دعا الشيخ القبلي والقيادي المؤتمري، ياسر العواضي، القبائل إلى الاحتشاد مجدداً في منطقته "ردمان" بمحافظة البيضاء وذلك، كما قال، "بعد استهداف الشعف لردمان بقذائف صاروخية" في إشارة للحوثيين.
والشعف هي منطقة بالبيضاء تنتمي لها القيادات الحوثية التي تشرف على محافظة البيضاء وتتحكم بالسلطات فيها، بحسب مصادر محلية.
وساد توتر الفترة الماضية بين رجال قبائل في البيضاء يتزعمهم العواضي، وميليشيا الحوثي على خلفية ارتكاب الأخيرة جريمة قتل امرأة من آل الأصبحي في مديرية "الطفة" بالمحافظة هي "جهاد الأصبحي".
وكان العواضي قد أعطى الحوثيين مهلة لحل القضية ومحاكمة الجناة قبل أن تتدخل وساطات الفترة الماضية، لكن وبعد مرور نحو شهر ونصف يبدو أن تلك الوساطة لم تصل لنتيجة.
وكتب العواضي: يعلم الله ما نسعى الا للسلام وحقن الدماء بكرامة وشرف وبعد استهداف الشعف لردمان بقذايف صاروخية في ظل وجود دور للوساطه ومشايخ البيضاء؛ فإني أدعو آل عواض من الجريبات الى المريه واصحابنا مستنير وآل الثابتي للاحتشاد فوراً، وتشكيل سرايا محور ردمان الدفاعيه وفق الخطةالسابقة للدفاع عن ردمان.
وأضاف: بعد مرور شهر ونصف من قضية العار وقتل الشهيدة جهاد ورفض تسليم الجناة للعدالة وماهو معروض حالياً من الوساطه فإني أدعو كل أبناء البيضاء ومارب وشبوه وكل القبائل التي تواصلت إيجابياً إلى الاجتماع حال وصولها هذا البلاغ خلال اليوم بردمان.
وتابع: أدعو الجميع لفزعة قبليه خالصة لاتخاذ القرار الذي يروه حال وصولهم اليوم إلى ردمان ومن تأخر وفا ومن حضر كفا ومن وصله البلاغ اخبر ذي وصله النابي، ولا نامت أعين الجبناء، ولله الامر من قبل ومن بعد.
يذكر أن العواضي هو الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي شكل مع الحوثيين تحالفاً لعدة سنوات منذ ما قبل إسقاط العاصمة صنعاء وتنفيذ الانقلاب ضد الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي.
وتعزز هذا التحالف بعد احتلال الحوثي للعاصمة ومحافظات أخرى، وشكل حكومة وسلطة مشتركة لكن العلاقة شهدت خلافات وتوترات تطورت إلى صراع عسكري محدود في العاصمة المحتلة صنعاء انتهت بمقتل الرئيس اليمني، رئيس حزب المؤتمر، علي عبدالله صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا، في 4 ديسمبر 2017م.
ورغم بقاء كثير من قيادات حزب المؤتمر في صنعاء، وبقاء الشراكة الشكلية للحزب مع الحوثيين، إلا أن تلك التطورات زعزعت الثقة بين الطرفين تماماً واضطرت بعض القيادات المؤتمرية إلى مغادرة صنعاء ومنهم العواضي الذي عاد إلى مسقط رأسه بالبيضاء.
بعد انتشار وباء كورونا عالمياً ووصوله إلى اليمن خرج العواضي في تنديد نادر مهاجماً مشرفي الحوثيين بالبيضاء الذين قال انهم لن يهتموا بصحة ومصالح الناس بقدر انشغالهم بالسلب والنهب.
وبعد مقتل المواطنة جهاد الأصبحي داخل منزلها؛ في 27 أبريل، لجأت أسرتها للعواضي، وقال حينها أحمد محمد الأصبحي والد الفتاة " نؤكد أننا تعرضنا لجريمة نكراء بانتهاك الحرمات العرض والأرض، بعد أن هجم الحوثيون بأكثر من ثلاثين طقم وبي ام ومدرعة وأسلحة ثقيلة وقتلوا ابنتي داخل بيتها ثم قاموا بنهب البيت".
وأضاف في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي"بعد الجريمة ذهب الشيخ الخضر عبد الرب الأصبحي(زعيم آل الأصبحي)، إلى صنعاء وأبلغ سلطات الحوثيين بما حصل وطالبهم بتسليم الجناة للعدالة ولكنهم ماطلوا القضية وتعمدوا إخفاء القتلة".
وتابع قائلاً "بعد عدم التجاوب من سلطات الحوثي ذهبنا الى الشيخ ياسر العواضي (زعيم قبيلة آل عواض) ومن معهم من قبائل ومشائخ محافظة البيضاء".
وبحسب مصادر فإن الجريمة الحوثية بحق المرأة جاء انتقاماً من والد زوجها حسين محمد الأصبحي، وذلك بعد أن عجزت عن اعتقاله، رغم تطويق منزله بالعناصر الحوثية من عدة اتجاهات.