يحيى سريع

"مرتزق".. ناطق الحوثيين يفقد صبره تجاه "العواضي"، والأمور ذاهبة إلى اللاعودة!

اتهم يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم ميليشيا الحوثي، الشيخ ياسر العواضي زعيم قبيلة آل عواض في البيضاء، بتفجير الوضع عسكرياً بمديرية "ردمان"، مسقط رأس الأخير.

وكان العواضي قد دعا القبائل إلى الاحتشاد مجدداً في منطقته "ردمان" بمحافظة البيضاء وذلك، "بعد استهداف ردمان بقذائف صاروخية" من قبل الحوثيين.

وقال متحدث الحوثيين العسكري في تصريح نقلته وكالة سبأ الحوثية، إن "ما حدث اليوم في منطقة آل عواض بمديرية ردمان في البيضاء اعتداءً واضحاً وسافراً على المواطنين والجيش واللجان الشعبية".

ويصف الحوثيون الميليشيا التابعة لهم بالجيش أو القوات المسلحة كما يصفون المجاميع المدنية التي تقاتل معهم بـ"اللجان الشعبية".

وأضاف سريع أن من وصفه بـ"المرتزق" ياسر العواضي قام بـ"الاعتداء على المواطنين ومواقع الجيش واللجان الشعبية بمساندة من قبل تحالف العدوان السعودي الأمريكي بكل أنواع الدعم المالي واللوجستي والتسليح والتدريب والانتشار في الجبال والتحريض الطائفي والمناطقي"، حسب قوله.

وتابع المتحدث انه سعى "لتفجير الوضع بالمنطقة، دون أي مبرر غير الانسياق مع دول العدوان وتنفيذ أجندتها بعد أن استلم مساعدات عسكرية وأموالاً وسلاحاً ورفض كل الوساطات".

واستطرد " بعد ظهر اليوم قام بتفجير الوضع بدعم مباشر من دول العدوان، وهو ما يحتم علينا في القوات المسلحة التصدي له والدفاع عن المواطنين وحفظ البلد وأمنه واستقراره"، داعياً "قبائل البيضاء وأحرار مديرية ردمان وعقال آل عواض الوقوف إلى جانب الدولة ضد قطاع الطرق وأدوات العدوان السعودي الأمريكي الذين يتاجرون بدماء المدنيين، حتى تأمين المنطقة وقطع دابر المعتدين"، حسب قوله.

ويبدو للمتتبع لتاريخ وسلوك هذه الجماعة أن هذه اللهجة مؤشر واضح على أنهم قرروا مواجهة قبائل أل عواض ومن معهم من القبائل عسكرياً.

وساد توتر الفترة الماضية بين رجال قبائل في البيضاء يتزعمهم العواضي، وميليشيا الحوثي على خلفية ارتكاب الأخيرة جريمة قتل امرأة من آل الأصبحي في مديرية "الطفة" بالمحافظة هي "جهاد الأصبحي".

وكان العواضي قد أعطى الحوثيين مهلة لحل القضية ومحاكمة الجناة قبل أن تتدخل وساطات الفترة الماضية، لكن وبعد مرور نحو شهر ونصف يبدو أن تلك الوساطة لم تصل لنتيجة.

واليوم كتب العواضي قائلاً : يعلم الله ما نسعى الا للسلام وحقن الدماء بكرامة وشرف وبعد استهداف الشعف لردمان بقذايف صاروخية في ظل وجود دور للوساطه ومشايخ البيضاء؛ فإني أدعو آل عواض من الجريبات الى المريه واصحابنا مستنير وآل الثابتي للاحتشاد فوراً، وتشكيل سرايا محور ردمان الدفاعيه وفق الخطةالسابقة للدفاع عن ردمان.

وأضاف: بعد مرور شهر ونصف من قضية العار وقتل الشهيدة جهاد ورفض تسليم الجناة للعدالة وماهو معروض حالياً من الوساطه فإني أدعو كل أبناء البيضاء ومارب وشبوه وكل القبائل التي تواصلت إيجابياً إلى الاجتماع حال وصولها هذا البلاغ خلال اليوم بردمان.

وتابع: أدعو الجميع لفزعة قبليه خالصة لاتخاذ القرار الذي يروه حال وصولهم اليوم إلى ردمان ومن تأخر وفا ومن حضر كفا ومن وصله البلاغ اخبر ذي وصله النابي، ولا نامت أعين الجبناء، ولله الامر من قبل ومن بعد.

يذكر أن العواضي هو الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام الذي شكل مع الحوثيين تحالفاً لعدة سنوات منذ ما قبل إسقاط العاصمة صنعاء وتنفيذ الانقلاب ضد الحكومة الشرعية التي يقودها الرئيس عبدربه منصور هادي.

وتعزز هذا التحالف بعد احتلال الحوثي للعاصمة ومحافظات أخرى، وشكل حكومة وسلطة مشتركة لكن العلاقة شهدت خلافات وتوترات تطورت إلى صراع عسكري محدود في العاصمة المحتلة صنعاء انتهت بمقتل الرئيس اليمني، رئيس حزب المؤتمر، علي عبدالله صالح والأمين العام للحزب عارف الزوكا، في 4 ديسمبر 2017م.

ورغم بقاء كثير من قيادات حزب المؤتمر في صنعاء، وبقاء الشراكة الشكلية للحزب مع الحوثيين، إلا أن تلك التطورات زعزعت الثقة بين الطرفين تماماً واضطرت بعض القيادات المؤتمرية إلى مغادرة صنعاء ومنهم العواضي الذي عاد إلى مسقط رأسه بالبيضاء.

بعد انتشار وباء كورونا عالمياً ووصوله إلى اليمن خرج العواضي في تنديد نادر مهاجماً مشرفي الحوثيين بالبيضاء الذين قال انهم لن يهتموا بصحة ومصالح الناس بقدر انشغالهم بالسلب والنهب.

وبعد مقتل المواطنة جهاد الأصبحي داخل منزلها؛ في 27 أبريل، لجأت أسرتها للعواضي، وقال حينها أحمد محمد الأصبحي والد الفتاة " نؤكد أننا تعرضنا لجريمة نكراء بانتهاك الحرمات العرض والأرض، بعد أن هجم الحوثيون بأكثر من ثلاثين طقم وبي ام ومدرعة وأسلحة ثقيلة وقتلوا ابنتي داخل بيتها ثم قاموا بنهب البيت".

وأضاف في فيديو نشر على مواقع التواصل الاجتماعي"بعد الجريمة ذهب الشيخ الخضر عبد الرب الأصبحي(زعيم آل الأصبحي)، إلى صنعاء وأبلغ سلطات الحوثيين بما حصل وطالبهم بتسليم الجناة للعدالة ولكنهم ماطلوا القضية وتعمدوا إخفاء القتلة".

وتابع قائلاً "بعد عدم التجاوب من سلطات الحوثي ذهبنا الى الشيخ ياسر العواضي (زعيم قبيلة آل عواض) ومن معهم من قبائل ومشائخ محافظة البيضاء".

وبحسب مصادر فإن الجريمة الحوثية بحق المرأة جاء انتقاماً من والد زوجها حسين محمد الأصبحي، وذلك بعد أن عجزت عن اعتقاله، رغم تطويق منزله بالعناصر الحوثية من عدة اتجاهات.

المصدر أونلاين