تباينت مواقف قيادات ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي" المدعوم من الإمارات، إزاء مصادرة قوات التحالف العربي حاويات أموال تابعة للحكومة اليمنية، من ميناء المكلا، قبل أن تنقلها من معسكرها في مطار الريان إلى فرع البنك المركزي بالمكلا.
ولم يعلن "الانتقالي" صراحة أنه استولى على أموال الحكومة اليمنية في ميناء المكلا، واكتفى قادته بالإشارة إلى قيام التحالف العربي بمصادرة تلك الأموال.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت قوات إماراتية، 14 حاوية تحوي أموال تابعة للبنك المركزي، من معسكرها في مطار الريان إلى مقر فرع البنك المركزي بالمكلا، وأكد مدير البنك تسلم الحاويات والأموال دون أي نقص.
وكانت تلك القوات صادرت الحاويات في وقت متأخر، يوم الاثنين، بعد اقتحامها ميناء المكلا، ونقلتها إلى مقر قيادتها في مطار الريان.
أحمد سعيد بن بريك رئيس ما يسمى بـ"الإدارة الذاتية" قال في تغريدة على حسابه بتويتر " "نخشى من الإصرار على تسليم حاويات الأوراق النقدية إلى البنك المركزي بالمكلا أو مأرب ليتم الاستيلاء عليها من القاعدة وداعش وتكرار مسرحية 2015 بحضرموت".
من جانبه اعتبر "عمرو البيض" نجل نائب الرئيس السابق والمعين حديثاً في قيادة الانتقالي، ما تقوم به الحكومة اليمنية من طبع الأوراق النقدية "جريمة وليست اجراءات دولة".
وبرر البيض زعمه، بالقول إن "إغراق البلاد بالعملة الغير مغطاه بوضع استثنائي كهذا يدمر ما تبقى من اقتصاد ويضاعف المأساة الانسانية".
وأضاف له إن "الخطوات المتخذة لمواجهة عبث حكومة هادي تصب في صلب المصلحة العامة للشعب"، في إشارة لمصادرة الإمارات الحاويات بالمكلا.
جمال بن عطاف، عضو الجمعية العامة للانتقالي، قال إن "التحالف العربي يتحفظ على الأموال تمهيدا لعودتها الى البنك المركزي في عدن".
وكتب بن عطاف معلقاً على صور لقاطرات تحمل حاويات النقود في المكلا "شكراً للرئيس هادي الهدية وصلت الى أبناءك في المكلا".
من جانبه، ذهب رئيس اللجنة الاقتصادية التابعة للانتقالي عبدالسلام حُميد، إلى المستقبل، محذراً من تأثر العملة المحلية، في حال "سماح التحالف العربي بوصول حاويات الأموال من المكلا إلى البنك المركزي بعدن".
وقال حُميد خلال اجتماع مع أعضاء جمعية الصرافين بعدن، إن "البنك المركزي اليمني فشل في القيام بوظائفه، وخاصةً فيما يتعلق بالرقابة الفاعلة على شركات الصرافة والبنوك التجارية".
واعتبر حُميد، استمرار طباعة أوراق نقدية دون غطاء من العملات الأجنبية، وضخها إلى السوق؛ خلق حالةً من التلاعب والمضاربة؛ وهو ما دفع الانتقالي إلى التحفظ على الحاويات التي وصلت إلى عدن، ومؤخرًا إلى المكلا، بحسب ما ذكر موقع "المشاهد نت" نقلاً عن مراسله الذي حضر الاجتماع.
وكشف القيادي بالانتقالي عن حجم الأموال التي تضمنتها الحاويات المصادرة في عدن والمكلا، وقال “إنها تفوق 250 مليار ريال يمني.
وكان وزير الخارجية "محمد الحضرمي"، اتهم في وقت سابق "ميليشيا" لم يسمها، مسنودة بقوات اماراتية باحتجاز حاويات أموال تابعة للبنك المركزي في المكلا.
وقال الحضرمي في تغريدات على حساب الوزارة بـ"تويتر" تم "تحويل مسار حاويات العملة الخاصة بالبنك المركزي يوم أمس من قبل مليشيات مسنودة بقوات اماراتية من ميناء المكلا واحتجازها في مقرها".
واعتبر الوزير هذه الحادثة "أمر مرفوض وخارج عن مهامها (قوات الإمارات) التي جاءت من اجلها"، مضيفاً "لم نطلب دعم التحالف من أجل هذا، وسيكون لهكذا ممارسات تبعات".
الجدير بالذكر، أن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات، سبق وأن صادر 7 حاويات أموال تابعة للبنك المركزي، بعد اقتحام ميلشياته ميناء الحاويات بعدن في الـ17 من يونيو الجاري، وما زالت تلك الأموال بحوزته في معسكر في جبل حديد بعدن.