فشل مؤتمر المانحين بشأن اليمن، والذي استضافته الأمم المتحدة والسعودية الثلاثاء، في جمع المبلغ المطلوب للمساعدات الإنسانية، تزامنا مع تزايد التحذيرات الأممية بشأن حدوث كارثة.
وجمعت الأمم المتحدة في المؤتمر 1.35 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لليمن، إلا أن هذا الرقم يوازي نحو نصف التمويل المطلوب والبالغ 2.41 مليار.
ويأتي المؤتمر الذي عقد عبر الفيديو ونظمته السعودية بالشراكة مع الأمم المتحدة، في توقيت تحذر فيه منظمات إغاثة من أن وصول فيروس كورونا، ينذر بكارثة بسبب القطاع الصحي المنهار بفعل سنوات الحرب.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمته الافتتاحية: "نحن في سباق مع الزمن" لمنع كارثة في اليمن، مضيفا أن "وكالات الإغاثة قدرت بنحو 2.41 مليار دولار التمويل المطلوب لتغطية المساعدات الإنسانية من حزيران/ يونيو وحتى كانون الأول/ ديسمبر، بما في ذلك برامج مكافحة كورونا.
وحذّر غوتيريش بأن غياب التمويل المطلوب سيؤدي إلى توقف أكثر من 30 برنامجا أساسيا من أصل 41 للأمم المتحدة في اليمن في الأسابيع القليلة المقبلة، داعيا إلى "تحرك عاجل".
لكن المؤتمر جمع نصف التمويل المطلوب، مع تعهد 30 دولة بتقديم 1.35 مليار دولار.
ورحّب الأمين العام للمجلس النروجي للاجئين يان إيغلاند بـ"التعهّدات التي أطلقت الثلاثاء، "لكنه أكد أنها لا تكفي" لتخفيف المعاناة"، مضيفا أن ملايين اليمنيين يواجهون خطر المجاعة والجائحة.
وبالإضافة إلى غويتريش، شارك وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ومساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في المؤتمر.
ويحظى المؤتمر بدعم سعودي، حيث تعهد الرياض بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 500 مليون دولار، وهي أكبر مساهمة تم التعهد بها في المؤتمر.
في المقابل، لم تتعهد الإمارات شريكتها في التحالف العربي في اليمن بأي مبالغ.
وأعلنت بريطانيا الثلاثاء، عن حزمة مساعدات جديدة لليمن بقيمة 200 مليون دولار، أما الولايات المتحدة فأعلنت أنها ستقدم 225 مليون دولار، فيما أعلنت ألمانيا مساعدة بقيمة 125 مليونا.
وكان لوكوك أكد أنه يتعين جمع 180 مليون دولار لمكافحة وباء كوفيد-19.
وبحسب غويتريش فإنه في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة اليمنية، تفيد التقارير أن معدلات الوفيات بالفيروس من بين "الأعلى في العالم"، لافتا إلى أن "نصف المرافق الصحية في العمل فقط تعمل، وهناك نقص في أجهزة الاختبار والأوكسجين وسيارات الإسعاف ومعدات الحماية الأساسية".
ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة، وقامت السعودية التي تقود تحالفا عسكريا في اليمن ضد الحوثيين، بتقديم مليارات الدولارات كمساعدات للبلد الفقير.
وحذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من وقف مجموعة من برامج المساعدات في اليمن خلال الأسابيع المقبلة، بسبب نقص التمويل.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ينس ليركي: "إذا لم نتمكن من الحصول على أموال، فإن البرامج التي تحافظ على حياة الناس والتي تعد ضرورية للغاية لمكافحة وباء كوفيد-19 سيتحتم وقفها".
وتشمل هذه البرامج "فرق الإغاثة السريعة لكوفيد-19" التي تملك بحسب ما ذكر ليركي تمويلا يكفيها لمواصلة عملها ستة أسابيع فقط.
من جانبه، اعتبر المتحدث باسم المتمردين الحوثيين محمد عبد السلام أن "اللجوء إلى تنظيم مؤتمر للمانحين في ظل استمرار العدوان والحصار هروب من أصل المشكلة"، بحسب ما نقلت عنه قناة المسيرة المتحدثة باسم المتمردين.
كارثة الوباء
ودعا مسؤولون كبار في منظمات أممية مختلفة في اليمن إلى مساعدات دولية عاجلة، وقال بيان مشترك صادر عن "يونيسف" وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية: "نحن قلقون بشكل متزايد من الوضع في اليمن" مؤكدا أن "الوقت يدهمنا".
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" حذرت الشهر الماضي من "كارثة" في اليمن، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن من المرجح أن يكون فيروس كورونا المستجد تفشى في غالبية أنحاء اليمن، بينما أعلنت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا تسجيل بضع مئات من الإصابات رسميا.