قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن الخوف من الإصابة بفيروس كورونا، ومن "وصمة العار" أدى إلى عدم طلب اليمنيين للرعاية الطبية إلا في الحالات الحرجة.
وأضافت المنظمة في بيان صحفي الأحد، أن "العديد من العاملين في مجال الصحة تركوا وظائفهم بسبب ارتفاع احتمال إصابتهم بالعدوى خلال عملهم، مما أدى إلى إضعاف نظام الرعاية الصحية الهش أصلًا"، وفقا للمصدر أونلاين.
وأوضحت المنظمة، أنه "في ظل انتشار كوفيد-19 في مختلف أنحاء اليمن، فإن الخوف واسع النطاق يمنع الناس من السعي للحصول على الرعاية الطبية".
وطبقا للمصدر أونلاين، فقد أعلنت السلطات الصحية التابعة للحكومة اليمنية، رصد 1465 إصابة مؤكدة، عدد الوفيات منها 417 حالة، منذ تسجيل أول حالة في أبريل الماضي وحتى نهاية يوم الاحد 13 يوليو الجاري، أما سلطة الحوثيين المدعومة من إيران والمسيطرة على معظم المناطق الأكثر كثافة بالسكان، فلم تعلن أرقاما منذ 16 مايو/أيار عندما قالت إنها رصدت أربع حالات وحالة وفاة واحدة.
وأشارت منظمة "أطباء بلا حدود"، إلى إنها شرعت مؤخراً "في دعم مركز جديد لعلاج كوفيد-19 في مستشفى الشيخ زايد في صنعاء" الخاضعة للحوثيين.
وقالت إن "نصف الأسرّة البالغ عددها عشرون فقط.. في مستشفى الشيخ، زايد يشغلها في الوقت الحالي، مرضى يعانون من أعراض معتدلة لفيروس كورونا".
ووفقًا لموظفي أطباء بلا حدود، "فإن الكثير من الأشخاص يعتقدون أن المستشفيات هي أحد مصادر العدوى، ويؤمن البعض منهم بالشائعات الخبيثة التي تدور حول ما يحدث في المستشفيات للمرضى الذين يعانون من أعراض كوفيد-19. في حين يخشى آخرون من وصمهم بالعار من قبل مجتمعاتهم المحلية في حال ثبتت إصابتهم بالمرض. ونتيجة لذلك، لا يسعى العديد من اليمنيين إلى الحصول على خدمات الرعاية الطبية إلا إذا وصلت حالتهم لدرجة حرجة".
ولاحقت وصمة العار المصابون اليمنيون-ايضاً- وعائلاتهم التي تعرضت لانتهاكات، من قبل مسلحين يرتدون ملابس واقية مقدمة من الأمم المتحدة، وظهر ذلك في مقاطع مسجلة نشرت على الانترنت، مع قصص عديدة عن كيفية تعامل الجماعة مع المرضى، والشكوك الدائرة حول عمليات تحت مسمى "إبرة الرحمة" وفق تقارير إعلامية.
ويقول الدكتور عبد الرحمن، وهو طبيب في منظمة أطباء بلا حدود يعمل في مستشفى الشيخ زايد، "نرى بشكل مباشر التأثير الضار الذي تتسبب به المعلومات المغلوطة التي يتم تداولها في جميع أنحاء البلاد، مما يزيد من الخوف من الفيروس في المجتمع.
ويضيف : تعتبر المستشفيات أماكن آمنة للمرضى، وكلما وصل المرضى إلى المستشفى في وقت أبكر، كلما كانت هناك فرص أفضل لعلاج الأعراض التي يعانون منها".
وأوضح الطبيب أن "العديد من المرضى الذين يصلون إلى غرفة الطوارئ في مستشفى الشيخ زايد في حالة حرجة وبحاجة إلى دعم تنفس فوري، كما أن كافة الأسرّة الستة في وحدة العناية المركزة مشغولة، حيث يتلقى المرضى الذين يعانون من ضيق تنفس شديد رعاية على مدار الساعة، ويعتمدون على أسطوانات الأكسجين السوداء والحمراء التي تحتاج إلى تغيير كل ثلاث ساعات".
وعبرت رئيسة بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، عن قلقها بشأن المرضى الذين يراجعون المستشفى المدعوم من المنظمة، وقالت كارولين دوكارم إن "القلق الأكبر هو المرضى الذين لا يأتون إلى المستشفى – أولئك الذين يختارون عدم السعي للحصول على العلاج الطبي حتى تتدهور حالتهم إلى حد كبير".
وتوجد لدى اليمن إمكانات فحص كوفيد-19 محدودة للغاية، وبالتالي فإن الفيروس ينتشر في جميع أنحاء البلاد دون أن يتم تتبع الحالة الوبائية. وكان النظام الصحي يعاني من ضغط كبير بالفعل قبل انتشار الجائحة بسبب الحرب الطويلة.
وتضيف دوكارم، "إن أحد التحديات المستمرة التي نواجهها هو إيجاد طاقم طبي مؤهل على استعداد للعمل في مركز لعلاج كوفيد-19، حيث هناك حاجة ماسة إليهم. هذا على الرغم من استخدام معدات الحماية الشخصية والتنفيذ الصارم لتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها في هذا المستشفى، إلا أن رحيل العاملين الصحيين يعمل على إضعاف النظام الصحي اليمني بشكل أكبر".
وتحدث بيان "أطباء بلا حدود" عن تأثير التقارير الأخيرة "التي أشارت إلى أن العاملين الصحيين معرضين بشكل شديد لخطر الإصابة بالفيروس مخاوف شديدة بشأن سلامتهم بين الطواقم الطبية في جميع أنحاء البلاد، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى ترك وظائفهم والبقاء في منازلهم، مما يجعل المستشفيات تعاني من نقص في العاملين.
وتقول المنظمة إن "هناك حاجة ماسة إلى المزيد من الموارد في اليمن، سواء لمرضى كوفيد-19 أو ذوي الاحتياجات الصحية الأخرى. وهي تدعو المجتمع الدولي إلى حشد الموارد لمساعدة اليمن على مواجهة هذه الأزمة، وتدعو السلطات اليمنية إلى تسهيل تنفيذ برامج منقذة الحياة".
ووفقًا لـ لرئيسة بعثتها في اليمن، "هناك حاجة إلى زيادة هائلة في الاستجابة للاحتياجات الطبية كافة، وينبغي إنشاء مرافق علاج إضافية لتلبية الاحتياجات غير الظاهرة بشكل عاجل. وبدلاً من خفض الدعم في مثل هذا الوقت الحرج، ينبغي على المجتمع الدولي حشد أقصى قدر من الموارد للحفاظ على التدخلات الإنسانية في اليمن، في حين ينبغي على السلطات المحلية بذل كافة الجهود لتسهيل تنفيذ البرامج المنقذة للحياة وضمان إمكانية حصول الناس على المساعدات الإنسانية بشكل آمن".