رمضان كريم

الدراما اليمنية برمضان.. كيف غذت الحرب الأفكار وغاب الواقع!

تعرض القنوات المختلفة في اليمن، مسلسلات متنوعة في شهر رمضان، يتابعها ملايين المواطنين داخل وخارج البلاد، خاصة حين ترتبط بقضاياهم وتعمل على مناقشتها أو معالجتها.

 

غالبا ما تكون الدراما اليمنية موسمية، كما هو الحال في معظم القنوات العربية، ربما بسبب الأجواء والطقوس التي تكون في رمضان بسبب تقوية الروابط الأسرية، وحرص الجميع على تبادل الزيارات.

 

برغم انتشار كورونا وتوقف بعض الأسر عن زيارة بعضها، إلا أن ذلك لم يقلل بشكل كبير من اهتمام اليمنيين بمتابعة المسلسلات المختلفة، التي كان أبرزها هذا العام "سد الغريب"، الذي يُعرض على قناة يمن شباب والمهرية، ودار ما دار في يمن شباب، وجمهورية كورونا في يمن شباب، وكذا غربة البن في السعيدة.

 

نبذة مختصرة

 

يعد سد الغريب من أبرز المسلسلات التي يتم عرضها خلال رمضان الجاري، ويناقش كثيرا من القضايا المرتبطة بحياة المواطن اليمني، من بينها مشكلة المياه، والفقر، والغدر، والثأر.

 

أما مسلسل دار ما دار، فيناقش يوميا قضية مختلفة، وأحيانا يتم إفراد حلقتين متتابعتين لبعض القضايا، ويقدم عبره دروس مفيدة وقريبة من الواقع.

 

جمهورية كورونا أيضا واحد من المسلسلات الترفيهية، التي ركزت على فيروس كورونا المستجد المنتشر حاليا في مختلف الدول، وهو توعوي يلخص ما يتعلق بالوباء والمشكلات التي يواجهها السكان بسببه.

 

مسلسل غربة البن (الجزء الثاني)، ركز في جزئه الأول على البن اليمني وشهرته وعكس الحياة الريفية ومعاناة الأسر اليمنية خاصة بسبب الاغتراب، وفي هذا الجزء يتم إكمال قصص أبطاله التي لم يجد لها المشاهد إجابات في العام الماضي، ويلاحظ تغير شخصيات عدد من الممثلين فيه. 

 

مدى قربها من الواقع

 

برغم بعد الدراما اليمنية هذا العام عن الجانب السياسي، وتركيز أغلبها على الترفيه، والتوعية بكورونا، إلا أن ذلك كما ترى إفتهان محمد قاسم لا يعكس واقع اليمنيين المثخن بالجراحات.

 

تقول لـ"الموقع بوست" إن الحرب أوجدت كثيرا من القضايا، والواقع به معاناة لا يمكن وصفها، وكل مواطن أصبح قصة بسبب ما مر به ولا زال خلال أكثر من خمس سنوات.

 

الواقع لا يعني الحديث عن كورونا ومحاصرتنا كمشاهدين بهذا الفيروس، مضيفة أيضا أنه يتم تصوير حياة أبطال المسلسل في بعض المسلسلات بأنها باذخة في الوقت الذي يعاني أغلب المجتمع اليمني من الفقر، وفق إفتهان.

 

وأضافت أن مسلسل سد الغريب جميل، لكن الخلط بين الحاضر والماضي يجعلنا غير قادرين على تتبع أحداثه والربط بينها بسهولة.

 

أصداء من مواقع التواصل الاجتماعي

 

تقييم الأعمال الدرامية لم يعد يقتصر على النقاد فقط، فعبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبح بإمكان المتابع العادي إبداء رأيه فيها، وهو ما يحدث الآن، فلاحظنا تعليقات كثيرة حول أعمال هذا الموسم تنوعت ما بين المدح والذم لها، خاصة بسبب الأخطاء الكثيرة التي ظهرت في بعض المسلسلات.

 

فالكاتب فيصل الحذيفي رأى أن مسلسل سد الغريب متميز ومهني، بذل فيه فريق الإعداد والتمثيل مجهودا معتبرا في كل التفاصيل دون سهو.

 

 

 

ومن بين إيجابياته كما يقول اختيار الموضوع الاجتماعي، وصراعات المجتمع كما هي في أرض الواقع.

 

في المقابل ذكر أن أسوأ ما في الدراما اليمنية المعروضة التهريج، وعدم التفريق بين ذلك المصلح والكوميديا، أو النص "الملفلف"، والقصة السطحية بدون إبداع.

 

أما الصحفي هاني الجنيد، فينتقد تسمية أحد المسلسلات بـ"جمهورية كورونا"، معتبرا ذلك إساءة إلى اسم الجمهورية.

 

 

 

ورأى أيضا أن هناك رسائل سلبية يتم إيصالها عن طالبي اللجوء وكأنهم بدون أي قضايا ولا يستحقون أي حماية، رافضا كذلك الإساءة لفكرة المقاومة والنضال ورفض التسلط والفساد.

 

وبشكل ساخر انتقد الصحفي توفيق الشرعبي الإعلانات الكثيرة التي تسبق وتتخلل المسلسل بشكل مباشر وغير مباشر للممول لمسلسل غربة البن قائلا: "أنتم عارفين ليش جابوا لمحمد قحطان دور الأعجم والمشلول في مسلسل غربة البن؟؟ لأن الكريمي اكتشفه وهو يتعامل مع النجم".

 

 

 

من جهته أشار الكاتب الصحفي فهد سلطان إلى تقصير الدراما اليمنية في معالجة أكثر القضايا التي تمس المجتمع خاصة في هذا التوقيت، وقال إن كل الظواهر يسهل حلها ومناقشتها إلا مشكلة الإمامة في اليمن، تذهب الدراما في كل الاتجاهات وعند هذه القضية تبرد أعصابها.

 

وتابع "لو كنا في بلد آخر ولهم عدو لدود كالإمامة، كانت الأفلام والمسلسلات وقبل ذلك الفن بكل تشكيلاته تسابق على دراسة وعرض هذه القضية وتعريتها بكل الوسائل وقبل ذلك تحصين المجتمع".

 

 

 

وتساءل "هل لليمنيين قضية يمكن أن تشغلهم غير هذه القضية، وهل هناك نبل لكاتب أو مخرج أو ممثل سوى أن يتناول هذه القضية، فيبرزها كما هي للداخل والخارج"، مؤكدا فشلنا في عرض هذه القضية للعالم. 

 

وتطرق سلطان إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به الدراما، قائلا إنها أكثر تأثيرًا من خطيب الجامع والكتاب في المدرسة والمحاضرة والندوة والمقالة.

 

وبرغم انتقاد الجنيد لجمهورية كورونا، إلا أن الناشطة وئام الأكحلي تعتقد أن المسلسل لطيف، ولا داعي لكل ذلك الهجوم عليه، مؤكدة أن المهم هو تطور الدراما اليمنية.

 

 

 

وأشادت بمسلسل سد الغريب الذي تألق نجومه، فضلا عن قصته وحبكته التي وصفتها بالإبداعية.

 

وإضافة إلى المسلسلات المختلفة، هناك برامج متنوعة بينها طائر السعيدة الذي به عدد من الفقرات الترفيهية والتثقيفية والبعض منها يعكس بساطة الإنسان اليمني خاصة في الريف، والتحدي والمواجهة وهو برنامج مسابقات، ورئيس الفصل الذي يناقش الذي القضايا السياسية الساخنة ويعرض على قناة بلقيس.