يبتكر الحوثيون كل يوم طرقاً جديدة لنهب أموال الناس وبدأوا منذ مطلع يونيو الجاري في بيع وقود ملوث، وشكا مواطنون في العاصمة صنعاء وبقية مناطق الحوثيين، من انتشار بنزين مغشوش تسبب في تعطل عشرات السيارات.
وكتب حسين بن الحداد، 18 يونيو الجاري، على صفحته بموقع التواصل "فيسبوك" :" تفاجأت بتعطل سيارتي مرات عديدة أثناء مشوار قصير من شارع الخمسين لشارع تونس في صنعاء، والسبب توقف المحرك بسبب البنزين الملوث".
وتستفيد شركات تجارية مملوكة للحوثيين، من ضعف معايير الوقود في اليمن لبيع مشتقات نفط ملوثة وسامة من الديزل والبنزين، وهي شحنات مخالفة للمواصفات تتميز بلون أسود وبارتفاع نسبة الكبريت والمواد السامة عن المستويات المسموح بها.
وأكد مسافرون في الخطوط الطويلة بين صنعاء مع الحديدة وتعز لـ" المصدر أونلاين" أن سيارات النقل الداخلي باتت تتعطل عشرات المرات و بصورة مخيفة بسبب استخدام بنزين ملوث، مما يزيد وقت الرحلة عدة ساعات ويعرض المسافرين للخطر".
وقال معين السالمي: "وصلت إلى سيئون بعد معاناة ورحلة سفر طويلة من صنعاء التي تشهد أزمة مشتقات نفطية، واضطررت لشراء دبتين من السوق السوداء، بسعر 18 ألف ريال للدبة سعة 20 لتر وللأسف كان مغشوش وتوقفت سيارتي عشرات المرات في الطريق ووصلت إلى سيئون بعد 20 ساعة سفر".
ويقول خبراء نفط إن شركات الحوثيين تستورد نفط إيراني ملوث ورديء عن طريق شركات في الشارقة وموانئ عراقية تعمل على خفض نوعية الوقود من أجل زيادة أرباحها، على حساب المستهلكين والاقتصاد.
ويؤكد مختصين أن ميليشيا الحوثي تقوم باستيراد مشتقات رديئة وغير مطابقة للمواصفات بسبب أسعارها المتدنية، وتقوم بتوزيعها وبيعها في السوق المحلية، مما يكبد المستهلكين خسائر إضافية ويتسبب في أضرار خطيرة على المركبات.
واوضح فواز المحبشي، أنه دفع 30 ألف ريال لإصلاح محرك سيارته الذي تعرض لعطل نتيجة استخدامه البنزين المغشوش، وقال السالمي:" قمت بتعبئة بنزين لسيارتي من محطة بشارع الخمسين في صنعاء، في طريقي إلى مدينة إب، لكن سيارتي تعطلت أكثر من 30 مرة، وعندما وصلت بعد 12 ساعة سفر، قال الميكانيكي أن البنزين المغشوش هو سبب الأعطال".
وكان مسؤول في نقابة موظفي شركة النفط في صنعاء، اتهم الحوثيين باستيراد وقود ملوث وبيعه في السوق المحلية ، وقال محمد الحمزي، في تصريح سابق لـ"المصدر اونلاين" إن ممارسات الحوثيين أدت إلى توقف نشاط الشركة، بعد العبث بأرصدتها والعبث بأسطول النقل الخاص بها والتلاعب بنتائج المختبر المركزي في منشآت الحديدة، الأمر الذي سهل لهم ادخال كميات من المشتقات النفطية الغير مطابقة للمواصفات، ومخالفة للمعايير المعمول بها دوليا، كما مكنوا من الاستحواذ على نشاط لصالح مجموعة تجار ونافذين موالين".
وقال الحمزي: "إن تدمير المختبر المركزي في منشآت الحديدة وعزل كوادر الشركة وفرض كوادر غير مؤهلة سهل للحوثيين إدخال كميات غير مطابقة للمواصفات وملوثة، وتم إثبات ذلك من خلال إدخال شحنة الديزل الملوثة على السفينة "ناشيناليني" والتي ثبت بالمستندات تلوثها وعدم صلاحيتها للاستخدام ولكن قيادة الشركة بضغط من الحوثيين أدخلتها".
وتشهد العاصمة اليمنية صنعاء، منذ مطلع يونيو الجاري، أزمة جديدة في المشتقات النفطية، افتعلتها مليشيا الحوثي بهدف إنعاش تجارة السوق السوداء مجددا وجني المزيد من الأموال لتمويل حربها ضد اليمنيين.
واكتسبت واردات الوقود أهمية متزايدة في تمويل الحرب وانعكست في صعود سريع للحوثيين في عالم التجارة والأعمال من خلال إدارة سوق سوداء مزدهرة للوقود وإنشاء شركات خاصة للاستيراد وتأسيس عشرات من محطات تعبئة الوقود.
وكان فريق خبراء تابع للأمم المتحدة أكد أن ميليشيا الحوثي المتمردة في اليمن تجني أموالاً طائلة من السوق السوداء، وأن الوقود كان "أحد المصادر الرئيسية لإيرادات الحوثيين"، وأوضح الفريق أن الميليشيا تجني نحو مليار دولار سنويا من توزيع الوقود والنفط في السوق السوداء
المصدر: المصدر أونلاين