إشاعات متواصلة حول مرض مميت في عدن.. ومكتب الصحة يعلق!

نفى مكتب الصحة في العاصمة المؤقتة عدن "تسجيل أي حالة مصابة بفيروس كورونا المستجد حتى اليوم الأربعاء الموافق 2020/4/29".

وقال مكتب الصحة في بيان صحافي نقلته وكالة الانباء الحكومية سبأ إن "هناك ما لا يقل عن 14 حالة وفاة نتيجة السيول، هي التي جعلت بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يفسرون هذا الأمر تفسيراً خاطئاً، ما تسبب بحالة هلع لدى المواطنين".

وأشار البيان إلى أن "فرق اللجنة الصحية المختصة نفذت نزولاً ميدانياً وتأكد لها عدم وجود اي حالة مصابة بالفيروس في عدن". 

ودعا البيان المواطنين الى التواصل مع مكتب الطوارئ بوزارة الصحة في حالة وجود أي حالة اشتباه بفيروس كورونا عبر الارقام التالية: (358260 او 358259)

وجاء هذا البيان بعد إشاعات متواصلة طوال الأيام الماضية حول مرض مميت في عدن، وتداول ناشطون وأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي، تحذيرات من مرض أصاب العشرات في عدن ، داعين إلى سرعة التدخل من وزارة الصحة في الحكومة اليمنية، والمنظمات الإغاثية.

وبحسب تلك المناشدات التي تتبعها محررو المصدر أونلاين، فإن أعراض المرض المنتشر تتشابه مع أعراض فيروس كورونا كوفيد19المستجد.

عمرو قاسم التركي، الذي قال انه أحد الأطباء في عدن كتب يقول "لليوم الرابع نلاحظ انتشار حالات كثيرةً جداً، غير معهودة لالتهاب حاد وشديد في الجهاز التنفسي"، مشيراً إلى أن هناك "خمس حالات وفاة من ضمن التي استقبلناها، منها اثنين منهم اخوة".

وأضاف في منشور على صفحته بـ"فيسبوك":" صباح اليوم الثلاثاء استقبلنا حالات كثيرة، غير المعتاد 10 حالات قابلتها بنفسي، كلها تحمل نفس الأعراض(حمى، سعلة، ضيق نفس ..الخ)، توفي 2 منهم والبقية حالتهم خطيرة وبحاجه الى تنفس صناعي".

وتابع انه "ابلغ وزارة الصحة في عدن، الترصد الوبائي، وبعد عدة محاولات للوصول اليهم ومقابلتهم، ابدوا عدم استعدادهم لذلك، ولم يفحصوا اي حالة بسبب عدم القدرة على التعامل مع المرضى، وشحة الإمكانيات".

وأشار إلى أن هناك "ثلاثة اطباء اختصاصيين من زملائه، مرقدين في مستشفيات في عدن مصابين بنفس الأعراض وحالتهم خطرة".

من جهتها طالبت ‏‏‏المحامية والناشطة الحقوقية هدى الصراري "وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمواجهة وباء كورونا التوضيح بشأن حالات الوفاة المتزايدة في عدن بسبب مرض لديه أعراض تشبه الكورونا".

وقالت في تغريدات لها على توتير إن "الأوضاع الصحية بسبب كارثة السيول أدت لانتشار الأوبئة والحُميات، بغض النظر عن كونه مرض مكرفس(مصطلح يمني للمرض شيكونجونيا Chikungunya)، او نوع مشابه للكورونا".

ودعت الصراري "وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمواجهة وباء كورونا الى تحذير الناس واتخاذ كل الاجراءات الوقائية وتفعيل المختبرات وتوفير محاليل الفحوصات للح دمن انتشار الأوبئة الخطيرة ".

وتستمرّ التحذيرات من خطورة انتشار فيروس كورونا في اليمن، نظراً إلى عدم قدرة المنظومة الصحية في البلاد على مواجهته، في ظلّ تضرّر أكثر من نصف المؤسسات الصحية من جرّاء الحرب المستمرة منذُ 6 سنوات.

