتب ماريانا بيلينكايا، في "كوميرسانت"، حول المواجهة المبطّنة بين السعودية والإمارات في إعلان مجلس الجنوب الانتقالي عن الإدارة الذاتية، بحسب ما نقلته "RT".
وجاء في المقال: دخلت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية مرة أخرى في صراع على النفوذ في جنوب اليمن. فليل السبت إلى الأحد، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من أبو ظبي عن تطبيق الحكم الذاتي في جنوب البلاد. وفي عدن، سيطر الانفصاليون على الميناء والبنك المركزي وعدد من المؤسسات الحكومية الأخرى. بهذه الطريقة، شطب مجلس الجنوب الانتقالي جهود المملكة العربية السعودية لإيجاد حل وسط بين الانفصاليين والحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي. تم إفشال الهدنة الإنسانية في اليمن، التي أُعلن عنها لمكافحة الفيروس التاجي.
ولم تسرع الرياض ولا أبو ظبي في الإدلاء بتصريحات حول ما حدث في عدن.
وفي الصدد، قال كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية والإسلامية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، سيرغي سيربروف، لـ"كوميرسانت": "يمكن اعتبار الأحداث الأخيرة إشارة من أبوظبي إلى الرياض. فإما أن تأخذ السعودية في الاعتبار مصالح جميع اللاعبين، وليس فقط حزب الإصلاح، أو ستتكرر مواجهة أغسطس".
ووفقا له، تخشى الإمارات العربية المتحدة من فقدان نفوذها في اليمن. فخطوة المجلس، بمثابة "كرة اختبار يجب أن تدفع الجانب الآخر نحو التشكيل المبكر لحكومة متوازنة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر هذه الخطوة بشكل مقنِع استعداد الجنوب للانفصال عن اليمن. وحقيقة أن سلطات العديد من المحافظات لم تدعم المجلس ليست ذات دلالة كبيرة. بالطبع، لدى المملكة العربية السعودية في هذه المحافظات أتباع. ولكن إذا وصل الأمر إلى اشتباكات حقيقية، فإن الأغلبية هناك ستدعم المجلس، وليس المملكة العربية السعودية".
وفي رأيه، يجب أن تصبح "مسألة الجنوب" جزءا من عملية التسوية السياسية في اليمن تحت رعاية الأمم المتحدة، والتي تركز حتى الآن فقط على المواجهة بين حكومة هادي والحوثيين وأنصارهم. خلاف ذلك، لا يمكن تلافي انفصال الجنوب.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب