أحمد الشلفي يكتب عن "مأزق هادي ..ولعبة السعودية!"
سألت مصدرا عن علاقة الرئيس هادي بالسعوديين هذه الأيام فأبلغني أن السعوديين طلبوامنه خلال أزمة سقطرى الصمت والهدوء وعوضا عن ذلك لم يقابله أي مسؤول رفيع من مسؤولي السعودية كما دأب القصر الملكي على الدوام على إرسال المستشار في الديوان الملكي أثناء الأزمات الكبيرة.
بل الأشد والأنكى من ذلك أن السعودية لم تصدر أي بيان بخصوص موقفها مماجرى في سقطرى وأوعزت إلى إعلامها بالحديث عن أن ماجرى في سقطرى هو اقتتال بين الطرفين حول غنائم عسكرية وهو مانفاه. المصدر الحكومي الذي صدر عن مكتب الرئاسة قائلا (إن ذلك عار عن الصحة وهوتبرئة للميليشيات )والعبارةوإن لم تكن بمستوى الحدث فهي غمز خفي في الطرف السعودي الذي تجاهل كل طلبات الرئيس للمساعدةفي وقف ماجرى في سقطرى.
وقد أوعزت الرئاسة إلى وسائل الإعلام التابعة لها والمقربة منها بالحديث عما جرى في سقطرى والتحذير من مخطط للمجلس الإنتقالي والإمارات في حضرموت والحديث عن ضرورة عودة الرئيس والحكومة إلى اليمن وهذا ما بدأ بعض المسؤولين الحديث عنه ولا أعلم هل هو تكتيك أم رغبة حقيقية لهادي تجد رفضا من قبل السلطات السعودية.
هناك من يقول إن السعوديين طلبوا من هادي في رمضان الفائت حسم مسألة مغادرة السعودية والإقامة في اليمن وأن ذلك طرح فعلا من قبل السعوديين بعد عدة خلافات مع الجانب السعودي ليس فيما يتعلق فقط باتفاق الرياض ولكن فيما يتعلق بالحوار السعودي مع الحوثيين الذي انصب بالإساس حول رئاسة هادي ونائبه وقدأبلغ المبعوث الأممي الجانب الرسمي اليمني بأن هناك حوارا من نوع ما تم حول الجانب السياسي والشق الذي يتعلق بشكل الدولة الجديد في حال حدثت مباحثات السلام والسعوديون ومعهم الإماراتيون يوافقون على ذلك تماما.
وقد جائت مبادرة أحمد عبيد بن دغر بالأمس في هذا السياق لأنه يعرف تماما مايجري في الكواليس وربما تواصلت معه بعض الأطراف الداخلية والخارجية حول ذلك.
لقد قدمت السعودية جنوب اليمن قربانا لدفع الهزيمة التي لحقت بالثلاثي مصر والسعودية والإمارات في ليبيا للرد على تركيا وحلفائها فسمحت للمجلس الإنتقالي بدخول سقطرى وهاهي تخطط اليوم لتسليم حضرموت كاملة للمجلس الإنتقالي بعد مايبدو أنه اتفاق مع الإمارات والمجلس الإنتقالي لإمضاءالإدارة الذاتية في جنوب اليمن .
ويبدو أن فكرة إعلان الإدارة الذاتية هي فكرة سعودية في الأول والأخير وأن السعودية ستمضي في هذا الإتجاه خاصة وأنها لم تحرك ساكنا فيما يتعلق بمؤامرة جديدة في حضرموت تجري على مرأى ومسمع منها.
لم تعد الرياض قادرة على تحمل الهزائم التي منيت بها في حدها الجنوبي وفي عمق أراضيها فأصبح من الواجب حاليا عليها عقد سلام دائم في اليمن والطرفان الأقوى حاليا في الجنوب وفي الشمال لايرغبان تماما في بقاءهادي ولاحتى السعودية لأنه أصبح عبئا عليها وإن حاول المسؤولون في قصر هادي بالرياض إرسال رسائل غير حقيقية حول ذلك.
بالنسبة للسعوديين وكما يعتقدون سواء بقي هادي في الرياض أم غادر إلى اليمن فلم يعد رئيسا ذا قيمة على الأرض أولنقل أن خصومه أصبحوا يفوقونه قوة وحضورا في الأرض وهذه هي قناعة الإمريكان والدول الخمس والأوروبيين الذين لم يقولوا حرفا واحدا حول ماحدث في سقطرى ، لكن
إن كان هادي فعلا قد رفض تعديلات جديدة في اتفاق الرياض فإن السعوديين قالوا له بملء الفم أنت لم تعد الفاعل الرئيسي الآن وإلا فإن المجلس الإنتقالي سيستلم سقطرى وحضرموت وغيرها أما القوات التي ترابط قرب زنجبار فإنها تحت رحمة القرار السعودي والطيران الإماراتي وهذا قدلايستغرق دقائق كما حدث في أغسطس من العام الماضي لتكون قصة زنجبار وأبين في خبر كان.
أما الشرعية فقد أفرغهاالرئيس هادي من محتواها ولم يعدبإمكانها حمايته وحماية اليمن إلا إذا حدثت معجزة ونحن لسنا في زمن المعجزات ، فهل هل يستطيع هادي فعلا الخروج من السعودية أم أن الأوان فات؟