حشدت جماعة الحوثي المتمردة في اليمن، العشرات من مسميات القادة والسلطات والجهات التابعة لها، للتنديد وشجب قرار الحكومة الألمانية، حظر أنشطة حزب الله اللبناني، وتصنيفه كمنظمة إرهابية.
وقالت الجماعة المدعومة من إيران، في بيانات لمكتبها السياسي وما تسمى "وزارة الخارجية في حكومة الانقاذ" الخاضعة لها في صنعاء والمتحدث باسمها، والأحزاب التابعة لها، "إنها تدين قرار ألمانيا تصنيف حزب الله منظمة إرهابية".
وكانت وزارة الداخلية الألمانية أعلنت، الخميس، حظر أنشطة حزب الله اللبناني وصنفته كمنظمة "شيعية إرهابية"، وجاء هذا القرار بعد نحو 7 سنوات من اتخاذ الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، قراراً بحظر أنشطة الجناح المسلح لحزب الله اللبناني في القارة الأوربية.
ولم يخرج الحوثيون في إدانتهم للقرار الألماني عن مضمون الإدانة، الصادرة عن الحكومة الإيرانية، في تبعية واضحة للمشروع الإيراني وانسجام وتضامن كامل مع وكلائها الأخرين في المنطقة العربية.
وقال الحوثيين إن القرار الألماني "تماهي واضح مع الرغبة الأمريكية والصهيونية وما يخدم مشروعهما الشيطاني والتدميري بالمنطقة "، مؤكدين أن الحزب "جزء من النسيج الاجتماعي والسياسي اللبناني، ويحظى بتأييد غالبية الشعب اللبناني".
وأدانت إيران قرار تصنيف حزب الله منظمة إرهابية، واعتبرته تنفيذاً لأهداف الكيان الصهيوني وأمريكا في المنطقة.
وقال المتحدث باسم خارجية طهران، عباس موسوي، اليوم الجمعة، إن القرار "اتخذ بلا احترام للحكومة والشعب اللبناني، لأن حزب الله جزء رسمي ومشروع من الحكومة والبرلمان اللبناني.. ويحظى برصيد شعبي واسع في لبنان والمنطقة".
وبخلاف إيران ووكلائها في المنطقة، رحبت دول عربية وغربية بقرار الداخلية الألمانية.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان صحفي، إن العالم يعرف حقيقة حزب الله فهو "منظمة إرهابية مكرسة لدفع أجندة إيران الخبيثة"، مشيراً إلى أن الحزب المدعوم من إيران، يواصل التآمر وتنفيذ الهجمات حول العالم.
وأعربت الخارجية السعودية عن ترحيبها بإعلان جمهورية ألمانيا الاتحادية تصنيف مليشيا حزب الله منظمة إرهابية، منوهة "بأهمية هذه الخطوة في إطار جهود مكافحة الإرهاب إقليميًا ودوليًا" وفق وكالة واس.
وأكدت الحكومة اليمنية، أن قرار ألمانيا حظر أنشطة حزب الله على أراضيها "خطوة في الاتجاه الصحيح، كون مليشيا حزب الله كغيرها من المليشيات والأذرع الإيرانية معاول هدم ودمار وعوامل لزعزعة أمن واستقرار المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية خدمة للمشروع الإيراني".
وقالت وزارة الخارجية اليمنية في بيان مقتضب نشرته وكالة سبأ، إن "حزب الله لم يخف تعاونه ودعمه لمليشيا الحوثي في اليمن على كافة المستويات وهو بذلك شريك لها في جميع الجرائم التي ترتكبها بحق اليمنيين من سفك للدم وتهجير وتفجير وخطف واعتقال وتعذيب وإخفاء قسري وتجنيد للأطفال وتهديد لأمن المنطقة ودول الجوار".
وتتهم اليمن والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية، إيران بتزويد الحوثيين بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وتنفيذ الجماعة انقلابها على الحكومة الانتقالية عام 2014 بإيعاز ومباركة طهران، وتنفيذاً لأجندتها في المنطقة.
وتقول الحكومات الثلاثة والتقارير الأممية والدولية، إن الحرس الثوري الإيراني الذراع الدولي للنظام الإيراني يشرف بشكل مباشر وبالتعاون مع مليشيات حزب الله اللبناني في تهريب الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيرة للحوثيين في اليمن.
ويربط الحوثيين بحزب الله علاقة وطيدة حيث تحتضن الضاحية الجنوبية من بيروت عدد من قيادات الحوثيين، ومنها تبث قناة المسيرة المتحدثة باسم الجماعة المتمردة باليمن، برامجها، وتشير تقارير حكومية إلى انخراط قيادات إيرانية وخبراء حزب الله في القتال جنباً إلى جنب مع قيادة الحوثيين المدربة في إيران ولبنان.
ويؤكد الرئيس عبدربه منصور هادي والعاهل السعودي سلمان بن عبدالعزيز، في أكثر من تصريح إنهما، لن يسمحا باستنساخ تجربة حزب الله في اليمن.
وقال وزير الإعلام بالحكومة الشرعية معمر الإرياني، إن "اصرار مليشيا الحوثي على التموضع كأداة ايرانية قذرة لإقلاق أمن واستقرار اليمن واستهداف دول الجوار وتهديد حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب، وعدم التزامها بالسلام والقرارات الدولية سيعرضها قريباً لمصير حزب الله اللبناني من تصنيف بقوائم الارهاب العالمية".
وأضاف في تغريدات على حسابه بتويتر: لن تظل المليشيا الحوثية بمعزل عن الاجراءات الدولية لمواجهة المليشيات الطائفية الايرانية وغيرها من التنظيمات الإرهابية والحد من مخاطرها على امن واستقرار المنطقة، واستمرارها حجرة عثرة امام انهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن غير آبهة بمعاناة وحياة اليمنيين ودعوات مواجهة فيروس كورونا.
وتصنف السعودية ودول أخرى، حزب الله والحوثيين كجماعات إرهابية، وتطالب الحكومة اليمنية مجلس الأمن والولايات المتحدة بتصنيف مليشيات الحوثيين المتمردة، جماعة إرهابية، مستشهدة بالجرائم والدمار خلفه انقلابها على مختلف المستويات في اليمن، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان التي تتحدث عنها تقارير الخبراء والمنظمات.
وفي أبريل العام الماضي، قدمت الحكومة اليمنية مشروع قرار يصنف الحوثيين كمنظمة إرهابية، لمجلس النواب الذي انعقد في سيئون، تحت مظلة الشرعية لأول مرة.
لكن عدم استئناف البرلمان اليمني، اجتماعاته من ذلك الحين، حال دون تقديم الجنة البرلمانية المكلفة بدراسته توصياتها وطرح هيئة رئاسة ومجلس النواب مشروع القرار للتصويت، الذي سيخول الحكومة المطالبة بتصنيف الجماعة –عالمياً- كمنظمة إرهابية امتداداً للإرهاب الإيراني في المنطقة، بالاستناد على أساس ومرجعيات قانونية ودستورية نافذة.