بعد حادثة مقتله يوم الـ16 من يونيو الجاري، أمام مقر عمله في منطقة الروضة وسط مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، عاد اسم صادق مهيوب حسن، المعروف بـ”أبو الصدوق”، إلى الأذهان من جديد، رغم غيابه عن المشهد العام في المحافظة قبل ذاك.
ورغم مرور أكثر من أسبوع على مقتله، إلا أن الأجهزة الأمنية لم تفصح عن نتائج التحقيقات في الواقعة.
ولمع سم القائد السلفي أبو الصدوق، خلال مشاركته في مقاومة مسلحي جماعة الحوثي في محافظة تعز، منذ العام 2015م.
وبعد دمج أفراد المقاومة الشعبية مع الجيش الحكومي بتعز، تولى “أبو الصدوق” قيادة إحدى كتائب اللواء 170 دفاع جوي هناك.
وكان أبو الصدوق أحد أفراد الجيش اليمني في العام 1994، لكنه بعد 6 سنوات من انضمامه للجيش، التحق بمعهد دماج للحديث في محافظة صعدة الواقعة شمال العاصمة صنعاء، في العام 2000م. وهو المعهد الذي ضم مئات الطلاب اليمنيين والأجانب للدراسة، قبل ترحيلهم جميعاً من قبل جماعة الحوثي، في يناير 2014.
وخاض أبو الصدوق، مع طلاب المعهد، مواجهات مسلحة متعددة مع الحوثيين، انتهت بحصار المعهد وترحيلهم من دماج إلى مناطق متفرقة من البلاد.
ما بعد دماج
وبعد ترحيلهم من دماج، اسقر الحال بأبو الصدوق في مدينته تعز.
ولدى سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء، في 21 سبتمبر 2014م، وتمدد مسلحيها إلى العديد من المحافظات اليمنية، ومنها محافظة تعز، بدأ سكانها ينظمون مسيرات سلمية رفضاً لتواجدهم شرق المدينة، وكان من بينهم أبو الصدوق.
حينها واجه مسلحو الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، التي كانت تتمركز في معسكر الأمن المركزي شرق المدينة، تلك المسيرات بقوة السلاح، وسقط العشرات من الشهداء والجرحى من شباب المحافظة.
في ذلك الحين بدأت المقاومة الشعبية التي انضم لها أبو الصدوق، بالتشكل، لمواجهة الحوثيين.
اللحظات الأولى للمواجهة
ووصف أبو الصدوق اللحظة الأولى للمواجهات بالقول: “بدأت المواجهات التي خضناها بـ48 بعد خروج دبابتين من الأمن المركزي نهاية مارس 2015؛ الأولى اتجهت إلى جوار منزل الشيخ حمود سعيد المخلافي، قائد المقاومة بتعز، في منطقة الروضة قرب فندق سبأ؛ والأخرى إلى حي زيد الموشكي شرق المدينة”، مضيفاً في مقابلة سابقة أجراها معه موقع “يمن شباب نت”، عام 2018: “بعدها توزعنا وانتشرنا في منطقة “وادي القاضي”، غرباً، و”حوض الأشراف”، شرقاً، وبدأنا هناك مواجهات قوية جوار مدرسة الشعب، ثم انتقلنا إلى حي المستشفى الجمهوري، و”جبل جرة”، وشارع “الأربعين”. وهكذا بدأت الأحداث تنتشر وتتوسع من مكان إلى آخر في محافظة تعز”.
وفي خضم المواجهات بين جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية، أسهم أبو الصدوق في تأسيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية برئاسة الشيخ حمود سعيد، والذي ضم مختلف فصائل المقاومة الشعبية والأحزاب والتنظيمات السياسية في محافظة تعز.
وتعرف أبو الصدوق بعد أشهر من انطلاق المقاومة، على عادل عبده فارع، المشهور بـ”أبو العباس”، وعملا معاً في مقاومة جماعة الحوثي، لكنهما اختلفا في ما بعد، وكوَّن أبو العباس كتائب خاصة به عُرفت بـ”كتائب أبو العباس”.
وذهب أبو الصدوق مع أفراد كتيبته لمقاومة الحوثيين. لكن مقربين منه أكدوا أنه تعرض للتهميش.
وأظهر مقطع فيديو تم تداوله مؤخراً في وسائل التواصل الاجتماعي، تذمر أبو الصدوق جراء الاستقطاعات من راتبه ورواتب أفراد كتيبته، إلى جانب أنه لم يحصل على رتبة عقيد في الجيش أسوة ببقية رفاقه من قادة فصائل المقاومة الشعبية.
والجمعة الماضية، تم تشييع جثمان أبو الصدوق إلى مسقط رأسه في منطقة عميقة بمديرية صبر الموادم جنوب مدينة تعز.
المصدر: المشاهد