العالقون اليمنيون في الخارج بسبب كورونا

3 طائرات ومطار واحد.. بانتظار آلاف اليمنيين العالقين في مطارات العالم

خلود الحلالي

أكثر من 18 ألف يمني علقوا في بلدان عدة، منذ إعلان الحكومة منتصف مارس (آذار) الماضي، إغلاق المجال الجوي، وتوقف حركة الطيران ضمن إجراءات عدة للوقاية من فيروس كورونا.

طال انتظار اليمنيين العالقين، لموعد عودتهم، ويبدو أنه لا زال أمامهم الكثير من الإجراءات لتحديد أولوية سفر كل شخص بناء على عوامل عدة، من بينها أولوية الحجز قبيل الحظر، والظروف الخاصة به فيما إذا كان مريضاً، أو مقيماً، أو طالباً.
الحكومة اليمنية أعلنت بروتوكولاً لإعادة العالقين في الهند، والأردن، ومصر، والسودان، وأرسلت تعليماتها للسفارات والقنصليات في البلدان المعنية، إضافة إلى توجيه الخطوط الجوية اليمنية بإنجاز الترتيبات اللازمة لتسيير الرحلات المطلوبة لنقل العالقين.

فحص كورونا شرط للعودة

الحكومة ألزمت العائدين جواً الخضوع لفحص طبي شرطاً لقبول سفرهم، ودخولهم المطارات اليمنية، على نفقة الدولة فقط لمن تنطبق عليهم الشروط، ومن أظهرت نتائج الفحوصات إصابته، فإنه يخضع لحجر صحي في البلد الذي يتواجد فيه لتلقي العلاجات اللازمة، ومن ثم ينتظر دوره من جديد للعودة إلى بلده.
أعلنت القنصلية اليمنية في مومباي، والسفارة اليمنية في عمان، والقاهرة تعاقدها مع مختبرات، وشركات طبية لإجراء فحوصات الكشف عن كورونا لليمنيين الراغبين في العودة على نفقة الحكومة.

آليات وأولويات إعادة العالقين

يقول وزير شؤون المغتربين اليمنيين الدكتور علوي بافقيه إن الحكومة “راعت في بروتوكول إعادة العالقين المعد من قبل اللجنة الوطنية للطوارئ وضع العالقين اليمنيين في الخارج، بموازاة العمل على مكافحة انتشار فيروس كورونا من خلال التأكد من سلامتهم، وبذلك تم مزج خطة الإعادة مع الإجراءات الصحية المتبعة عالميا”.
يضيف الوزير بافقيه لـ”اندبندنت عربية” أن بروتوكول إعادة العالقين “شدد بتحديد الأولوية للمسافرين العالقين بحسب أقدمية حجز التذاكر على طيران اليمنية، كما أعطى الأولوية بحسب طبيعة وجود العالقين في الخارج بتعريفهم بأنهم الذين سافروا لأغراض مؤقتة مثل العلاج، أو الزيارة، أو غيرها، منوهاً أن من لديهم إقامات في الدول التي هم فيها، لا يعتبرون عالقين في هذه المرحلة، ويتم التعامل معهم في المرحلة التالية”.
في بيان صادر عن السفارة اليمنية في القاهرة دعت جميع العالقين الذين تحدد موعد سفرهم إلى إجراء فحص كورونا كشرط لقبول سفرهم، مؤكدة أنه لن يتم قبول أي مسافر في المطار إلا بشهادة الفحص الطبي من المختبر المعتمد، المختومة من السفارة اليمنية في القاهرة، وكذلك برسالة تأكيد الحجز المرسلة هاتفياً من الخطوط الجوية اليمنية.
وأفادت السفارة أنها ستتواصل مع المسافرين على ثلاث مراحل متتالية، بحيث ستبدأ في المرحلة الأولى بالتواصل مع جميع المسافرين الذين لديهم حجوزات مسبقة على الرحلات الملغاة أثناء فترة الحظر، الذين تشتمل حجوزاتهم أرقاماً للتواصل في مصر، وذلك بحسب الأقدمية، على أن يتم إبلاغ المسافر بموعد رحلته وإجراءات السفر.
بحسب بيان السفارة فإنها ستتواصل في المرحلة الثانية مع المسافرين الذين قاموا بإرسال بياناتهم عبر النموذج الخاص بالسفارة، على أن تقوم الخطوط الجوية اليمنية في المرحلة الثالثة بإعلان أرقام هاتفية لاستقبال طلبات الحجز من المسافرين الذين لم يتم الاتصال بهم في المرحلتين الأولى والثانية.

