هجوم على السعودية

عودة الجدل.. "الهجوم الكبير" مؤخرا على السعودية، هل كان من اليمن أم من العراق؟!

تعرضت المملكة العربية السعودية الثلاثاء الماضي لهجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات.

 

وقال الناطق باسم التحالف تركي المالكي إنه اعترض ثلاثة صواريخ باليستية أطلقها الحوثيون في اليمن صوب مدينتي نجران وجازان السعوديتين.

 

وأضاف أنه اعترض كذلك ثماني طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات كانت قد أُطلقت صوب المملكة اليوم الذي سبقه.

 

وقالت ميليشيا الحوثي التابعة المرتبطة بإيران إنها أطلقت الطائرات المسيرة.

 

وزعمت الميليشيا أنها ضربت مواقع استراتيجية في عاصمة ما وصفته "العدو السعودي" بصواريخ باليستية مجنحة من نوع "القدس"، و"ذو الفقار"، بالإضافة إلى طائرات مسيرة من نوع "صماد 3" في العملية الهجومية الأكبر التي أطلق عليها "توازن الردع الرابعة".

 

وأضافت في بيان إن العملية استهدفت مقراتْ ومراكز عسكرية منها وزارة الدفاعع والاستخبارات وقاعدة سلمان الجوية ومواقع عسكرية في جيزان ونجران.

 

وبغض النظر عن صحة المزاعم الحوثية وما إذا كانت الهجمات حققت أهدافها أم أنه تم اعتراض الصواريخ والطائرات كما قال متحدث التحالف فإن سؤالاً أثير حول مصدر تلك الهجمات.

 

ومعلوم أن تأكيدات متعددة صدرت من جهات أميركية أن الهجوم الكبير الذي وقع العام الماضي واستهدف معملين كبيرين تابعين لشركة "أرامكو" في السعودية وتبنَّته جماعة الحوثيين، نُفذ انطلاقاً من العراق.

 

وقبل أسبوعين أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، مجلس الأمن الدولي في تقرير له أن صواريخ كروز التي هوجمت بها منشأتان نفطيتان ومطار دولي في السعودية العام الماضي "أصلها إيراني".

 

وفي هذا السياق نقل موقع "عربي بوست" عن مصادر قولها إن القصف الأخير الذي تعرضت له العاصمة الرياض جاء من الأراضي العراقية، رغم إعلان الحوثيين مسؤوليتها.

 

ونسب الموقع لمصدر مسؤول في حزب الله العراقي قوله إن الهجمات الأخيرة بالصواريخ انطلقت من الأراضي العراقية، وتحديداً من مدينة السماوة التي تقع جنوب العراق وتبعد عن العاصمة السعودية 1050 كم، والتي تعدّ الأقرب إلى العاصمة السعودية من المدن اليمنية، حيث تبلغ المسافة بين الرياض وصنعاء 1320 كم و1150 كم عن صعدة، معقل الحوثيين.

 

وقال الموقع إن ما يعزز هذه الراوية هو أن المصدر ذاته كان أكد للموقع سابقاً أن الهجوم الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظة بقيق وهجرة خُرَيص شرق البلاد، والذي يعد "أكبر عملية في العمق السعودي للطيران المسيّر"، قد تمّ عبر تنسيق مباشر بين الحوثيين وقوة "حزب الله" العراقي، في أول استهداف حقيقي للأمن القومي السعودي من الأراضي العراقية.

 

وأضاف نقلاً عن مصادر مقربة من الحزب أن طائرات مسيَّرة من طراز "رقيب"، التي يصنعها "حزب الله" العراقي، انطلقت من صحراء السماوة التي تقع إلى الغرب من مدينة البصرة في الجنوب العراقي.

 

وباتت مناطق الجنوب العراقي معقلاً للميليشيات والجماعات المسلحة الإيرانية، بعد أن تحولت المحافظة إلى مقاطعة تديرها هذه الميليشيات التي تتلقى توجيهاتها من إيران مباشرة.

 

وذهب المحلل السياسي العراقي انتفاض قنبر، الذي قال الموقع إنه مقرب من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، إلى تأكيد فرضية أن الهجمات الأخيرة على السعودية قد انطلقت من العراق وليس اليمن.

 

وأشار قنبر إلى أنه كان من أوائل المعلنين عن أن الهجمات على أرامكو كانت من العراق، بناءً على معلومات من استخبارات القوة الجوية الأمريكية، وأنها كانت بطلب من أبو مهدي المهندس، الذي استغل إغلاق المجال الجوي المؤقت لتأمين سفريات المسؤولين، ثم أمر بإطلاق الهجوم على أرامكو من العراق.

