قال رئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، إنهم يواجهون "حرب مصيرية" داعياً أنصاره "لمؤازرة قواتكم البطلة في شتى جبهات القتال".
وألقى عيدروس الزبيدي كلمة مقتضبة من العاصمة الإماراتية أبو ظبي حيث يقيم، وذلك على وقع اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات الانتقالي في محافظة أبين.
وقال الزبيدي: منذ ثلاثون عاماً مضت ونحن نعيش أسوأ مرحلة إثر استهدا ف أرضنا وشعبنا وهويتنا تحت مشروع الوحدة الظالمة".
وأضاف: لقد انتهجنا السلم وآثرنا خيارات الحوار من إيمان عميق بأن الحوار هو الوسيلة المثلى لحل الخلافات، وعلى هذا الأساس ذهبنا إلى جدة ومن ثم إلى الرياض وتجاوزنا عن كثيرٍ من الاعتداءات والخروقات والاستفزازات التي تمارسها قوات الحكومة اليمنية، على أمل إنجاح جهود الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض".
واستطرد: لكننا أمام قوى غير مسؤولة نهجها الإرهاب والفوضى، لا تحترم المواثيق والعهود، ولا ترى في الآخر سوى تابع خاضع لسطوتها وعنجهيتها، وهو الأمر الذي يفرض علينا الدفاع عن مكتسبات شعبنا وحريته في وجه آلة الحرب والإرهاب التي تصدِّرها منظومة قوى نظام صنعاء إلى الجنوب على مدى ثلاثة عقود. حسب قوله.
وحسب قول الزبيدي فإن "هذه القوات (الجيش الوطني) ترفع شعارات جوفاء لتحرير المحرر ومن ثم تسليمه للحوثي وإيران كما حدث في الجوف ومارب أو لقطر وتركيا كما حدث في شبوة والمهرة وتعز".
من جهتها قالت ما تُسمى بـ"الإدارة العامة للشؤون الخارجية" في الانتقالي إن " الحكومة اليمنية لم تحترم أي من بنود اتفاق الرياض وأن الفترة السابقة أثبتت انها لا تحترم الالتزامات والمواثيق ولا تبحث عن أي سلام في بلادنا".
وأضافت في بيان لها "بسبب الأجندات السياسية المتضاربة للحكومة وإخفاقاتها في جميع الملفات، فقد فجّرت صراعًا جديدًا، من خلال الهجوم الذي شنّته صباح الإثنين على قواتنا في محافظة أبين".
وقال الناطق باسم القوات الحكومية العميد عبده مجلي إن هناك استفزازات من قبل ما وصفها بـ"ميليشيا تابعة لما يسمى الانتقالي" لقوات الجيش وإطلاق قذائف الهاون في منطقة شقرة ما اضطر الوحدات العسكرية للرد على تلك الاستفزازات والنيران ودخلت معها في اشتباكات.
ونقل موقع سبتمبر نت التابع لوزارة الدفاع عن مجلي قوله إن " قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تلقت بلاغات من قيادة محور أبين تشير إلى وجود تحشيد لمليشيات تابعة لما يسمى بالانتقالي في زنجبار وقرية الشيخ سالم ومنطقة الطرية".
وأكد مجلي أن "ميليشيا الانتقالي مستمرة في استفزازاتها واعتداءاتها حتى ساعة هذا التصريح"، وقال ان قوات الجيش تتعامل مع مصادر النيران".
وكان مصدر عسكري قال لـ"المصدر أونلاين" إن قتلى وجرحى سقطوا أمس الاثنين، في اشتباكات بين القوات الحكومية وقوات المجلس الانتقالي الجنوبي في بلدة الشيخ سالم شرق مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين (جنوب البلاد)، قبل أن تحكم القوات الحكومية سيطرتها عليها.
وأشار المصدر إلى ان القوات الحكومية واصلت تقدمها صوب مدينة زنجبار في حين تمركزت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي في تخوم زنجبار وبوابتها الشرقية بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المدينة.
وفي السياق قال وزير الخارجية، محمد الحضرمي إن "الحكومة حاولت مراراً التعاطي بإيجابية مع كل جهود تنفيذ اتفاق الرياض لكن المجلس الانتقالي قابل ذلك بـ"تعنت مستمر وإصرار غير مبرر على الاستمرار في تمرده المسلح وتقويض عمل مؤسسات الدولة بما في ذلك تعطيل عمل الفرق التابعة لوزارة الصحة المعنية بالتصدي لجائحة كورونا في عدن".
وأضاف في سلسلة تغريدات على حساب الوزارة بتويتر: لم يكتف الانتقالي برفض الاستجابة لدعوات الحكومة والتحالف ومجلس الأمن والمجتمع الدولي وبضرورة الرجوع عن خطوته المتهورة فيما اسماه "الإدارة الذاتية للجنوب"، بل إنه أيضا استمر في زعزعة الأمن والاستقرار في سقطرى ومؤخرا في أبين بقيامه بالتحشيد العسكري المستفز.
وأكد الحضرمي التزام الحكومة "بتنفيذ اتفاق الرياض كونه خارطة الطريق الآمنة"، مشدداً على أن "التراجع عن التمرد سيحفظ الدماء"، وقال إن "على المجلس الانتقالي أن ينصاع وينفذ استحقاقات اتفاق الرياض ويتراجع عن إعلان ما اسماه “الإدارة الذاتية"؛ ما لم فسيتحمل المسؤولية عن كل ما سيترتب على استمرار تمرده".
وتابع ان "مسئولية الجيش الوطني هي الدفاع عن الوطن وحماية أمنه وسلامة أراضيه والتصدي لكل تمرد مسلح وما يترتب عليه من تقويض لمؤسسات الدولة وسلطتها الشرعية"، مؤكداً "ستقوم مؤسسة الجيش الوطني بكل مايلزم للحفاظ على الدولة ومؤسساتها وسلامة المواطنين".
يُذكر أن الانتقالي المدعوم من دولة الإمارات نفذ انقلاباً ضد الحكومة الشرعية في العاصمة المؤقتة عدن في أغسطس العام الماضي، ويسيطر حالياً بالقوة العسكرية على محافظات الضالع ولحج وعدن وأجزاء من أبين.
ومؤخراً أعلن المجلس ما سماه "الإدارة الذاتية للجنوب" وسيطر على مؤسسات الدولة في عدن وقام بإنشاء حسابات بنكية خاصة في البنك الأهلي تورد إليها إيرادات الدولة.
وخلال الاسبوع الماضي دفع الإنتقالي بالمئات من عناصره الى محافظة سُقطرى، وحاول السيطرة على عاصمة الإرخبيل حديبو، لكن القوات الحكومية تصدت له.