شبه مفتي جماعة "الحوثي" من يصفون أنفسهم بـ"الهاشميين" بناقة صالح التي قال إن الله فضلها وخصص لها شرب يوم مقابل يوم معلوم لقوم صالح، معتبراً ذلك ابتلاءً من الله وليس "عنصرية".
وبثت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين خطبة لـ"شمس الدين شرف الدين"، الذي وصفته بـ"العلامة"، و"مفتي الديار اليمنية" ألقاها في جامع الشوكاني بالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وادعى المفتي الحوثي أن موضوع "الخُمس" وتسليمه لـ"الهاشميين" تسليم بأمر الله، وقال إنه ابتلاء من الله وليس عنصرية، كما "فُضّلت الناقة التي ابْتُلِي بها قوم صالح؛ فكان لها شرب ولهم شرب يوم معلوم"، بحسب نص كلامه.
واستطرد: هذا من باب الابتلاء الإلهي وليس من باب العنصرية؛ والناس عند الله سواسية كأسنان المشط.
وامتلأت الخطبة، التي استمع إليها محرر "المصدر أونلاين" بالكثير من الأفكار والآراء الصادمة.
واعتبر شمس الدين شرف الدين معارضة الخمس، الذي قال إنه لا يختلف عليه اثنان، من "زلات القدم والعياذ بالله". وقال إن من يعارض الخمس وحق بني هاشم فيه من "المحاربين لأمر الله وأمر رسول الله".
وقال: اليوم يشنون الغارة ويرفعون عقيرتهم على من يريدون أن يطبقوا شرع الله في أرض الله بين عبادالله.
وقَرَنَ الخمس بالإيمان بالله، وقال إنه واجب وجوب الصلاة والزكاة والصيام والحج، واعتبر الهجوم الذي تعرضت له الجماعة على خلفية "تشريع الخمس" بأنه تحريش بين المسلمين، مشيراً إلى أن الذي يحرش بين المسلمين "لا يدخل الجنة".
وعدد الخطيب الحوثي الأشياء التي يجب فيها الخمس، وهي نفس التي ذكرت في لائحتهم من الغنائم وباطن الأرض من معادن ونفط وأحجار وملح وحتى المياه التي قال إن أصحاب شركات المياه يحققو أرباحاً "خيالية وهائلة".
وتابع أن الخمس كان مغيباً لمصلحة ناس آخرين، "غيبوه عن أذهان الناس وقلوب الناس وعقول الناس من أجل مصلحة أناس محددين، ولذلك شنوا هذه الغارة".
وزعم الخطيب الحوثي أن "قانون الخمس والركاز وقانون الزكاة قد أقر سنة 1999م، عندما كان الإصلاح موجوداً تحت قبة البرلمان، والمؤتمريون تحت قبة البرلمان وكثير من الأحزاب التي وصلت للبرلمان كانت موجودة، وأقر هذا القانون وفيه مواد تحدثت وتكلمت بشكل صريح عن الخمس وعن الركاز".
وأضاف: واليوم يكتبون ويصدرون بيانات أنه يجب على مجلس النواب أن يصدر قانون يجرم العنصرية إشارة إلى "الخمس".
وتابع: قالوا هذا "يكرس العنصرية، لاحظوا كيف تزل بالناس الاقدام"، معتبراً معارضة الكثير للائحة التي أقرها الحوثيون "زلة قدم وعدم توفيق من الله أو رعاية منه لهم".
وتجاهل الخطيب الحوثي متعمداً أن الضجة التي أثيرت لم تكن بسبب قانون الزكاة الذي صدر عام 99م وإنما بسبب اللائحة التنفيذية للقانون التي أصدرها الحوثيون مؤخراً بقرار، وذكر فيها من وصفوا انهم "بني هاشم" كمستفيدين من موضوع "الخُمس".
وقال إن "الخمس لا يختلف عليه اثنان أنه مشروع وأنه من دين الإسلام وأنه مما شرعه الله سبحانه وتعالى ولا غبار عليه ولا نقاش في ذلك ولا جدال"، مستشهداً بما قال انه كتاب الزكاة للشيخ يوسف القرضاوي، وقال ماذا بعد ذلك من استدلال.
وأضاف: اليوم يشنون الغارات على من يريد أن يطبق شرع الله في أرض الله بين عباد الله، أليس هذا من زلة القدم؟.. عندما يرفعون صياحهم وبياناتهم أن هذا القانون يكرس العنصرية. أي عنصرية.. أنتم مؤمنون بالله ومؤمنون برسول الله مؤمنون بقول الله "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".
استطرد: الأمة مجمعة على فريضة الخمس كما أجمعت على وجوب الصلاة وعلى وجوب الزكاة وعلى وجوب الحج لم يختلف على ذلك اثنان، لا شيعي ولا زيدي ولا سني وشافعي وحنبلي إسماعيلي ظاهري، كل فئات ومذاهب المسلمين تقول بوجوب الخمس (...) ولو عاش الشافعي والمالكي وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل وسائر فقهاء المسلمين القدامى؛ لو عاشوا في وقتنا هذا لاتفقوا على وجوب الخمس في النفط والغاز وما استخرج من معادن حتى لشركات المياه المعدنية، التي اليوم تستثمر في المياه المعدنية وتدر عليها أموال خيالية.
وتابع: عندما يتحدث الناس عن إيجاد الخمس من أجل الناس وفقراء الناس وعامة الناس يشنون الغارة عليه .. لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيراً لكم. لقد غيب ذكر الخمس مع أنه أمر شرعي وأريد له بالعمد أن يغيب عن أذهاننا وعن قلوب الناس وعقول الناس ودين الناس وحياة الناس من أجل أن يحتكروا مال الأمة ولذلك شنوا هذه الغارة والحملة.
وقال ان الخمس يصرف على ستة أقسام؛ لله وللرسول ولذي القربى، وأجمع المسلمون على أن المراد بهم الهاشميون، لأنهم محرومون من الزكاة هذه قمة العدالة أو لا.
وحسب المفتي الحوثي "فالركاز كل ما ركز في الارض سائل أو صلب، وهذا ما اجمع عليه علماء المسلمين بمختلف مذاهبهم، وأنتم تعلمون ما يستخرج من الكسارات والنيس والكري وحتى المياه المعدنية، حتى يصبح أصحابها اغنياء ويؤثرون حتى في القرار السياسي للدول، هل يعقل أن لا يجب في هذه الأموال الباهضة شيء هل يعقل ذلك".
وقال الخطيب إن منع الله والرسول الصدقات عن آل البيت لأنها "أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد وآل محمد".
وكرر أن "إثارة غارة بشأن الخمس، يراد من ورائه شق الصفوف وإثارة الخلاف بين الإخوة واليمنيين عموما"، وقال "نحن نرفض العنصرية من ألفها إلى آخرها وأن العنصرية لا تجوز وأن الأحساب والأنساب يوم القيامة لا تغني ولا تسمن من جوع".
رابط الخطبة التي ألقاها شمس الدين شرف الدين اضغط هنا