مفاوضات الكويت

صحيفة كويتية تشن هجوما لاذعا على مليشيا الحوثي والمخلوع وتدعوا لمحاورتهم بلغة السيف

شن رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية، أحد الجار الله، هجوما حادا على مليشيا الحوثي والمخلوع الإنقلابية، مؤكدا أنه بعد إقدام المليشيا على اقتحام معسكر العمالقة، ليس كافيا أن تعلق الحكومة الشرعية مشاركتها في مفاوضات السلام.

وقال الجار الله، في افتتاحية صحيفة "السياسة"، إن قرار وفد الحكومة تعليق مشاركته في المشاورات ليس بحجم الحدث، ناصحا إياه بالانسحاب من المفاوضات، لأن ما حدث "أثبت بالدليل القاطع أن الأداة الإيرانية تفاوض من أجل التفاوض والاستعراض الإعلامي وتنقلب على نفسها بين ساعة وأخرى"، متسائلا: "اذ كيف لمن يدعي السعي الى الحل ويقدم تصوره في هذا الشأن ليلاً أن يخرق ما اتفق عليه ويقتحم المعسكرات فجراً إلا إذا كان قراره ليس بيده فلا يلتزم بما يقوله؟".

وأشار الجار الله، إلى أنه بعد هذا التطور الخطير بات على المجتمع الدولي "أن ينظر إلى الأمر بتجرد، ويسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية"، لافتا إلى "أن الحوثيين الذين أُعطيت لهم الفرصة كي يكونوا شركاء في الحل، ليسوا أكثر من عصابة مأجورة لنظام طهران الذي لا يريد لهذه المنطقة الهدوء والاستقرار، ويمنع أي حل، أكان في العراق أو سورية، واليمن، حيث حاول عبر دفعه العصابة الاجرامية إلى اقتحام معسكر العمالقة المحايد التغطية على ما يجري في سورية، وتحويل الأنظار عن فوضى تسبب بها في العراق"، حسب قوله.

وأوضح رئيس تحرير صحيفة "السياسة" الكويتية، أنه طيلة الأشهر الماضية كان الحوثيون ينكثون وعودهم للمبعوث الاممي اسماعيل ولد الشيخ، متسائلا: " لماذا لم يدرك أنهم اداة، قبل أن يتجه إلى بذل جهوده من أجل تحقيق هدنة والبدء في مفاوضات انقبلوا عليها حتى قبل أن تبدأ ؟.

وأضاف متسائلا: " فهل يمكن الرهان على امكانية انخراط هؤلاء في عملية سلام تنهي المأساة، أم أن هذا دليل اضافي كي يعمل المجتمع الدولي على وضع الاطر التنفيذية للقرار 2216، ليخرج 26 مليون نسمة من نفق القتل والدمار الذي أدخلهم إليه الحوثيون؟".

وقال الجار الله: " بعد التطور الخطير الذي حصل لا يمكن الاستمرار في التعاطي مع جماعة الحوثي وصالح بلغة الحوار، فهذه الجماعة لا تفهم الا لغة القوة وتجارب السنوات الماضية كانت الدليل على ذلك، فهي خرجت على كل اسس الحوار، وضربت بالمبادرة الخليجية عرض الحائط، وادخلت اليمن في دوامة فتنة لم يسبق ان شهد مثلها في تاريخه، وكله كان تنفيذا لأوامر إيرانية".

واستطرد قائلا: "صفر الوجوه هؤلاء تجب محاورتهم باللغة التي يفهمونها وهي لغة السيف، الذي في حده الحد بين الجد واللعب، فاذا كانوا استمرأوا لعبة الدم التي بدأوها منذ نحو سنتين تمهيدا لإدخال نظام الملالي الى الجزيرة العربية، فإن التحالف العربي والحكومة والمقاومة مؤتمنون على دماء اليمنيين، وسعوا بكل السبل إلى حقنها، بل افسحوا في المجال الى هذه الجماعة ان تشارك في الحوار على أمل ان ترعوي حتى بعد تكبدها الهزيمة، لكنها لم تستوعب الحكمة من ذلك، فاستمرت بخرق وقف إطلاق النار".

وختم افتتاحية الصحيفة بالقول: "لا نغالي إذا قلنا إن الانقلابيين ليسوا أهلا للحوار والمفاوضات، إذ أنهم ما ان قدموا تصورهم للحل والتهدئة حتى فعلوا ما فعلوا بعده بساعات فكأنهم على حد قول أبي تمام «صَاغُوه مِنْ زُخْرُفٍ فيها ومنْ كَذِبِ تخرُّصاً وأحاديثاً ملفَّقة»، لذلك فلا علاج ممكن لمرض العبث الدموي الحوثي الا السيف لأنه اصدق إنباء من الكتب".