لماذا يصيبنا الأرق في "الليلة الأولى"؟

عندما تغير مكان نومك، وتبيت في فندق أو لدى صديق، فهل تعاني في ليلتك الأولى وتتقلب ويبقى عقلك متحفزا بشكل غريب؟ لا تخف، فهذه ظاهرة عادية منتشرة، اسمها "تأثير الليلة الأولى"، وكانت منتشرة منذ خمسين عاما.

وقالت الباحثة يوكا ساساكي، من جامعة "براون"، إنك "عندما تنظر إلى أشخاص شباب وبصحة جيدة بدون مشاكل نوم مزمنة، فإن 99 بالمئة من الناس يعانون من تأثير الليلة الأولى، حالة نصف الاستيقاظ ونصف النوم"، بحسب ما نقلت صحيفة "أتلانتك" الأمريكية، الثلاثاء.

وتستطيع الحيوانات الحفاظ على حالة وسيطة بين النوم والاستيقاظ، مثل الحيتان والدلافين وبعض العصافير، لإبقاء النصف من أدمغتها نائما، والنصف الآخر مستيقظا.

وتساءلت ساساكي عما إذا كان الإنسان يستطيع فعل شيء مشابه، وإن كان بدرجة أقل، فعندما يدخل الإنسان بيئة مختلفة يظل نصف عقله مستيقظا أكثر من الآخر، ولذلك فإنه يتفاعل بسرعة مع الأصوات والروائح غير المعتادة.

وقامت ساساكي بتجربة على أحد عشر متطوعا ليناموا بضع ليالٍ في مختبرها، أثناء ربطهم بماسح لأدمغتهم ووصلات كهربائية بأدمغتهم وأيديهم لتقيس موجاتهم الدماغية وحركات عيونهم ونبض قلوبهم، وغير ذلك، قائلة إن "الماسح به سرير يمكن أن يصبح كسرير النوم".

ووجد الباحثون أن النشاط البطيء في الدماغ أضعف في النصف الأيسر لدى المتطوعين، ولكن في الليلة الأولى فقط، حيث تأثرت مساحات في الدماغ هي المسؤولة عن "النشاط المعتاد"، وهي مرتبطة بنشاطات الإنسان التي لا تحتاج إلى تركيز مثل الحلم والتساؤل.