كشف مصدر حكومي يمني، الأحد، عن نتائج النقاشات الدائرة في العاصمة السعودية، بين الحكومة الشرعية ومسؤولين في المملكة بشأن تنفيذ اتفاق الرياض.
وقال المصدر لـ"عربي21"، مشترطا عدم ذكر اسمه، إن الرئيس عبدربه منصور هادي عقد اجتماعا، أمس السبت، مع هيئة رئاسة مجلس النواب ومستشاريه، لمناقشة مقترح سعودي جديد لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر، منذ التوقيع عليه مع ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" مطلع تشرين ثاني/ نوفمبر 2019.
وأضاف المصدر أن هادي أبلغ المسؤولين المجتمعين أنه بصدد عقد لقاء مع قيادة المجلس الانتقالي، الذي وصفهم بـ"أبنائه" في خطابه، السبت، دون أن يحدد الموعد لذلك.
وأشار المصدر الحكومي إلى أن الرئيس اليمني، تحدث لرئيس مجلس النواب ونائبيه، ومستشاريه، أنه توصل مع الجانب السعودي، الذي قال إنه بذل جهدا كبيرا، لاتفاق من عدد من النقاط.
وبحسب المصدر، فإن المقترح السعودي الذي قدمه نائب وزير الدفاع، خالد بن سلمان الذي يدير ملف الحرب باليمن، للرئيس هادي ينص على "إيقاف الحل العسكري في محافظة أبين، التي شهدت في الأونة الأخيرة معارك ضارية في ضواحي مدينة زنجبار، المركز الإداري للمحافظة بين قوات الجيش ومسلحي المجلس الانتقالي".
والسبت، بدأت القوات السعودية بنشر مراقبين عسكريين لوقف إطلاق النار في مناطق التماس بمحافظة أبين.
ويفيد المصدر الحكومي بأن المقترح السعودي تضمن: "يقوم هادي بتعيين محافظ ومدير أمن لمحافظة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، جنوبا، مقابل أن يقوم المجلس الانتقالي بـ"إلغاء الإدارة الذاتية" التي أعلنها في 25 نيسان/ إبريل الماضي، بالإضافة إلى إعادة المبالغ المالية التابعة للبنك المركزي، التي سطا عليها المجلس في أثناء نقلها من ميناء عدن إلى مقر البنك منتصف الشهر الجاري".
كما تضمن المقترح السعودي "تسمية رئيس جديد للوزراء، أو الإبقاء على رئيسه الحالي، خلال شهر تقريبا، ومن ثم يتم التشاور مع المكونات لتحديد أسماء الوزراء للتشكيل الوزاري الجديد".
وذكر المصدر الحكومي أنه خلال مدة تترواح 30 يوما، يتكفل الجانب السعودي بإخراج القوات التابعة للمجلس الانتقالي مع جميع معداتها من مدينة عدن، وإعادة القوات الحكومية إليها، وفقا لما ورد في بنود اتفاق الرياض.
وأكد المصدر الحكومي أن الأمير خالد بن سلمان تعهد للرئيس هادي، وأعطاه ضمانات بتنفيذ هذه النقطة، بالإضافة إلى إعادة الأوضاع في محافظة أرخبيل سقطرى إلى طبيعتها قبل الانقلاب الذي نفذته مليشيات الانتقالي على السلطة المحلية هناك.
وتوقع المصدر أن يقوم الرئيس هادي بإصدار قرارين بتعيين محافظ ومدير للأمن في عدن، في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.
وكان الرئيس اليمني، قد دعا في كلمة متلفزة خلال اجتماع مع مسؤولين يمنيين في الرياض، إلى إنهاء تمرد المجلس الانتقالي (المدعوم إماراتيا)، مشددا على تنفيذ اتفاق الرياض باعتباره المخرج لإنهاء أسباب ومظاهر التمرد المسلح في عدن.
وتابع: "ما يبعث على الأسف، ويحز في النفس، هو مشاهدة تلك المدرعات والعتاد والمركبات العسكرية وهي تقتحم مؤسسات الدولة، وتروع الآمنين، في جزيرة سقطرى المسالمة، في حين أنها كانت ينبغي أن تكون في عقبة ثرة، وجبال الحشا وصرواح، ونهم والبيضاء وقاع الحوبان هناك حيث معركتنا الكبيرة، وعدونا الحقيقي"، في إشارة إلى جبهات القتال مع الحوثيين.
المصدر: عربي21