تشهد محافظة حضرموت (شرق اليمن) سخطاً شعبيًا بسبب تردي الخدمات وارتفاع أسعار المواد الأساسية وتفاقم الأوضاع المعيشية في ظل غياب محافظ المحافظة فرج البحسني الذي سافر إلى الإمارات قبل أيام.
بالتزامن، دعت لجنة التصعيد الشعبي التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي بالمحافظة أبناء حضرموت ومنظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية والشباب للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية الكبرى التي تنظمها يوم غد الاثنين أمام ديوان المحافظة بالمكلا.
تصعيد الانتقالي
وتأتي الوقفة ضمن برنامج التصعيد الذي يتبعه الانتقالي ضد السلطة المحلية بهدف تحقيق أهدافه المتمثلة في السيطرة على المحافظة ضمن خطة المجلس وخلفه أبو ظبي للسيطرة على كافة المحافظات الجنوبية.
وشددت لجنة التصعيد التابعة للانتقالي بوادي حضرموت -في اجتماعها المنعقد اليوم الأحد- على حق أبناء المحافظة في التظاهر السلمي للتعبير عن مطالبهم، وهي ذريعة يتبعها المجلس لتنفيذ أجنداته الخاصة في حضرموت.
ويطالب الانتقالي في حضرموت ببسط قوات النخبة الحضرمية التابعة له سيطرتها على المحافظة ويدعو لطرد قوات الجيش التابعة للحكومة اليمنية.
في السياق تعتزم لجنة التصعيد التابعة لقبائل يافع بوادي حضرموت يوم غد عقد اجتماع موسع لبحث خيارات التصعيد والمطالبة بوضع حدا للاختلالات الأمنية في المحافظة.
تدهور خدمي ومعيشي
ويشكو المواطنين في المحافظة من تردي الخدمات الأساسية منها ارتفاع سعر الخبز وازدياد ساعات انقطاع التيار الكهربائي والتي وصلت إلى نصف الوقت اليومي في ساحل حضرموت في حين تصل إلى 7 ساعات في الوادي.
ويعد ارتفاع سعر الخبز أمراً مرهقاً للمواطنين، حيث تعتمد الكثير من الأسر في ساحل حضرموت على شراء "الرغيف" من المخابز، في حين يعتمد أبناء وادي حضرموت على الخبز المنزلي الذي يتم إعداده بالمنزل في "تنور" يوقد بالحطب.
ونشر الصحفي محمد بازهير -في صفحته على فيسبوك- قصة لأحد المواطنين يشكو فيها من ارتفاع سعر الخبز في مدينة المكلا، مشيراً إلى أن عائلته تحتاج إلى 10 أقراص من "الروتي" في الوجبة الواحدة بما يعادل 400 ريال يمني (60 دولاراً).
ويقول المواطن الذي يبلغ راتبه الشهري 46 ألفاً (80 دولارا) إنه يضطر لصرف ربع المبلغ شهرياً لتوفير خبز لعائلته.
ودعا المحافظ البحسني -عبر اجتماع إلكتروني عقده من أبو ظبي مع وكلاء المحافظة- إلى تحسين الخدمات الأساسية للمواطنين خصوصاً الكهرباء ومواجهة مخاطر كورونا وأضرار السيول في المديريات الغربية.
وطالب البحسني برفع وتيرة العمل وبذل جهود مضاعفة في قطاع الكهرباء للتخفيف عن المواطنين، ووضع الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي خلل قد يخرج المحطة عن الجاهزية.
وتشهد مدن ساحل حضرموت حضرا للتجوال من السادسة مساء حتى السادسة صباحا ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
في السياق عقد وكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عصام الكثيري اليوم اجتماعا موسع ضم القيادات العسكرية والميدانية واللجنة الرئاسية الخاصة بتقصي الاختلالات الأمنية بوادي حضرموت بعد تغيبه عن تأدية مهامه منذ عيد الفطر نتيجة وعكة صحية.
وناقش الاجتماع جملة من القضايا والمواضيع المتعلقة بالأوضاع الأمنية وأسباب الاختلالات الحاصلة والجهود المبذولة للتغلب عليها وفق الإمكانات المتاحة.
مشكلات أمنية
وأكدت اللجنة الرئاسية بأن القيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية تولي محافظة حضرموت اهتماما خاصا، مشددة على ضرورة مضي حضرموت صوب تحقيق دولة النظام والقانون.
ووعدت اللجنة بالعمل على إصلاح الأوضاع الأمنية في المحافظة، مشيرة إلى أن حضرموت ستشهد استقرارا خلال الفترة القادمة.
وعقدت اللجنة الرئاسية خلال الأسبوع الماضي سلسلة لقاءات مع القيادات المدنية والعسكرية والمكونات السياسية والاجتماعية للوقوف على أسباب الاختلالات الأمنية في حضرموت.
وتمارس اللجنة نشاطها في ظل تصعيد الانتقالي الذي يحاول الاستفادة من حالة السخط الشعبي العام في المحافظة لصالح أجندته الخاصة.
وكان البحسني قد رفض في وقت سابق مقترحا للانتقالي طالب فيه بتطبيق الإدارة الذاتية بالمحافظة مع بقاء المحافظ على رأس السلطة.
وعمد البحسني عقب ذلك إلى تغيير مدير أمن ساحل حضرموت وأعلن القبض على خلية كانت تخطط لاغتياله في الـ13 من يونيو الجاري بينما كان في طريقه إلى المنطقة العسكرية الثانية بالمكلا.