 

ويلفت إلى أن الميليشيات العراقية التابعة لطهران تملك تقنيات تستوردها من إيران، منوهاً إلى أن إيران ترسل صواريخ طويلة المدى ومتوسطة المدى إلى العراق، وأن الغاية من دعمها بـ"متوسطة المدى" هو الهجوم على السعودية ودول الخيلج، أما "طويلة المدى" فالغرض منها مهاجمة إسرائيل، وتم إثبات وتأكيد ذلك من أكثر من مصدر استخباراتي، على حد قوله.

 

ويؤكد قنبر أنه أرسل تحذيرات متكررة إلى الجانب السعودي، حيث يشكل العراق خطورة كبيرة على أمن السعودية أكثر من اليمن والحوثيين، لأن العراق أصبح المركز الرئيسي لانطلاق التسليح الإيراني ضد الدول الأخرى.

 

ويشير إلى أن إيران ترى السعودية الهدف الأول والرئيسي جنباً إلى جنب مع إسرائيل، والسبب هو أنها تريد أن تنشر فكر الثورة وتصدير فكرة نظام "ولاية الفقيه" إلى السعودية والحجاز ومكة والمكرمة.

 

ويضيف أن إيران حريصة على تفكيك السعودية، ومن أولويات مشروعها الأيديولوجي عزل وتفكيك المنطقة الشرقية بالسعودية وجعلها دولة "شيعية" والهيمنة عليها كما حصل في العراق ولبنان واليمن.

 

ويرى قنبر أن الهجمات الإيرانية ضد السعودية لن تتوقف، مشيراً إلى أن وعود الحكومة العراقية بوقف هذه الهجمات من أراضيها لن تكفي، وأن رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي، رغم نواياه الحسنة لن يستطيع السيطرة على هذه العمليات المنطلقة من العراق، لأنه لم يهاجم هذه الميليشيات ولم يعمل على تفكيكها.

 

ويشدد على أن العراق جزء من جسر بري تنقل إيران من خلاله الأسلحة إلى العراق وسوريا ولبنان عبر العراق بواسطة ميليشياتها، وتنقل إيران أعلى تقنياتها التكنولوجية التي تأتيها من كوريا الشمالية والصين وروسيا لضرب السعودية.

 

ويشير قنبر إلى أن النظام الإيراني يلجأ إلى الأراضي العراقية لضرب واستهداف السعودية؛ ليُبعد نفسه عن حرب مباشرة، والعمل على نقل المعركة من طهران إلى بغداد، وجعل الشعب العراقي والميليشيات التابعة له حطباً لنارهم بالمنطقة على حساب حماية أنفسهم في إيران.

 

وفي المقابل نقل الموقع عن المحلل السياسي الإيراني قيس قريشي قوله إن فرضية أن تكون الهجمات الأخيرة على مواقع سعودية عسكرية حساسة قد نُفذت وانطلقت من الأراضي العراقية، أمر غير وارد.

 

وأشار إلى أن الترسانة والقدرات "الحوثية" ضخمة وكبيرة وقادرة على الوصول إلى أهداف حساسة سعودية وبدقة كبيرة.

 

ويشير قريشي إلى أن ترسانة وتقنيات جماعة الحوثي هي نفسها امتداد لقدرات الجيش اليمني أيام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، معتبراً أن النظام اليمني السابق قد ترك وراءه أكثر من 3000 صاروخ روسي، والتي وقعت بدورها في يد "الحوثيين".

 

ويضيف أن جماعة الحوثي قامت باستغلالها وتطويرها من الناحية التكنولوجية والتقنية، وعمدت إلى تطويرها وتحسينها؛ لتكون قادرة على الوصول إلى أهدافها بشكل أكثر دقة عما كانت عليه في السابق.

 

ويؤكد قريشي أن الجانب الإيراني قام بمساعدة "الحوثيين" على تطوير الجوانب التقنية والفنية والتكنولوجية في الأسلحة القديمة التي استولوا عليها من الجيش اليمني، وعمدوا إلى تطويرها وتحسينها وصيانتها؛ لتكون فاعليتها وقدراتها أكبر وأفضل بكثير، خاصة قبل العمليات العسكرية ضد الحوثيين التي انطلقت في مارس/آذار 2015.

 

متابعات: المصدر أونلاين