ياسين عبدالوارث

خبير الأوبئة الجسور الذي قضى بكورونا.. ما لا تعرفه عن الطبيب اليمني ياسين عبدالوارث!

بعد سنوات من تقاعده، لم تفتر عزيمة الدكتور ياسين عبد الوارث يوماً ولم ينطفئ شغفه المتعلق بمكافحة الأوبئة حتى رحل عن الحياة بسبب أحد الأمراض التي حاول مكافحتها (كوفيد-19).

 

عمل الدكتور ياسين، وهو أحد أقدم خبراء الأوبئة وأكثرهم شهرة في اليمن، لحوالي خمسين عاماً لمحاربة العديد من الأوبئة في البلد، بما في ذلك حمى الوادي المتصدع والدفتيريا والملاريا والكوليرا وأخيراً كوفيد-19. 

 

وبالنسبة للعديد من المسؤولين الصحيين والعاملين في القطاع الصحي، فإن الدكتور ياسين يُعد مصدراً علمياً وتاريخياً عندما يتعلق الأمر بالأوبئة والترصد الوبائي في اليمن. 

 

"لعب الدكتور ياسين دوراً رئيسياً في الكشف عن معظم الأوبئة والأمراض المعدية التي اجتاحت اليمن والاستجابة لها"، يقول الدكتور عادل الجساري، خبير مكافحة الملاريا بمنظمة الصحة العالمية في اليمن والمدير السابق للبرنامج الوطني لمكافحة الملاريا.

 

ويضيف الجساري: "كرس الدكتور ياسين حياته لاحتواء الأمراض والأوبئة، وسافر إلى جميع محافظات اليمن للمساهمة في الحد من انتشار الأمراض المعدية، لقد مثلت وفاته خسارة كبيرة للقطاع الصحي ومنظمة الصحة العالمية في اليمن".

بمعرفته وخبرته العميقة، ساهم الدكتور ياسين في تدريب وإرشاد آلاف العاملين الصحيين في مجال علم الأوبئة والاستجابة للطوارئ.

 

يقول الدكتور جمال ناشر، منسق النظام الصحي في منظمة الصحة العالمية في باكستان "لقد كان أحد أبطال الرعاية الصحية الأولية في اليمن وله الفضل في تعزيز الأنشطة الوبائية الميدانية. كما أنه من أوائل المستجيبين بشكل فعال لأي تفشٍ للأمراض في اليمن خلال السنوات الماضية".

 

قبل أسابيع من وفاته، عمل الدكتور ياسين على تدريب فرق الاستجابة السريعة لمواجهة جائحة (كوفيد-19) وزيارة مراكز العزل لتقييم الوضع والاحتياجات.

يقول الدكتور سعيد الشيباني ، خبير المختبرات في منظمة الصحة العالمية في اليمن: "عملت معه عن قرب لسنوات. لا يمكن نسيان تفانيه وإنسانيته، لقد ترك إرثاً كبيراً في كل برنامج صحي تقريباً".

 

ولم تكن وفاة الدكتور ياسين صدمة لعائلته أو من عملوا معه لسنوات فقط، ولكن أيضاً للعديد من الممرضات والأطباء الجدد الذين تلقوا على يديه التدريب والإرشاد.

تستذكر الدكتورة أمل الحيدري، وهي طبيبة في مركز آزال الصحي في صنعاء: "في كل مرة يزورنا فيها الدكتور ياسين، كان يستمع بعناية لاحتياجاتنا الملحة ويبذل قصارى جهده للمساعدة في تزويدنا بهذه الاحتياجات. لم يبخل علينا عندما كنا بحاجة إلى التدريب والتوجيه والمشورة، خصوصاً خلال تفشي وباء الكوليرا".

 

لم تكن الخبرة الطبية الكبيرة وحدها من فرضت إعجاب واحترام الكثير لشخصية الدكتور ياسين، فقد كان معروفاً بإنسانيته وطيبته وإخلاصه وتقديم يد العون للآخرين.

"لم يتردد يوماً عن مساعدة الآخرين، وخصوصاً من هم بحاجة للخدمات الصحية والعلاج ولا يستطيعون تحمل نفقاته"، يحكي البروفيسور جمال عبدالوارث هزاع، وهو شقيق الدكتور ياسين.

 

ويستطرد: "قبل أن يتخصص في علم الأوبئة، عمل كجراح في مناطق تشهد اضطرابات أمنية، وساعد في علاج وإنقاذ حياة العديد من الأشخاص مجاناً بسبب عدم تمكنهم من تحمل تكاليف العمليات الجراحية ".

"لم يكن الطب مجرد مهنة للدكتور ياسين وحسب، بل عبارة عن خدمة ومهمة إنسانية بالدرجة الأولى".

 

* من موقع منظمة الصحة العالمية ترجمة خاصة بـ"المصدر أونلاين"