برسم يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رافعاً هويته، ويقول "أعلن انشقاقي عن الأسد وهذه هويتي"، بدأ الناشطون حملة تشمت بالقرار الذي صدر، منذ ساعات، بتخفيض القوات الروسية في سورية، والاتجاه إلى الحل السياسي في سياسته الخارجية اتجاه الصراع السوري – السوري.
في دقائق، انطلق وسم "#بوتين_ينسحب_من_سوريا" على "تويتر"، ليصل إلى قمة لائحة الأكثر تداولاً عالمياً، حيث سخر وتكهّن الناشطون من الانسحاب وأسبابه. فيما نشر ناشطون صورةً ساخرة مركبة لهاتف بوتين ومحاولات الأسد الاتصال به بعد إعلانه الانسحاب.
وعلق السوريون بكثافة على الخبر. الدكتور فايز الباشا كتب على صفحته على "فيسبوك": "لا أستطيع إلا أن أعبر عن غبطتي وارتياحي للأحداث في هذه الأمسية، ولا يهمني أبداً ما حدث ويحدث وراء الكواليس ووراء الشاشات، ما أقرأه وبارتياح هو حتماً انتصار إرادة هذا الشعب وعلمه الأخضر الوارف الظلال وسلميته وأهازيجه ضد آلة القتل الهمجية الروسية وطائراتها التي فشلت في تحقيق أي هدف أعلن منهم سابقاً". وأضاف "ما أراه وبوضوح بداية انتصار هذا الشعب المسكين ضد آلة القتل الطائفية الإيرانية القذرة وأذنابها".
فيما كتب الصحافي، عمار بكور، على صفحته في موقع "فيسبوك"، إن أهم أسباب سحب روسيا قواتها الرئيسية من سورية هو تخلي روسيا عن بشار الأسد بعد تعنته وتمسكه بالسلطة بشكل علني، ومنع الشعب السوري من الانتصار عبر الإطاحة بالمجرم بشار سياسياً، وخوفاً من التحالف الإسلامي الذي لوح بالتدخل العسكري في حال فشلت المفاوضات، إضافة لفشل القضاء على داعش مع بقاء بشار الأسد ورموز نظامه المجرم في السلطة.
لكن كل تلك الغبطة والأسباب لم تقنع الصحافي حكم البابا الذي علق على القرار على صفحته في "فيسبوك": روسيا وبوتين أعداء للشعب السوري ولم يتغيروا، وبوتين لم يخسر في سورية لينسحب، وروسيا لا يمكن أن تتخلى عن الأسد، وبوتين ليس عنده ضمير ليصحو، ولا أحد في العالم هدد دور الروس في سورية بل بالعكس باركهم الجميع، وأية أزمة اقتصادية في روسيا لا يمكن أن تؤدي إلى انسحاب مفاجئ بهذا الشكل من سورية، والروس يشعرون أنهم في حالة انتصار، وهم جاؤوا إلى سورية ليبقوا لا لينسحبوا، وإيران حليف لروسيا، ومن المبكر تفسير إعلان بوتين انسحابه من سورية، هذا إذا كان سينسحب فعلاً! ففهم ما يجري بحاجة لوقت".
وبالمقابل الفنان الموالي للنظام، عارف الطويل، كتب على القرار: "لكل من أربكه خبر الانسحاب، للتذكير القوات الروسية الصديقة تدخلت بعد أربع سنوات، والجيش السوري الذي صمد بوجه أبشع أشكال الإرهاب طوال هذه المدة، قادر ومن خلفه الشعب على الصمود والتضحية أضعافها".
فيما علقت هبة علي على القرار: "القرار يهدد الغرب بشكل قوي، إما جنيف "السلام" أو بتدفعو الفاتورة معنا "الحرب على داعش" وخليهن يدقو راسن بالحيط".
أما السياسي حازم نهار، فلم يدع الأمور دون توجيه نصيحة للرئيس الروسي على صفحته على "فيسبوك": "يجب إلزام بوتين أخذ أعضاء "الحزب الشيوعي السوري" مع قواته المنسحبة!"
بينما نشر عدد من الناشطين عدداً من الاحتمالات تفسر سبب القرار كان بينها التالي:
- إنها حالة إعلامية فقط لدفع عملية السلام.
- القوات الرئيسية فقط وترك القوات الأخرى، وهذه عبارات مطاطة لا ضوابط لها.
- إذا استمرت الهدنة ليس هناك مبرر للقوات الرئيسية.
- عدم معرفة ما هو المقصود بالرئيسية.
- هذا لا يحصل إلا ضمن اتفاق أميركي روسي.
- ربما تمهيد لإرضاء السعودية لفتح علاقات معها وتشجيع زيارة الملك إلى موسكو.
- اتفاقات روسية أميركية سعودية لدعم الاقتصاد الروسي من خلال تخفيض إنتاج النفط ورفع أسعاره لصالح روسيا.