قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، إن هناك عدة مخاطر تهدد الشعب اليمني، إلى جانب ما تشكله جائحة كورونا المستجد من تهديد مرعب لحياة الملايين من اليمنيين.
وأضاف غوتيريش خلال افتتاحه أعمال مؤتمر المانحين لليمن 2020م، الذي بدأت أعماله برئاسة السعودية مساء اليوم الثلاثاء، أن المرافق الصحية في اليمن تعاني من نقص في الأجهزة الطبية وخاصة أجهزة التنفس وسيارات الإسعاف مما فاقم من أزمة فيروس كورونا ، كما أن المستشفيات التي تعمل لا يوجد فيها مصادر طاقة معتمدة.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من إغلاق أكثر من 30 برنامجًا إنسانيًا أمميا في اليمن العام المقبل نظرًا لنقص التمويل.
وتابع: يجب ضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية.. المنظمات الدولية لا تملك ما يكفي من الأموال لتغطية الاحتياجات الإنسانية في اليمن، داعيا الجهات المانحة للدفع بسخاء وتمويل برامج العمل الإنساني الملحة في اليمن .
وجدد غوتيرش دعوته، لوقف إطلاق النار للتخفيف عن المدنيين، وقال "أمامنا وقت عصيب ونحن الآن قد نواجه معدلات وفاة عالية إذا لم يتم التصرف بشكل عاجل "وفق ما جاء في وكالة واس.
من جهته، وأوضح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في كلمته خلال المؤتمر، أن الوضع الإنساني في اليمن بالغ الصعوبة مع انهيار القطاع الصحي وتدهور الأوضاع المعيشية وانتشار المجاعة والنزوح والأمراض خاصة مع تفشي جائحة كورونا مؤخرًا .
وأضاف "ينتشر كوفيد-19 بسرعة في جميع أنحاء البلاد، تشير البيانات المتاحة إلى معدل أعلى بكثير من الإصابة والوفيات مما هو عليه في العديد من البلدان الأخرى، تقوم المرافق الصحية بصرف الأشخاص لأن نسبة الإشغال كاملة بالفعل أو ليس لديهم ما يحتاجون إليه لعلاج الأشخاص المصابين بالفيروس".
وتابع لوكوك، وفق نص خطابه الذي اطلع المصدر أونلاين على مضمونه، "اليمنيون أنفسهم يقولون أن الأمور أسوأ مما كانت عليه في أي وقت في التاريخ الحديث".
وأعرب عن أمله بأن يقدم العالم أجمع تبرعات لليمن تفي بجميع احتياجاته لليمن وشعبه، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة لديها خطة قابلة للتنفيذ، وتقوم بتقديم الإغاثة والمساعدات الإنسانية لأكثر من 10 ملايين شخص في اليمن مما ساعد على إعادة اليمن إلى الأوضاع الطبيعية نسبياً.
وقال " لابد أن نكون قادرين على مساعدة الأسر اليمنية وعلى مجابهة فايروس كورونا والحصول على الاحتياجات الاساسية للبقاء بأمان من هذا الفايروس" .
وأوضح لوكوك أن "تقديم المساعدات الإنسانية في اليمن ليس أمراً سهلا، ونحن بحاجة إلى المزيد من الجميع، إذا أردنا مواصلة هذا العمل".
وأشار لوكوك إلى صعوبات تواجه تقديم المساعدات في اليمن، وحاجة المنظمات الأممية لمزيد من الدعم الدولي لمواصلة العمل الإغاثي والانساني، وأضاف : "نحن نحتاج من السلطات خاصة في الشمال (في إشارة للحوثيين) ، إنهاء القيود غير المقبولة التي تعيق برامجنا، ولقد شهدنا مؤخراً تقدماً ملموساً في عديد من القضايا وهو أمر إيجابي ونريد البناء على ما تم تحقيقه. لن ما زلنا بحاجة إلى المزيد".
وحذر لوكوك "من أن قطع التمويل عن جزء من البلد أو آخر بسبب القلق بشأن سلوك أولئك الذين يسيطرون، هو بمثابة عقاب جماعي للأبرياء والضعفاء.
وطالب باستكمال تمويل البرامج السابقة من الدول المانحة، وأن تكون هناك آلية تمويل مرة لتقديم هذه المساعدات ليستطيع اليمن النهوض مرة أخرى .
وختم لوكوك إحاطته بالقول "سوف نسمع الآن منكم جميعاً ما إذا كان العالم مستعداً لمشاهدة اليمن يسقط في الهاوية أو بدلاً من ذلك (خاصة وأننا ما ولنا نستطيع) سنقوم بمنع ذلك من الحدوث".
وتأمل الأمم المتحدة، أن تحصل على 2,4 مليار دولار أمريكي، لتمويل الاستجابة الانسانية التي تقودها منظماتها منذ سنوات في اليمن، إضافة إلى مواجهة جائحة فيروس كورونا الذي بدأ يتفشى بشكل سريع وكبير في عموم اليمن.