بدلاً من الاعتراف بالجريمة التي قبض عليهم متلبسين بها، والتراجع عنها، اتجه الحوثيون، كما هي عادتهم، إلى ترديد الأكاذيب بشأن قضية "الخُمُس" التي فجرت الجدل اليوم وجلبت انتقادات وهجوم واسع ضدهم.
كان الحوثيون أصدروا ما أسموه "اللائحة التنفيذية لقانون الزكاة" يميزون فيها من وصفوهم بـ"بني هاشم"، عن اليمنيين وعامة المسلمين.
نصت تلك اللائحة على أنه "يجب الخمس 20% في الركاز والمعادن المستخرجة من باطن الأرض أو البحر أياً كانت حالتها الطبيعية جامدة أو سائلة كالذهب، الفضة، النحاس، الماس، العقيق، الزمرد، الفيروز، النفط، الغاز، القير، الماء، الملح، الزئبق، الأحجار، الكري، النيس، الرخام، وكل ما كان له قيمة، من المعادن الأخرى، وكل ما استخرج من البحر كالسمك واللؤلؤ والعنبر وغيره، والعسل إذا غنم من الشجر أو الكهوف".
وحددت اللائحة طرق صرف "الخُمُس" وحددت من وصفتهم بـ"بني هاشم" كمستفيدين من تلك النسبة وقالت إنهم " حرمت عليهم الصدقة فجعل الله لهم الخمس عوضاً عن الزكاة والأولى أن تصرف في فقرائهم".
وتعرضت الجماعة لهجوم واسع من قبل اليمنيين على وسائل التواصل الاجتماعي ورأوا أن إصدار مثل هذه اللائحة "يعري عنصرية هذه الجماعة".
ورداً على تلك الانتقادات خرج الحوثيون يحاولون تبرير ذلك وتغطية "الفضيحة"، ولكن تلك التبريرات جلبت المزيد من النقد والهجوم ضدهم.
واحدة من أقوال الدفاع البائسة التي حاولوا ترويجها هي القول أن قانون الزكاة صدر في عام 1999م، في زمن الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكن الحقيقة هي أن النصوص العنصرية وتحديد "بني هاشم" كمستفيدين مما يسمى "الخُمس" لم ترد في ذلك القانون، بل وردت في اللائحة التي أصدروها في 6 رمضان، وتسربت مؤخراً لوسائل الإعلام.
وفي حين حاول الكثير منهم إنكار ما ورد في اللائحة، اعترف آخرون بصدور قرار بشأنها معتبرين ذلك حقاً لهم.
الحوثي، شمسان أبو نشطان، المعين رئيساً لهيئة الزكاة قال إن الوثيقة التي تم تناولها من قبل من وصفه "إعلام العدوان ومرتزقته" ليست بالجديدة، وردد أكذوبة أن "القانون صدر في 1999م"، وقال إن إثارة هذا الموضوع من قبل العدوان يأتي في سياق استهداف الهيئة العامة للزكاة وأنشطتها.
وأضاف أن "هذه الأبواق المأجورة والتي ساهمت في قتل أبناء الشعب اليمني وتدمير ممتلكاته، وتجويعه بالحصار، تحاول اليوم تحاول تشويه الهيئة العامة للزكاة لأهداف عدوانية خبيثة".
وتابع أن الحملة تأتي "في سياق مخطط أكبر تقوم به دول العدوان".
وقال إعلامي حوثي، يدعى زيد البعوة ان "مرتزقة العدوان ثارت حفيظتهم فجأة حول الزكاة ومصارفها ويثرثرون حول الخمس، الموضوع ليس الزكاة ولا الخمس، الموضوع هو التأثير الإيجابي التي (الذي) تركته الزكاة حين تم صرفها وفق ما يريده الله والزكاة صنعت أثراً قوياً في الجانب العسكري وهذا ما يؤلمهم".
وكتب آخر يدعى أحمد عايض: ينكرون فريضة الزكاة الركن الثالث في الإسلام، وينكرون الخمس الشعيرة الدينية التي ذكرها الله في القرآن".
وقال ثالث، عبدالرحمن الأهنومي، إن الخمس "يصرف للفقراء من المسلمين كافة بما فيهم فقراء بني هاشم وكذا مساكينهم وابن السبيل منهم"، وأضاف "فقراء بني هاشم تم استثناؤهم من مشروع الصدقات الذي هو الزكاة لوجود نص نبوي يحرم ذلك فأجيز لهم الخمس".