اتهمت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ ووزارة الصحة، المنظمات الدولية العاملة في اليمن بعدم التجاوب للنداءات المتكررة لدعم قدرات القطاع الصحي والتعاون لمواجهة كورونا.
وقال وزير الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، والناطق الرسمي باسم اللجنة الدكتور علي الوليدي أن هناك " قصور كبير في الاستجابة للنداءات الموجهة من منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات الدولية".
ونفى باعوم والوليدي في اجتماع للجنة الطوارئ عبر الاتصال المرئي ما يتم تداوله من قِبل المنظمات الدولية عبر وسائل الإعلام من تقديم للمعونات والاستعدادات لمواجهة تفشي كورونا.
وفي الـ25 من شهر أبريل الماضي قال ألطف موساني، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن إن "الصحة العالمية تعمل عن كثب مع السلطات الصحية في جميع أنحاء اليمن، لمواجهة الوباء واتخاذ الإجراءات اللازمة".
وأضاف خلال إحاطة إعلامية عبر فيسبوك "تم تخصيص 37 مستشفى في عموم البلاد، لاستقبال المرضى المصابين بالفيروس، تلقى 32 منها المعدات اللازمة، منها سبعة تعمل بكل طاقتها وجاهزيتها بالفعل".
وتابع قائلاً: الصحة العالمية لديها حالياً ثلاثة مختبرات في "المكلا، صنعاء، عدن" والتي يمكنها إجراء اختبارات مرض كورونا المستجد، منوهاً إلى أن "المختبرات تتطلب خبراء لإجراء الاختبارات وأخذ العينات من المرضى المحتملين، بالإضافة الى كشوفات ضرورية، لمعرفة ما إذا كان الفيروس موجودا ام لا في المصاب".
وأوضح ممثل الصحة العالمية أن "هناك 333 فريقاً يتواجدون في كل منطقة من أنحاء اليمن، وأن أعداد هذه الفرق ستزيد، حتى تتمكن من معالجة الشائعات التي تأتي كل يوم من مكان في اليمن".
وقال "مع إصابة أول حالة بكورونا في اليمن سننتقل من مرحلة التأهب الى مرحلة الاستجابة".
في المقابل اتهم وزير الصحة في الحكومة اليمنية منظمة الصحة ومكتب الشؤون الانسانية بالتواطؤ في مسألة إخفاء الميليشيات الحوثية لحالات كورونا في صنعاء، كما اتهمهم بعدم القيام بواجباتهم، وقال انهم لم يقومو "بأبسط الواجبات تجاه المحافظات المحررة والتي توجد فيها المنافذ البرية والبحرية والجوية".
وأضاف قائلاً: لنا 3 اشهر نطالبهم بمسحة الأذن والبلعوم ولم توفره المنظمة أبداً منذ بدء تفشي كورونا في العالم، قبل ثلاثة أشهر.
وقال انه "سلم للمدير الاقليمي الدكتور احمد المنظري في يوم 28 فبراير 2020 مذكرة لتوفير اربعة اجهزة بي سي ار وحتى اليوم لم يمدونا بهذه الأجهزة".
وفي السياق هاجمت جماعة الحوثي منظمة الصحة العالمية، متهمين إياها بأنها "تشترط وجود مصابين بكورونا لكي تقدم مساعدة إلى اليمن".
وقال الحوثيون إنها"لم تقدم لحكومة صنعاء(حكومة الحوثيين غير المعترف بها) سوى 30 جهازاً لفحص الحرارة".
ولم يرد المكتب القُطري للصحة العالمية على الاتهامات الموجهة له من السلطات الصحية في اليمن.
وقد حذرت الأمم المتحدة في اليمن من أن فيروس كورونا "موجود الآن في اليمن"، مشيرة إلى أن هناك "احتمال حقيقي جدا أن يكون قد تم انتشاره دون اكتشافه".
وقال بيان صادر عن مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن إن "وكالات الإغاثة تشعر بمخاوف بالغة من وجود ومن إمكانية الانتشار السريع لفيروس كورونا في اليمن".
ونقل البيان عن السيدة ليز غراندي، منسق الشؤون الإنسانية لليمن قولها: "حذّرنا منذ أول حالة إصابة بكوفيد من أن الفيروس موجود الآن في اليمن وقد ينتشر بسرعة".
واستطردت: "العوامل كلها موجودة هنا.. مستويات منخفضة من المناعة العامة، ومستويات عالية من الضعف الحاد، ونظام صحي هش ومثقل".
والأربعاء أعلنت اللجنة العليا للطوارئ لمواجهة فيروس كورونا، تسجيل 5 حالات إصابة مؤكدة بالفيروس في العاصمة المؤقتة عدن، منها حالتي وفاة.
واليوم أعلنت عن تسجيل حالة إصابة مؤكدة في محافظة تعز.
ويواجه اليمن نقصاً حاداً في أجهزة التنفس الصناعي والملابس الواقية، بينما لا يعمل سوى نصف المنشآت الطبية في البلاد وهي تسعى بشق الأنفس للتصدي لتفشي أمراض أخرى مثل الكوليرا وحمى الضنك.
وتتصاعد المخاوف الأممية من أن يؤدي تفشي محتمل لكورونا في اليمن إلى تعميق المأساة الإنسانية في ظل انهيار الخدمات الصحية، وتواضع الإمكانات المحلية لمواجهة الفيروس.
ونتيجة للحرب الدائرة في البلاد، التي دخلت عامها السادس، يحتاج نحو 80 في المئة من سكان اليمن، أي 24 مليون نسمة، لمساعدات إنسانية، وهناك ملايين على حافة المجاعة، وفقا لتقارير دولية.