على خطى حزب الله اللبناني التابع لولاية الفقيه في إيران تمضي المليشيات الحوثية بخطى حثيثة لترسيخ أقدامها في الأراضي اليمنية لتكون الوكيل الحصري لإيران في الجزيرة العربية والذراع الإرهابية فيها.
فمنذ ظهور المليشيات الحوثية عسكرياً على الأرض عام 2004 لم يتوانَ حزب الله اللبناني بتقديم كافة المساعدات اللوجيستية والعسكرية للحوثيين ويقوم بتدريب المليشيات الحوثية على الأسلحة وصناعة المتفجرات وكذلك تقديم خبرات حفر الأنفاق والانتشار الأمني والحراسة الشخصية لزعيم المليشيات الحوثية عبدالملك الحوثي، وبناء المليشيات الحوثية بناءً على طريقة حزب الله وجهازه الاستخباري وصولاً إلى تدريب عبدالملك الحوثي حتى على الخطابة تقليداً لحسن نصر الله.
لم تتوقف الرحلات الحوثية ذهاباً وإياباً بين صنعاء والضاحية الجنوبية منذ عشرين عاماً، ولم يتوانَ الطرفان في تقديم المساعدات لبعضهما البعض حتى في أشد الظروف قتامة في المنطقة.
حيث أمدت المليشيات الحوثية حزب الله اللبناني بمقاتلين من صعدة لدعم نظام بشار الأسد في سوريا ضد الثوار السوريين، وحينما عصفت الأزمة المالية بحزب الله جراء الحرب المستمرة في سوريا وكذلك مع أزمة كورونا عمدت المليشيات الحوثية إلى جمع التبرعات وكذلك ما نهبته من أموال من مؤسسات الدولة ومن تجارة المواطنين ونهب المساعدات الإنسانية وأمدت بها حزب الله بشكل علني.
لم يقتصر تبادل الخبرات والأجندات بين الحوثيين حزب الله اللبناني على الجانب العسكري فحسب، بل مضى الحوثيون على خطى حزب الله في كل شيء حتى وصل الأمر لاحتكار والتحكم بشبكات مهربي المخدرات العالمية بين الطرفين كمجال من مجالات جني الأموال وصرف عائداتها على إنشاء مليشياتهما الإرهابية المسلحة.
وكما تم غرس وإنشاء حزب الله اللبناني في جنوب لبنان بحجة مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، فكان أداة إيران في منطقة بلاد الشام وما جاورها، يتم اليوم غرس المليشيات الحوثية في جنوب المملكة العربية السعودية كذراع إيرانية لإلحاق الضرر بالمملكة ومحاصرتها من جنوبها بعد أن أنشأت إيران مليشيات تابعة لها في الحدود الشمالية والشرقية للمملكة تمثل في مليشيات الحشد الشعبي وجيش المهدي العراقيين وحزب الله وبقية المليشيات الشيعية السورية في سوريا ولبنان.
أهم خطر لغرس حزب الله جديد في اليمن هو تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وكذلك تصدير المقاتلين والإرهابيين مستقبلاً إلى كافة أرجاء المنطقة بعد أن بدت بوادره بإرسال مقاتلين إلى سوريا، وليس ثمة مخرج إلا الوقوف في وجه التنظيم الجديد ووأده في مهده قبل أن يستفحل خطره في كافة المنطقة.
تصدير الإرهاب للجوار
منذ اللحظة الأولى لإنشاء هذا التنظيم كانت العين الإيرانية هي على المملكة العربية السعودية لإلحاق الضرر بها من جهة الجنوب بينما مليشياتها السورية واللبنانية والعراقية من الشمال وإيران من الشرق، ولذلك قامت إيران بمد الحوثيين بكافة أنواع الدعم المالي وبالسلاح وبالخبرات والدعم السياسي الدولي أمام المحافل الدولية وبمنظمات حقوقية دولية.
فمنذ اللحظات الأولى للانقلاب الحوثي عمد إلى إجراء مناورات على الحد الجنوبي للمملكة في استعراض للقوة وإرسال الرسائل التي لا تخفى على أحد من هذه المناورات.
تقوم المليشيات الحوثية بين فترة وأخرى بتطوير أسلحتها وتهريب إيران لها أسلحة استراتيجية منها صواريخ باليستية بعيدة المدى وطائرات درونز تضرب بها المنشآت والمدن السعودية وتعمل على تجذر مليشياتها عسكرياً من خلال التدريب على الحرب المباشرة فهي بالحرب تكتسب كل يوم خبرات جديدة.
تهديد الملاحة البحرية
كانت أهم نقطة لإيران هي أن تصل إلى باب المندب وتتحكم بطرق الملاحة الدولية قدر الإمكان، ولذلك كثفت من خلال ضغوطاتها لضرب الملاحة البحرية في باب المندب بعد أن أدركت أن بإمكان المملكة الخروج من تحت ضغوط إيران في الخليج العربي ومضيق هرمز، وإيران هددت أكثر من مرة بإغلاق مضيق هرمز في وجه تصدير النفط الخليجي، فلذلك سارعت بمليشياتها إلى باب المندب واستهدفت العديد من السفن التجارية بينها سفينة إماراتية، لكن بعد أن تم تأمين المندب بعد تحريره من تلك المليشيات فهي ما تزال تحاول مجدداً الوصول إليه.
نقلا عن "الحرف28"