اندلعت اشتباكات بين متمردين عسكريين داخل مقر اللواء الأول مشاه بحري، الذي يسيطر عليه انفصاليون مدعومون من الإمارات في سقطرى، الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي بالقرب من خليج عدن.
وأفاد مصدر حكومي، السبت، بأن اشتباكات اندلعت داخل مقر اللواء المتمرد، بين جنود من أبناء جزيرة سقطرى وعناصر مسلحة استقدمهم ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" من خارجها لدعم تمرده على السلطة المحلية هناك الأسبوع الماضي.
وأسفرت المواجهات، وفقا للمصدر الذي تحدث لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه، عن إصابة أحد الجنود المتمردين من أبناء سقطرى، وتم نقله إلى المستشفى السعودي الميداني في منطقة موري.
وكانت السلطات المحلية في سقطرى، كبرى أرخبيل مكون من ست جزر (يحمل الاسم نفسه)، قد اتهمت المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي باستقدام مئات العناصر المسلحة من محافظة الضالع، مسقط زعيم المجلس، لمساندة التمرد عليها من قبل عسكريين.
من جهته، عاودت قوات سعودية انتشارها في مداخل ونقاط تأمين مدينة حديبو، عاصمة سقطرى، بعد يومين من انسحابها.
وقال مصدر مسؤول لـ"عربي21" إن السلطة المحلية في سقطرى مارست ضغوطا على القوات السعودية، بالعودة حسب الاتفاق الذي تم إبرامه مطلع الشهر الجاري.
وأضاف المسؤول أنه تم إنشاء حاجز عسكري مشترك من قوات حكومية وسعودية "لردع المخربين، وحفظ أمن واستقرار محافظة سقطرى".
فيما أفاد مصدر مطلع ثان بأن قيادة القوات السعودية تعرضت عقب انسحابها من مداخل حديبو لانتقادات شديدة من قبل عدد من الفعاليات والشخصيات داخل سقطرى.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أنه تم إبلاغ القوات السعودية بمساندة السلطة المحلية في تأمين سقطرى، أو التخلي عن تأمينها، قبل أن تعود للانتشار مجددا.
وأرجع مصدر ثالث عودة القوات السعودية للانتشار والتمركز في مداخل مدينة حديبو، المركز الإداري لسقطرى، إلى "توجيهات من قيادة التحالف الذي تقوده الرياض".
وقال إن الرئيس اليمني على تواصل مستمر مع حاكم سقطرى، رمزي محروس، حول آخر المستجدات هناك، مضيفا أن هادي، المقيم في الرياض، مارس ضغوطا على التحالف بشأن إنهاء الفوضى التي أشعلها حلفاء أبوظبي في سقطرى.
وأكد في تصريح لـ"عربي21" أن انسحاب القوات السعودية من النقاط الداخلية لتأمين مدينة حديبو، بعد أيام من تعرضها لهجوم من قبل مليشيات الانتقالي، كان مفاجئا.
وتابع: انسحب الجنود السعوديون من النقاط الداخلية، لكنهم عززوا حاجزين تقيمهما قوات حكومية؛ الأولى في المدخل الشرقي بالقرب من ميناء حولاف، والثانية في المدخل الغربي على بعد 10 كلم من حديبو.
وحسب المصدر، فإنه مهما يكون التنسيق بين المملكة والإمارات، في سقطرى، إلا أن الأولى لن تسمح بعودة أدوات أبوظبي إلى الجزيرة.
وأشار إلى أن المواقف المتذبذبة للقيادة السعودية وقواتها في سقطرى هدفها إضعاف السلطة الشرعية، حتى تدرك أنها غير قادرة على عمل شيء فيها دون دعمها.
ويوم الأربعاء الماضي، انسحبت القوات السعودية من أماكن تمركزها عقب ساعات من وصول تعزيزات عسكرية للجزيرة عبر البحر تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي الرابع من أيار/ مايو الجاري، أفشلت القوات الحكومية هجوما لمتمردين ومسلحين تابعين للمجلس الانتقالي حاولوا فيه اقتحام مدينة حديبو.
وعقب المواجهات، تم التوصل إلى اتفاق في مقر التحالف العربي بسقطرى، لإنهاء التوتر.
وشمل الاتفاق تسليم النقاط الأمنية داخل مدينة حديبو لقوة مشتركة من قوات الأمن والبحرية اليمنية والتحالف العربي، إضافة إلى انسحاب قوات الطرفين من المواقع المستحدثة، وعودتها إلى ثكناتها.
ومنذ أشهر، تصاعدت حدة التوتر والاحتقان بين القوات الحكومية في سقطرى والمجلس الانفصالي، لا سيما عقب سيطرة مسلحين يتبعون الأخير، وقوات عسكرية موالية له، على قيادة اللواء أول مشاة بحري، ومحاولتها السيطرة على مدينة حديبو.