قال زعيم ميليشيا الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، عبدالملك بدر الدين الحوثي، إن حكومة المملكة العربية السعودية، مغتصبة للمسجد الحرام والمقدسات الإسلامية، وأن لا ولاية ولا مشروعية لسيطرتها على تلك المقدسات، داعياً إلى تحريرها لتكون تحت ولاية "المتقين".
جاء ذلك في محاضرة دينية، استمع لها "المصدر أونلاين"، وذلك ضمن سلسلة محاضرات يلقيها الحوثي خلال شهر رمضان، بثتها قناة المسيرة التي تتخذ من الضاحية الجنوبية لبيروت الخاضعة لحزب الله اللبناني، مقراً لها.
عبدالملك الحوثي في محاضرة أمس 19 مايو: النظام السعودي سيطر على مكة المكرمة والمسجد الحرام وشعائر الحج وهي سيطرة ظالمة لا مشروعية لهم فيها واستغلوها لحربهم على الإسلام لأن الولاية على المقدسات حصرية بمن يسميهم "المتقون". pic.twitter.com/iOZ8BHjbRi
— مأرب الورد (@mareb_alward) May 20, 2020
وأضاف إن ما يفعله النظام السعودي في المسجد الحرام وإدارته وتحكمه بشعائر الحج وصد البعض عن أداء الفرائض، "جريمة بحق تلك المقدسات ومن أكبر الجرائم" والتي سبقتهم إليها قريش بصدها الرسول والمسلمين ومنع شعائر الله.
وانطلق زعيم الجماعة في حديثه من خلال شرحه وتفسيره لآية {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} .
وأضاف الحوثي، في محاضرته أن الصد يحمل وجوه متعددة "مثلما كانوا يمنعون رسول الله –صلى الله عليه وسلم وآله من الحج ومنعوا معه المسلمين، وسمحوا لبقية الناس بالحج..هذا شكل من أشكال الصد".
وتابع إن الاجراءات المتبعة أخرجت شعائر الحج والعمرة عن مقاصدها وتحولت "مسألة استغلالية، فيستغلها لأشياء كثيرة: استغلال سياسي، وإعلامي، وتضليلي، واستغلال اقتصادي من خلال الدخل والعائد المادي الهائل جدًّا الذي يأتي له من خلال تلك المقدسات".
واشار الحوثي في كلمته إلى الخطر الإسرائيلي الذي يهدد المسجد الأقصى في فلسطين المحتلة بالتهدم الكلي وقال عنه "تهديد وجودي" وقال إن الخطر السعودي "للدور نفسه.. تهديد لطبيعة هذا الدور الذي أراده الله لتلك المقدسات".
وقال إن النظام السعودي يتعامل في الحرب باليمن بنفس أسلوب ودعاية "قوى الشرك" التي كانت تسيطر على المسجد الحرام "وأنهم يدافعون عن مكة لا يقتحمها محمد عسكرياً".
وأضاف ان المشروعية والولاية على المسجد الحرام وإدارة شؤون الحج والمشاعر المقدسة يجب أن تكون "حصرياً على المتقين"، في إشارة على ما يبدو إلى أحقيته وحلفائه بإيران ولبنان ممن يطلقون على أنفسهم "آل البيت".
واستطرد: " أما غير المتقين إذا سيطر، فسيطرته باطلة وظالمة، وليس له أي ولاية شرعية أبداً، مهما قدم نفسه، مهما حمل من عناوين، مهما فعل وصنع.. فالكافرون، والمشركون، والظالمون، والمفسدون، والضالون... كل الذين هم خارج عنوان التقوى في مفهومه الحقيقي لا ولاية لهم، مهما كانوا مسيطرين على المسجد الحرام، هم غاصبون، هم بحسب التوصيف القرآني غاصبون، ليس لهم ولاية؛ إنما اغتصاب، اغتصبوا المسجد الحرام، واغتصبوا شعائر الحج، واغتصبوا تلك المشاعر، واستغلوها، ووظفوها وأداروها بطريقتهم، وبما يحلو لهم، وبما يناسبهم، وليس وفق منهج الله".
وفي كل ليلة من شهر رمضان من كل عام، يلقي الحوثي محاضرة مصورة يستعرض فيها آيات من القرآن ويحاول إسقاط قصص "المشركين" و"المنافقين" و"الخاسرين" و"اصحاب النار" على خصوم جماعته من اليمنيين والحكومة اليمنية الشرعية والتحالف الداعم لها بقيادة السعودية، وكذا خصوم إيران وحلفاءها في لبنان والعراق.