الطفل أحمد حمزة عبدالمطلب

حُرم من السفر مع والدته في نفس الرحلة.. قصة طفل يمني في مطار القاهرة!

“أشتي أمي، أشتي أسافر اليمن”، صراخ الطفل اليمني أحمد حمزة عبدالمطلب، دوى في صالة مطار القاهرة الدولي، أثناء استعداد والدته صعود طائرة “اليمنية” بدونه.
حُرم أحمد من مرافقة أمه بنفس الرحلة، يوم الجمعة الماضية، بعد أن تفاجأت بعدم السماح له بالمغادرة نتيجة خطأ في نتيجة فحص PCR الخاص بفيروس كورونا، الذي يتم إجراؤه لليمنيين العالقين في العاصمة المصرية القاهرة، قبل مغادرتهم إلى اليمن، وفق مقطع فيديو تم تداوله في وسائل التواصل الاجتماعي.
لكن الملحق الطبي في سفارة اليمن في القاهرة الدكتور محمد باحاج، رد على ما جاء في الفيديو المتداول، قائلاً: “ما تم تداوله في الفيديو المصور غير صحيح. فأسرة الطفل أحمد حمزة عبداللطيف كانت قد بلغت من مندوب اليمنية ومن عضو في اللجنة المختصة بمتابعة إجراءات فحص العالقين، في الليلة السابقة لموعد الرحلة، أن نتيجة فحص الطفل تحتاج لإعادة بسبب أن العينة المأخوذة من الطفل غير كافة.. الطفل وأسرته أبلغوا بذلك ولم يتفاجأوا بمنع الطفل في المطار كما أشيع”.
وأضاف باحاج لـ”المشاهد”: “قد تم حل هذه المشكلة بمتابعات حثيثة من قبل السفارة ومكتب اليمنية في القاهرة لترتيب حجز لخال الطفل المتواجد في القاهرة، مع أنه لا يوجد لديه حجز مسبق، ولكن بشكل استثنائي تم عمل إجراءات عاجلة لاستخراج حجز له ليتمكن من مرافقة الطفل أحمد يوم 23 يونيو الجاري للسفر إلى اليمن”.
وبدأت رحلات طيران “اليمنية” بإجلاء العالقين اليمنيين في مصر، البالغ عددهم 7099 عالقاً، في 10 يونيو الجاري.

“أ. م”عالقة في مصر “وصلنا لمرحلة الإفلاس في ظل عدم تدخل أية جهة رسمية أو غير رسمية، منذ أكثر من شهرين، لمد يد العون لنا، نفد منا الغذاء ومتطلبات المعيشة”


وتنتظر “أ. م” دورها في رحلة الإجلاء من القاهرة إلى اليمن، بعد أن وصل الحال بها إلى الإفلاس جراء إغلاق السلطات اليمنية مطاري عدن وسيئون، في 17 مارس الماضي، كإجراء احترازي من تفشي فيروس كورونا، كما فعلت بلدان أخرى. وتقول: “وصلنا لمرحلة الإفلاس في ظل عدم تدخل أية جهة رسمية أو غير رسمية، منذ أكثر من شهرين، لمد يد العون لنا، نفد منا الغذاء ومتطلبات المعيشة، عدا بعض المساعدات البسيطة التي تحصلنا عليها في شهر رمضان”.
وتضيف: “أصبحنا مثل المتسولين من السفارة إلى اليمنية، نطالب بحل مشاكلنا ومساعدتنا على تخطي هذه المحنة، لكن جميعهم عملوا أذناً من طين وأخرى من عجين، بل وصل الحال ببعض الأسر الاستجداء بطلب الغذاء من بعض المطاعم اليمنية، لكن حتى الذي لديه النية للمساعدة منهم لن يستطيع تلبية هذا الكم الهائل من العجز، هذه مشكلة تحتاج دولة لحلها، ولكن الدولة مشغولة غائبة”.
ويشتكي بعض العالقين من تلاعب طيران “اليمنية” بحجوزاتهم وتأخير مواعيد رحلاتهم من القاهرة إلى اليمن، ومنهم العالق اليمني محمد سعيد الذي لخص تلاعب مكتب “اليمنية” بالقاهرة بحجوزات العالقين بالقول: “تم تأكيد موعد رحلتنا أنا وزوجتي إلى عدن يوم الأربعاء الماضي، وذهبنا لعمل فحص الـpcr، وطلعت نتيجة الفحص سليمة، والحمد لله، وقبل موعد الرحلة بساعات قليلة اتصل مسؤول اليمنية بي ليبلغني أن زوجتي فقط تذهب للمطار للسفر، أما أنا فقد تم تحويل رحلتي إلى سيئون”، وبالطبع رفض المسن هذا الأمر، وفضل تأجيل رحلتهما حتى يسافرا معاً. لكنه لم يقدم شكوى رسمية بما حدث له.
لكن مصدراً في مكتب “اليمنية” بالقاهرة نفى وجود أي تلاعب في حجوزات السفر واستغلال العالقين، مشيراً إلى عدم وصول أية شكوى من أي يمني من تلاعب أو ابتزاز تعرض له سواء من مكتب “اليمنية” أو أية جهة دبلوماسية أخرى.
ويرجو العالق اليمني أبو ريان الذي اضطر للتخلي عن سكنه في القاهرة لعدم استطاعته الاستمرار في دفع إيجاره، أن يأتي موعد رحلته لكي يعود إلى اليمن.
ويقول أبو ريان الذي تشارك في السكن مع أسرتين كي يتقاسموا مبلغ الإيجار، لـ”المشاهد” إن الدولة عززت القناعة لمواطنيها بأنهم بلا قيمة لديها، فلا وفرت قطاعاً صحياً في الوطن، ولا حفظت كرامتهم.

المصدر: المشاهد