حمل الوصول المفاجئ لرئيس مجلس النواب ونائبيه ومستشاري الرئيس اليمني إلى العاصمة السعودية الرياض، وطريقة استقبالهم، تكهنات عديدة رافقتها تساؤلات عن الجهة التي تقف وراء دعوتهم للرياض.
وترك وصول سلطان البركاني ومستشارين وقيادات حزبية إلى مطار الملك خالد، مساء الأربعاء، ردود فعل ساخرة حول طريقة وصولهم، حيث كان في استقبالهم عدد من المصورين.
وأظهر تسجيل مصور للحظة وصولهم إلى المطار السعودي، واستقبالهم من قبل موظفين بالصالة التنفيذية للمطار.
وتشير طريقة نقل القيادات اليمنية من العاصمة المصرية القاهرة بطائرة "فلاس ناس" (سعودية)، إلى أن الدعوة موجهة من الجانب السعودي، وهو ما أكده مصدر حكومي.
وقال المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه: "لو كانت الدعوة من الرئاسة اليمنية لتم إرسال الطائرة الرئاسية لنقل رئيس مجلس النواب سلطان البركاني ونوابه، ومستشاري هادي والقيادات الحزبية الأخرى".
وأثارت طريقة الاستقبال التي خلت من البروتوكولات الدبلوماسية المتعارف عليها، استغراب ناشطين يمنيين، في الوقت الذي يتوجب استقبالهم بشكل رسمي مصحوبا بالتصوير، أو عدم تصوير لحظة وصولهم في حال غياب الاستقبال الرسمي.
واعتبر الناشطون عدم الاستقبال والاكتفاء بالتصوير تشهيرا متعمدا، يحمل رسالة استهتار واستخفاف بهذه القيادات.
وتساءل الصحفي اليمني غمدان اليوسفي بالقول: "ذلحين (الآن) من اللي (الذي) جاب رئيس البرلمان ومستشاري الرئيس لفندق الريتز في الرياض؟" وأضاف عبر تويتر: "لو هو السعودية ليش (لماذا؟) استكثرت عليهم مسؤول محترم يقابلهم وأرسلت لهم السفير؟ وإلا هذا مقامهم الطبيعي؟".
ذلحين من اللي جاب رئيس البرلمان ومستشاري الرئيس لفندق الريتز في الرياض؟
— غمدان اليوسفي (@GhamdanAlyosifi) June 26, 2020
لو هو السعودية ليش استكثرت عليهم مسؤول محترم يقابلهم ورسلت لهم السفير؟
والا هذا مقامهم الطبيعي؟
وقد عبر يمنيون عن سخرية من مراسيم الاستقبال للقيادات اليمنية، من خلال تداول فيديو مصحوب بأغنية يمنية شعبية، تستخدم في أثناء زفة العروس ليلة عرسها.
وأفاد المصدر الحكومي بأن الوفد اليمني المكون من رئيس ونواب هيئة رئاسة مجلس النواب ومستشاري الرئيس عبدربه منصور هادي، "استقر في فندق الريتز كارليتون في الرياض منذ يومين".
وأشار إلى أن اجتماعا عقده المسؤولون اليمنيون مع السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر.
فيما كتب رئيس مجلس النواب، سلطان البركاني عبر "تويتر" قائلا: "ذهابنا إلى الرياض لتجاوز خلافات قوى الشرعية، ولن نعود إلا وقد تجاوزنا هذا الخطر، ونعمل على تنفيذ اتفاق الرياض بحذافيره".
وأضاف: "لا تفريط بأي شبر من الأراضي اليمنية، ولن نقبل الاتهامات الباطلة والتجريح والتشهير وسوء الظن".
في لقاء مع الشرق الأوسط :
— Sultan Albarkani سلطان البركاني (@AlbarkaniS) June 26, 2020
-ذهابنا إلى الرياض لتجاوز خلافات قوى الشرعية، ولن نعود إلا وقد تجاوزنا هذا الخطر ونعمل على تنفيذ اتفاق الرياض بحذافيره.
-لا تفريط بأي شبر من الأراضي اليمنية ولن نقبل الاتهامات الباطلة والتجريح والتشهير وسوء الظن .
https://t.co/Xc4qpMARzL
وفيما تتضارب الأنباء عن لقاء مرتقب للرئيس بقيادات الدولة ورؤساء الأحزاب، لم يتم تحديد موعد اللقاء، ويشير المصدر الحكومي إلى "رفض الرئيس اللقاء الذي يحاول الجانب السعودي الترتيب له".
وأوضح المصدر، أن هادي اشترط على السعوديين "إعادة الأمور في أرخبيل سقطرى ـ تم السيطرة عليه قبل أسبوع من قبل ما يسمى المجلس الانتقالي ـ إلى وضعها الطبيعي وإنهاء انقلاب المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا فيها، وتنفيذ اتفاق الرياض ببنوده كافة وفق التسلسل الزمني".
فيما رجحت مصادر إعلامية وجود ضغوط سعودية على الرئاسة اليمنية بخصوص طريقة تنفيذ اتفاق الرياض، إذ ترى المملكة ضرورة التغيير في طريقة تطبيق بنود الاتفاق، بينما تشترط الرئاسة اليمنية التنفيذ وفق التسلسل الزمني، كون عدم نزع سلاح الانتقالي لن يحل المشكلة بل يؤجلها".
وتتسبب الإخفاقات المتوالية للتحالف والشرعية في الخصم من رصيدها الشعبي، إذ ارتفعت العديد من الدعوات لمراجعة أداء التحالف والمطالبة بطرد الإمارات منه، وإجراء تغييرات جوهرية في طريقة الأداء، تضمن تحريك المياه الراكدة في الملف اليمني، وسحب البساط من تحت الانقلاب الحوثي الذي يتمدد في ظل هذه الفوضى.
ويحمل فندق "ريتز كارلتون" الذي نزل فيه المسؤولون اليمنيون إشارات متشائمة، فهو المكان الذي احتجز فيه ولي عهد المملكة محمد بن سلمان، عددا من الأمراء والتجار بتهمة الفساد، أواخر العام 2017.
فيما ذكر المصدر الحكومي أن عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي، وعددا من قيادات المجلس، يقيمون في ذات الفندق منذ نحو شهر تقريبا، في ما يشبه " الإقامة الجبرية".
المصدر: عربي21