أعلنت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرتها على مديرية أمن سقطرى، وذلك بعد تحذيرات مصادر تحدثت لـ"عربي21" تحركات لها مدعومة إماراتيا في الجزيرة التي تشهد تمردا ضد الحكومة الشرعية.
ونقلت صحيفة "المشهد اليمني" عن مصدر حكومي، أن قوات المجلس الانتقالي الجنوبي سيطرت على مديرية أمن سقطرى، عقب اشتباكات مع القوات الحكومية في الجزيرة.
وأضاف أن إدارة أمن حديبو عاصمة محافظة أرخبيل سقطرى، أصبحت تحت سيطرة القوات التابعة للمجلس الانتقالي.
وسبق أن أفاد مصدر يمني مسؤول، مساء الخميس، لـ"عربي21"، بأن الوضع في أرخبيل سقطرى معقد جدا، والتوتر سيد الموقف، بعد تصعيد مليشيات المجلس الانتقالي المدعوم من أبوظبي، ومساعيه إسقاط مدينة حديبو، عاصمة الأرخبيل.
وأضاف المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه، أن "مليشيات الانتقالي مسنودة بمجاميع عسكرية متمردة انتشرت في مداخل مدينة حديبو، في مسعى لاجتياح المدينة مجددا، بعد انقلابها على اتفاق رعته القوات السعودية مساء الأربعاء".
وتابع بأن "المجاميع التابعة للانتقالي تتمركز حاليا في منطقة حيبق، بالقرب من حديبو، بعدما عبرت حاجزا تابعا للتحالف الذي تنتشر فيه قوات سعودية، دون أن يتم إيقافها"، مؤكدا أن "مدرعات وأطقم المليشيات مرت من النقطة التابعة للقوات السعودية، دون أي اعتراض من قبل الأخيرة، في موقف مؤسف خيب آمالنا في دورها".
ووفقا للمصدر المسؤول، فإنه منذ ثلاثة أيام والانفصاليون يحشدون قواتهم؛ تحضيرا لدخول مدينة حديبو، مشيرا إلى أن قوات الجيش والأمن رفعت حالة التأهب، وسترد بقوة على أي محاولة لدخول العاصمة حديبو.
وحول موقف قائد القوات السعودية المتمركزة في سقطرى منذ منتصف عام 2018، أكد المصدر الحكومي أن قائد القوات السعودية غير موجود في سقطرى، بينما نائبه ما زال ينتهج موقفا ضعيفا جدا من هذه التحركات، التي تعد انقلابا واضحا على الاتفاق الذي وقع عليه الطرفان أمس.
وينص الاتفاق، الذي اطلعت "عربي21" على نسخة منه، على "تطبيق الأوضاع الأمنية، ومنع خروج السلاح والعربات العسكرية خارج الوحدات إلا بعد التنسيق مع التحالف".
ويسود التوتر في سقطرى، كبرى جزر أرخبيل يحمل الاسم ذاته، مكون من 6 جزر، وتحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي قبالة القرن الأفريقي، بين القوات الحكومية ومليشيات مدعومة إماراتيا مسنودة بمتمردين عسكريين منذ أشهر.
ومطلع أيار/ مايو الجاري، اندلعت اشتباكات عنيفة بين القوات الحكومية من جهة، ومتمردين ومسلحين تابعين للمجلس الانتقالي من جهة أخرى، حاولوا اقتحام مدينة حديبو.
وتمكنت القوات الحكومية في حينه من إفشال المحاولة، التي كانت تعد الثانية خلال يومين.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت حدة التوتر والاحتقان بين القوات الحكومية في سقطرى والمجلس الانفصالي، لا سيما عقب سيطرة مسلحين يتبعون الأخير، وقوات عسكرية موالية له، على قيادة اللواء أول مشاة بحري، ومحاولتها السيطرة على مدينة حديبو.