وكانت السلطات الصحية في اليمن أعلنت في العاشر من إبريل الجاري، عن تسجيل أول حالة مؤكدة بالإصابة بفيروس كورونا المستجد بمدينة الشحر. وهي الحالة الوحيدة في اليمن حتى اليوم.

وأمس الثلاثاء 27 أبريل أعلنت ‏اللجنة الوطنية العليا للطوارئ، عن شفاء حالة الإصابة بفيروس كورونا الوحيدة، المسجلة بمدينة الشحر في محافظة حضرموت، شرقي اليمن.

وشهدت اليمن الأيام الماضية هطول أمطار متفاوتة على عدد من المحافظات كان أكثرها غزارة على العاصمة المؤقتة عدن ومأرب وصنعاء، خلفت أضراً جسيمة في الأرواح والممتلكات.

وأدت الأمطار الغزيرة وتدفق السيول في الـ21 من شهر أبريل الجاري بعدن الى وفاة وإصابة العشرات، إضافة الى أضرار كبيرة أحدثتها في الممتلكات والبنى التحتية ومنازل المواطنين.

والجمعة الماضية خرج المئات من أهالي مدينة عدن في أماكن متعددة للتظاهر احتجاجاً على تردي الخدمات، وذلك بعد أيام من كارثة حلت بالمدينة بسبب الأمطار والسيول.

وفي السياق قال الصحفي والناشط الحقوقي بسام القاضي إن "حالات الوفيات ترتفع كل يوم، وإن هناك ازدحام في المقابر بعدن، الأمر مخيف ورب الكعبة".

وأضاف في تغريدات له على تويتر "كل يوم يتم تسجيل حالة وفاة بالحميات في عدن مكتب الصحة بصمته شريك في قتلنا".

وحسب القاضي فإن "الحميات والوبائيات ستغزو عدن بقوة مع تكدس القمامة ومياه الأمطار، جراء السيول التي شهدتها عدن يوم21 أبريل 2020 والصحة في سباتها".

وطالب القاضي من "السلطات المحلية بالمديريات، ومكاتب النظافة والبيئة والصحة، بالقيام بواجباتهم وبمهتهم في شفط مياه السيول والمجاري ورفع القمامة وتنفيذ حملات الرش الضبابي وغيرها".

ودعا منظمات المجتمع المدني وابناء عدن الى المبادرة والقيام بحملات نظافة في كافة المديريات، لمواجهة الأوبئة، في ظل تجاهل السلطات المحلية.

وتقول منظمات إغاثة إنها تخشى حدوث كارثة إذا تفشى الفيروس بين السكان الذين يعانون سوء التغذية وحيث تنتشر أمراض مثل الكوليرا، وحمى الضنك، الملاريا. ويعتمد نحو 80 في المئة من السكان أو 24 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.

وأمس الثلاثاء حذرت الأمم المتحدة في اليمن من أن فيروس كورونا "موجود الآن في اليمن"، مشيرة إلى أن هناك "احتمال حقيقي جدا أن يكون قد تم انتشار دون اكتشافه".

وقالت السيدة ليز غراندي، منسق الشؤون الإنسانية لليمن: "حذّرنا منذ أول حالة إصابة بكوفيد من أن الفيروس موجود الآن في اليمن وقد ينتشر بسرعة".

وأضافت السيدة غراندي: "ليس هناك وقت لنضيعه. يجب إعلام الناس بدقة وسرعة حول ما يحدث حتى يتمكنوا من القيام بما هو ضروري لحماية أنفسهم وأسرهم".

وكان ما يُعرف بالمجلس الانتقالي المدعوم اماراتياً، قد أعلن فجر الأحد الماضي، عن ما أسماه حالة "الطوارئ والإدارة الذاتية للجنوب"، في خطوة قوبلت برفضٍ محلي وإقليمي ودولي واسع.

 

المصدر أونلاين