من كان يظن أن مقهى صغيراً ومتواضعاً لا يحمل لافتة تدل على اسمه سيكون نواة الحياة وبذرتها الأولى في أكثر المناطق خطورة عند حواف مدينة تعز القريبة من خطوط التماس بين مليشيا الحوثيين وقوات الجيش والمقاومة.
بعد إغلاق دام أربع سنوات استأنف صاحب المقهى العمل، وبدد مخاوف أهالي المنطقة، كما شجعهم على العودة إلى مساكنهم بعد أن تحولت تلك الأحياء إلى وكر للموت ومأوى للكلاب الضالة.
كشك صغير وكوب من الشاي استطاع أن يعيد الحياة إلى الأحياء المقفرة والخالية من السكان بالقرب من سوق عصيفرة في الجبهة الشمالية، رغم أنها محط استهداف قذائف وقناصة ونيران الأسلحة الرشاشة للحوثيين.
مقهى الموعد
استعادت تلك الأنحاء عافيتها، وأصبح المقهى متنفساً لأبنائها الذين أقنعهم صاحبه بأن المسافة الفاصلة بين النزوح والعودة مختصرة في كوب الشاهي الذي يقدمه ومذاقه المتميز.
وتمكن من استقطاب الزبائن إلى مقهاه خلال فترة وجيزة ليصبح قبلة للزوار وملتقى للشباب.
التقيناه في المقهى ورفض الإدلاء باسمه و تصوير لقاء قصير معه أو أخذ لقطات للمقهى وزبائنه مكتفياً بالقليل من الحديث عن تأسيسه للمحل قبيل الحرب بسنوات.
وأضاف: أغلقته أثناء الاشتباكات ونزحت مع معظم السكان، وبعد أعوام قض الفقر مضجعي فقررت أن أستأنف العمل متجاهلاً ما قد أتعرض له في منطقة خطرة لا سكان فيها وتقع في مرمى الحوثيين.
ويقول لموقع "بلقيس": راودتني فكرة فتح المحل رغم أن المكان خالٍ من السكان وهدفت من ذلك إلى استعادة الحياة وكسر مخاوف السكان ودفعهم للعودة إلى ديارهم.
رغم المخاطر
مرت أسابيع عليه ولم يشهد إقبالاً لكنه استمر في فتح المقهى حتى بدأت الحياة تدب شيئاً فشيئاً بالتزامن مع عودة السكان إلى ديارهم.
ويعد المحل حالياً مقصداً للكثيرين وملتقى للشباب الذي يقبلون لتذوق الشاي والمشهور بمذاقه المتميز.
ويشير فهد عبدالله، وهو أحد الزبائن الذين يرتادون المقهى باستمرار، إلى عودته مع أهله بعيد أن فتح هذا المحل أبوابه الأمر الذي بدد مخاوفنا وشجعنا على الرجوع إلى منازلنا وذلك بعد سنوات من التشرد والنزوح.
ويخيم الرعب والخوف بين المواطنين بينهم الشاب بليغ خالد، والذي أبدى خشية من التعرض للقنص و نيران الأسلحة الرشاشة و القذائف المختلفة من قبل مليشيا الحوثي.
إلى ذلك تحدث إعلاميون لبلقيس عن عودة جزئية للحياة بعد فتح المقهى في منطقة قريبة من خطوط النار وتحدق بها المخاطر، كما يقضي سكانها لياليهم في العتمة فالأضواء في المنازل تجلب النيران المعادية.
وتمر وسائل النقل أيضاً في الليل دون ضوء خشية استهدافهم مع مركباتهم.