للمرة الثانية تُقدِم دار نشر ومطبعة روسية على طباعة مرجع علمي لطلاب المدارس يتضمن معلومات مغلوطة عن اليمن، في حين اتهم مصدر دبلوماسي السفير بعدم التحرك المناسب لتصحيح هذا الأمر.
في التفاصيل؛ قامت دار نشر تدعى "أستا" ودار الطباعة "فياتكا" مؤخراً بإصدار مطبوعة "أطلس" تعد مرجعاً علمياً معتمداً لطلبة المدارس وقدمت فيه معلومات عن اليمن في مقدمتها وضع اسم وصورة القيادي الحوثي "مهدي المشاط" كرئيسٍ لليمن.
وكانت نفس الدار أصدرت نسخة سابقة من نفس المطبوعة في عام سابق ونشرت فيه اسم وصورة زعيم ميليشيا الحوثي عبدالملك الحوثي باعتباره الرئيس اليمني.
وأثارت هذه القضية استياءً واسعاً لدى اليمنيين هناك لا سيما النشطاء، كما قامت السفارة بمراسلة تلك الدار، لكن مصدراً دبلوماسياً في السفارة اليمنية بموسكو اتهم السفير أحمد سالم الوحيشي بالتقاعس عن القيام بمسؤولياته كما ينبغي في التواصل مع الجهات الرسمية الروسية تجاه الأمر.
وحصل "المصدر أونلاين" على رسالة أرسلها السفير لوزير الخارجية محمد عبدالله الحضرمي، الأحد 12 يوليو، يشرح للخارجية ملابسات الأمر يقول فيها أن الموضوع يعود إلى عام 2016م، قبل توليه العمل بالسفارة.
وأضاف السفير أن المطبوعة هي أطلس مدرسي بعنوان "العالم المحيط بنا" للمرحلة الابتدائية وطبع من دار نشر خاصة، مشيراً إلى أن السفارة قامت بمخاطبة الدار وطلبت مقابلة إدارة الدار لتصحيح ذلك الخطأ.
وأفاد السفير أن السفارة طلبت لقاء مع وزارة الخارجية الروسية لتوضيح الأمر والطلب منهم إبلاغ الناشر بتصحيح المعلومات المغلوطة.
وأوضح السفير في رسالته أن دار النشر نقلت المعلومة عن محرك البحث الروسي "ياندكس"، لكن المصدر الدبلوماسي قال إن موقع البحث الشهير "ياندكس"، الذي يعتبر الموقع الروسي المعادل لموقع "جوجل"، يظهر عند البحث أن الرئيس هو عبدربه منصور هادي بخلاف ما ذكره السفير في رسالته لوزارة الخارجية اليمنية.
واتهم المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، السفير بالتقاعس عن القيام بمسؤولياته في التواصل مع الجهات الرسمية الروسية، وقال إن اعتماد مرجع علمي للقيادي الحوثي مهدي المشاط رئيساً لليمن يعد فضيحة.
وأضاف أن السفير الوحيشي الذي يمثل الجمهورية اليمنية منوط به تقديم صورة واضحة عن اليمن وحشد الموقف الروسي لدعم القضية اليمنية وحكومتها الشرعية إلا أنه "يتقاعس عن مجرد التعريف باسم رئيس الجمهورية لدى واحدة من أهم دور النشر التي تعتبر إصداراتها مرجعاً علمياً موثقاً ومعتمداً لطلبة المدارس"، حسب قوله.
وقال المصدر إن خلفية هذه القضية تعود إلى العام 2018 حينما أصدرت دار النشر نفسها طبعة سابقة من "أطلس" اعتمدت فيها معلومة أن "عبدالملك الحوثي" هو رئيس اليمن، مضيفاً "حينها دخل مجموعة من أعضاء البعثة الدبلوماسية لمناقشة السفير حول الخطوة المفترض أن يتخذها للتخاطب مع الخارجية الروسية ومع دار النشر التي أصدرت هذه المطبوعة إلا أنه رفض وقال إن هذا الأمر غير مهم ولا يستحق التعاطي معه".
وأوضح المصدر أن دار النشر في طبعتها الجديدة التي أصدرتها مساء الجمعة الماضية حدثت المعلومة ولكنها استبدلت اسم عبدالملك الحوثي بـ"مهدي المشاط" وبعد أن أثيرت ضجة حول الموضوع قام السفير الوحيشي بالتخاطب مع الجهات الرسمية وأبلغهم أنه وجه رسائل للخارجية الروسية.
وشكك المصدر الدبلوماسي بقيام السفير بهذا الأمر، متهماً إياه بـ"تضليل القيادة السياسية" كما اتهمه بـ"تدمير العلاقات اليمنية الروسية وتعطيل الطاقم الدبلوماسي في السفارة اليمنية في موسكو التي باتت شبه ميتة ومغيبة عن كل الفعاليات الرسمية الروسية".
يذكر أن السفير الوحيشي سبق وأن دخل في صراعات مع الطلبة اليمنيين في روسيا واستدعى الشرطة الروسية أكثر من مرة لاعتقال طلبة يمنيين من داخل السفارة إثر تنظيمهم احتجاجات للمطالبة بحقوقهم، ويتهمه 64 ضابطاً يمنياً مبتعثين للدراسة في روسيا باحتجاز الدبلومات الخاصة بهم بعد استكمال دراستهم.
وكان الوحيشي قد أحيل للتقاعد من السلك الدبلوماسي عام 2005 بعد انتهاء فترته لكنه استدعي مرة أخرى وتم تعيينه سفيراً في موسكو عام 2017.