يستمر الجدل الذي اندلع قبل أيام بين المغاربة، بعد إطلاق أسماء سلفيين متشددين من المشرق على أزقة في مدينة تمارة المجاورة للعاصمة الرباط.
وفي الوقت الذي استغرب فيه رئيس المجلس البلدي، وهو قيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي، إثارة هذه الضجة في هذا التوقيت علما أن القرار اتخذ قبل 14 عاما، يتساءل ناشطون كيف تم السماح لهذا المجلس باختيار هذه الأسماء؟ ودعوا إلى محاسبة من يكون قد ساهم في تحريف مضمون قرار، ينص على تسمية هذه الأزقة بأسماء أصحاب النبي محمد، وليس حاملي الفكر المتشدد.
وعبر الكثير من المغاربة عن رفضهم لهذا الاختيار، بحكم أن هذه الأسماء لا تربطها أي صلة بالبيئة الدينية المغربية الميالة إلى الوسطية، والتي تزخر بالعديد من العلماء والمفكرين.
وبنفس النبرة، احتجت مجموعة من سكان المدينة على هذا الاختيار عبر عريضة، نشر مضامينها أحد المواقع المغربية الإلكترونية طالبوا فيها بـ"سحب هذه الأسماء وتعديل مقرر تسمية هذه الشوارع والأزقة بتسميات تنهل من الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية وتقديم مجموعة اقتراحات حول أعلام ورموز الفكر والفن والرياضة ورجالات المقاومة المغربية".
وكشف رئيس المجلس البلدي للمدينة والقيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي موح الرجدالي في تصريحات صحفية أن اختيار هذه الأسماء ليس وليد اليوم، وإنما يعود إلى 2006 بموجب قرار جماعي، صوت عليه أعضاء المجلس بمن فيهم المحسوبون على المعارضة.
وتضم قائمة السلفيين التي أثارت هذا الجدل، خالد الجبير، وهو عقيد في الجيش السعودي معروف بتشدده للوهابية ومعروف بمشاركته الواسعة في الحرب على اليمن، وخالد سعود الحليبي إمام مسجد بالدمام في السعودية، وكذلك المفتي المصري أحمد النقيب المعروف بمواقفه المتشددة من عمل المرأة وخروجها من البيت وله فتويان مشهورتان، الأولى مساندة لهدم تماثيل بوذا من طرف جماعة طالبان المتطرفة، والثانية في جواز قتل المعارض الشيعي السعودي نمر النمر.
وكذلك خالد السلطان، وهو نائب برلماني كويتي متشدد سبق له أن ظهر في صور مع "مجاهدين" في تنظيم "النصرة" الإرهابي بسوريا وغيرهم.
المصدر: france24