حالة من الارتياح والاطمئنان سادت في أوساط اليمنيين، حينما أعلنت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ رسمياً في الـ27 من شهر أبريل الماضي عن شفاء حالة الإصابة الوحيدة بفيروس كورونا التي كانت سجلت بمحافظة حضرموت.
لكن الخوف تسلل اليهم مجدداً بعد أن أعلنت اللجنة مساء الأربعاء الموافق 29 أبريل عن إصابة 5 آخرين بالفيروس في العاصمة المؤقتة عدن(جنوب البلاد)، وأكدت وفاة 2 منهم فجر الخميس الماضي، فضلا عن اكتشاف حالتين جديدتين بعدن وأخرى في تعز السبت، ليكون مجموع الحالات في اليمن 10.
وجاء الإعلان عن الإصابات المؤكدة بكورونا بعد أيام من تحذيرات ناشطين وأطباء على مواقع التواصل الاجتماعي، من مرض أدى إلى وفاة وإصابة العشرات في عدن، داعين إلى سرعة التدخل من وزارة الصحة في الحكومة اليمنية، والمنظمات الإغاثية.
وعلى الرغم من الاعلان الرسمي عن حالات الإصابات والوفاة بالعاصمة المؤقتة عدن، إلا أن وزير الصحة العامة والسكان في الحكومة اليمنية، ناصر باعوم، أدلى بتصريحات لقناة اليمن الفضائية في وقت متأخر من مساء الأربعاء، تشير إلى عدم اليقين بشأن نوع المرض.
ورغم أن الوزير ذكر انه تم الإعلان عن 5 إصابات بفيروس كورونا منها حالتي وفاة في عدن، إلا أنه قال إن "الفيروسات متشابهة في أعراضها من حيث الحمى وضيق النفس والوفاة"، مضيفاً: أجرينا فحص مرتين لحالات بعدن وظهرت إيجابية (مصابة) وفي ظل هذا الوباء العالمي لا بد أن نعلن أنها حالات "كورنا" حتى يثبت العكس.
وتابع: أود أن أؤكد في هذا المقام اننا في مثل هذا الأسبوع من شهر ابريل في العام الماضي 2019، سجلنا 34 حالة وفاة في عدن من حمى الضنك والسكنجونيا، و56 حالة وفاة في تعز، و68 في الحديدة.
وقد جعل الوباء المنتشر في العديد من بلدان العالم، اليمنيين تحت تأثير الضغط النفسي المتزايد، خصوصاً مع التحذيرات الأممية بين الحين والآخر.
وتحدثت تقارير إعلامية عن تكتم ميليشيا الحوثي عن حالات إصابة بكورونا في مناطق سيطرتها.
والخميس كشف مصدران طبيان وموظف في منظمة الصحة العالمية لموقع المصدر أونلاين الإنجليزي عن حالتي إصابة مؤكدة بفيروس كورونا على الأقل في العاصمة صنعاء.
وكانت مصادر أخرى قالت لـ"المصدر أونلاين" إن أسرة بكامل أفرادها أخذت للحجر الصحي من قبل مسلحي ميليشيا الحوثي الذين حاصروا المنزل الواقع في حي السنينة غربي العاصمة، بعدة أطقم وسيارة إسعاف.
وبسبب الحرب التي فرضتها ميليشا الحوثي جراء انقلابها على السلطة الشرعية نهاية 2014، يعاني اليمن ضعفاً كبيراً في البنية التحتية، خصوصاً شح الإمكانات الصحية.
ويزداد الوضع الإنساني في اليمن، تأزماً في ظل غياب إجراءات وقائية متخذة من السلطات الصحية في عموم المحافظات.
وللعام السادس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات التابعة للحكومة وميليشا الحوثي المدعومة من ايران.
وجعلت هذه الحرب معظم السكان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما بات الملايين على حافة المجاعة، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم، وفق تقديرات الأمم المتحدة.