تحديات لوجستية
من بين التحديات اللوجستية التي تواجه عملية الإعادة، الإجراءات اللازمة المطلوب إنجازها مع الجهات ذات العلاقة في البلدان التي يتواجد فيها العالقون اليمنيون، لتسيير رحلات جوية لنقلهم، ناهيك عن أنه لا يوجد سوى ثلاث طائرات يمنية لنقلهم، ومطار واحد هو مطار سيئون في ظل إغلاق مطار عدن، كون المدينة تم الإعلان أنها مدينة موبوءة، فيما لا يزال مطار صنعاء مغلقاً منذ ما يقارب ثلاث سنوات.
لتجاوز هذه التحديات يؤكد وزير شئون المغتربين اليمني أن لجنة الطوارئ حددت مطاري سيئون، والريان لاستقبال العالقين في الرحلات الأولى، مع إمكانية استخدام مطارعدن بالتنسيق مع التحالف، لافتاً إلى أن الحكومة تعمل للترتيب لشركات الطيران الأخرى كطيران السعيدة، وبلقيس اللتين لديهما حجوزات لعالقين يمنيين لترتيب عودتهم بموجب تذاكرهم السابقة.

صعوبات تبطئ من سرعة العودة

على الرغم من أن صبر كثير من العالقين اليمنيين بدأ ينفد مع تزايد معاناتهم، وتفاقم أوضاعهم إلا أن الوزير بافقية يؤكد أن الحكومة تعمل بجدية لإنهاء معاناة العالقين في الخارج بأسرع وقت ممكن، إلا أن هناك عدداً من الإشكاليات والتحديات التي تصادف عمل اللجنة الوطنية للطوارئ، تؤثر على سرعة تنفيذ عملية الإعادة خلال فترة زمنية وجيزة.
وقال بافقية إن ارتفاع أعداد الراغبين بالعودة سواء من كانوا يقضون الإجازة الصيفية، أو من فقدوا وظائفهم، أو الطلاب الدارسين في الخارج، هو ما يصعّب من سرعة العودة.

وأفاد أن من بين التحديات ارتفاع تكلفة عودة العالقين في ظل مغادرة الطائرات فارغة من اليمن باتجاه المدينة التي يتواجد فيها العالقون في الخارج.

ولفت إلى الحاجة إلى ضرورة تجميع العالقين، والراغبين بالعودة في بعض الدول كالهند، إلى المطار الرئيس في بلد المغادرة، الذي تستعمله اليمنية، وكذا صعوبة إجراءات فحوصات pcr، بسبب عدم توفرها للأعداد الراغبة في السفر، أو الارتفاع الكبير في أسعارها.

الخطوط اليمنية… معاناة

يقول مصدر في شركة الخطوط الجوية اليمنية طلب عدم الكشف عن هويته، إن الشركة ستتعرض لخسارة كبيرة نتيجة تسيير رحلات إعادة العالقين، كون الطائرة ستذهب إلى مطار تجمع اليمنيين من دون ركاب ما يزيد من النفقات التشغيلية، ناهيك عن أن الخطوط الجوية اليمنية كباقي شركات الطيران تعاني من صعوبات نتيجة توقف الرحلات منذ عدة أشهر.
وأوضح المصدر أن كثيرين يوجهون سهام الانتقاد لليمنية، فيما الشركة تحاول وتسعى للقيام بواجبها الوطني بكل صمت على الرغم من المعاناة التي تشهدها.
وقال أرسلنا طلب تسيير الرحلات إلى الجهات المختصة في الهند، ومصر، والأردن، والسودان ،وقد تلقينا الموافقة من عدد من هذه البلدان، وأعلنا عن جدولة أكثر من 30 رحلة سنعمل على تسييرها خلال شهر يونيو (حزيران) الحالي لنقل العالقين اليمنيين.

*نقلا عن “اندبندنت عربية”